تكمن إحدى الفوائد الرئيسية للإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وتويتر أن المعلنين يمكنهم الاستفادة من معلومات المستخدمين واستهداف إعلاناتهم بشكل مناسب.

وفيما توقع مركز ‘’جو جولف’’ للأبحاث في مجال حصر الخدمات والإعلانات الإلكترونية، أن يتجاوز الإنفاق على الاعلانات عبر الشبكات الاجتماعية حاجز الـ11 مليار دولار، تشير التوقعات أيضا إلى أن فيسبوك سيأكل نصف كعكة الإعلانات مستحوذا على أكثر من 57% من إجمالي الإنفاق الإعلاني عبر قنوات التواصل الاجتماعية، بينما ستنال شبكتا يوتيوب وتويتر حصة متساوية من هذه السوق بواقع 13% لكل قناة، وتتقاسم باقي الشبكات الاجتماعية 17% من باقي الكعكة.

أصوات المختصين بدأت تعلوا مؤخرا محتجة ومستفهمة عن الآلية الغريبة التي يعتمدها فيسبوك في أسلوب الإعلان الذي يقدمه، فالمعلن عليه أن يعلن ليحصل على “الإعجابات” بصفحته، ومن ثم عليه أن يعلن مرة أخرى ليصل لهؤلاء المعجبين الذي استثمر أموالاً ليحصل عليهم!.

لقد بدأ المعلنون يلتمسون بالفعل الخداع الذي يمارسه الموقع لجني العوائد المالية جراء الإعلانات ومنهم من ذهب إلى اتهام مسؤولي الموقع بـ “النصب والتضليل والتدليس”، إضافة إلى التشكيك في جدوى مثل هذا النشاط الإعلاني، خاصة وأن فيسبوك اعترف مؤخراً بأن 11.2% من الحسابات هي حسابات وهمية، إلا أنه لم ينشر أي أرقام حول عدد الإعجابات المزورة، ومن الأمثلة على ذلك انفاق وزارة الخارجية الأمريكية 630 ألف دولار أمريكي لتكتسب 2 مليون إعجاب ومن ثم أدركت أن نسبة التفاعل تقف عن 2% فقط!.

كما انه مازالت في أذهاننا إعلان تطبيق انستغرام -المملوك من قبل فيسبوك مقابل مليار دولار- نيته بيع الصور التي ينشرها المستخدمين دون طلب موافقتهم، وهو ما أثار موجة سخط بين مستخدمي التطبيق الذين طالبوا بإقرار مبدأ حقوق الملكية، ليضطر فيسبوك للتراجع عن تلك الخطوة.
أيضا يؤكد فيسبوك أن المعلومات التي ينشرها المستخدمون مثل أرقام هواتفهم ستبقى سرية وتخضع للخصوصية، لكن أليس السماح للمعلن بأن يعرف عمر المستخدم وجنسه ومكان سكنه وميوله مقابل الحصول على المال هو تصرف لا أخلاقي وانتهاك لسياسية الخصوصية؟

لقد نشر ديريك مولر، وهو ناشط معروف وصاحب قناة شهيرة على اليوتيوب مختصة بتقديم فيديوهات علمية، مؤخراً فيديو يوضح فيه بالأدلة القاطعة انخراط فيسبوك في آلية إعلانية مخادعة وغير حقيقية، وقال مولر في التعليق الذي أورده على الفيديو الأخير الذي نشره على اليوتيوب إن عائدات فيسبوك الإعلانية تعتمد على “الإعجابات المزورة”.

واستعرض أيضاً تجربته الإعلانية مع فيسبوك للترويج لصفحته والتي حظي جراءها على 80 ألف متابع من البلدان النامية، والذين كانوا من غير المهتمين بموضوع الصفحة وطبيعتها على حد تعبيره، وأكد أن العدد الكبير للمتابعين أثر بشكل سلبي جداً على تفاعل المتابعين الفعليين للصفحة وإمكانية الوصول إليهم، ليصرح بأن صفحته أصبحت بلا معنى ولا فائدة!. 

المصدر: الأيام - خالد يوسف

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com