جُبْنا البلاد معاً من شمالها الى جنوبها ، ومن شرقها الى غربها ا وبرفقة العديد من رفاق المبادرة العربيّة المعروفيّة ،عرّجنا على هضبة الجولان العربيّة السّوريّة المحتلة ،هي وشقيقتيها في الهمّ : الضّفّة الغربيّة وقطاع غزّة ،تبرّعنا بدمائنا للاْخوة الجرحى في دولة فلسطين ،اْكثر من مرّة ،استقبلَنا طيّب الذِّكْر /اْبو عمّار راعي الدّار ورفاقه ،فيصل الحسيني وبيت المشرق ،،الدكاترة : محمود عبّاس ، حيدر عبد الشّافي ،عبد العزيز دويك وحنان عشراوي ، ثمّ بسّام الصّالحي ،سامر العيساوي و.....القائمة طويلة ،تضامنّا ،تاْلّمنا ،تماهينا ،تآخينا ،ذرفنا الدموع معاً ،استمَعوا الى معاناتنا ،صمودنا وتمسّكنا باْرضنا ....ابو الوليد كان في الطّليعة خطيباً ،شاعراً ،منظِّراً،راوياً للملاحِم والتّلاحم ،رغم صحّته المنحرفة .

ولنعد الى البداية :في اْيّار احمل منجلك وغار ! في تموز الحصيدة هَيّي كوايرك للغلّة الجديدة ،اْن ترعى بحصيده وتلتقط بعض السّنابل المتناثرة هنا وهناك من ضربة منجله وزوبره ،تتبعّر من كرومه الزّيتون الصّوري والمليصي ، لقاطو بِشَيّب بَسْ زيتو طيّب ،تتبعّر مع البُعّار ، مافيه بعّار بيحبّ بعّار ، ولا لقّاط بيحبّ لقّاط ،إنْ صَحِّلَّكْ لبنة ظرف اْغرف منها غرف .... عام النّكبة نايف في الثّالثة عشرة من عمره ،يُفجع برحيل اْمّه ،تتفتّق العواطف شعراً فاذا به يقول : اُْمّي....وهل اْبقى بلا اْمّي يا نار قلبي اْشْعِلي دمي وتتوالى المصائب والامتحانات ،كريمته وفاء تلقى مصرعها ،تجدّد العيون سيلها :كانت وفائي قاعدة معنا /والرّيح شرقيّة/وشباط كان غراب صرصعنا /بهدير ارياحو /وِبْغّفّة جناحو/قامت وفاء من بينّا وطارت/ والريح شرقيّة /حسّيتْ قلبي رَفّ/ وِجْرَيّ هزّوا هزّ تحتي /يا نار قلبي كيف غفّتْ غفّ/ويا قلبنا المحزون شو الّلي طفّ /عالعين؟/ عالعين يا عينّا يا عين/ناديتْ ما ردّتْ/حسّيت حيلي وْقُوّتي انهدّتْ....... بعد مجزرة قانا لبنان 1996 في عهد داعية الاستسلام الحائز على جائزة نوبل من العمّ سام ،كتب اْبو الوليد قبل اْن يتذبذب الوليد اللبناني ! اليوم جلّس بعض الشّيئ ،ولا نعي ماذا يخبّئ لنا الغد! يا عرب يا غضب يا شُعَل يا مْلهلبي/إنتو عرب وَلاّ سُرَب/ماشين تبع للاْجنبي / ويا هل ترى ماشين انتو دبدبة/ وَلاّ خلقتوا هيك بقاماتكو المْحَرْدْبة ؟؟ وياهل ترى هذا مشي؟ ولاّ حَبي ؟ لاْبي الوليد ! بلّغوه التّحيّة ...من قليبي وعينيّي مع ثمرات وعَبرات اْفكاره وينابيعه التي لا تنضُب :

من اْغاني الفقراء الى وفاء جليليّات /على اسوار عكّا ريح الشّمال شعر عرب كفاحي /صورة اشعار طبقيّة امثال واْقوال / صدى الانتفاضة قصائد حبّ لشهدائها /طرائف جدليّة الفنّ والواقع /شُعَل إحنا صْحاب الدّار/ ملاحظات قارئ بقيعيّات ووفاء رمضانيّات /اشعار البقيعة واْطرف الاْزجال /بقيعة صمود المختارات والوفائيّات بلا نهايات ... والحبل عَ الجرّار،مع نكهة المرّار،الشومر ،القرصعنّة ،الدّردار ،الحاحوم ، النّجاص ،الفجل معو بيبرطع العجل ،صبر مغاري ،زيت راماوي ،مرصوص سحماني ،منكوش ترشحاني ،كُبّة نيّة حرّاقيّة،ازدرخت جلساوي ومشاحر كسراوي .... اْبو الشّمقمق الباقي في حيفا مع الاميل التّوماني ،قال لاْبي الوليد : يقف على راْس الشعراء المُحارفين في بلادكم وزمانكم،سيّدهم غير المُنازَع!

حبيبنا البقيعاوي نايف سليم الذي ينقط شِعره عسلاً ،اْحلى من تين البقيعة الغزالي ،ويستطيع حين يستدعي الحال ،اْن يُطْعم الظالمين السّم ّفي العسل ! ونايف يقول :كم علّم التاريخ منذ عهده القديم /القيد لن يظلّ في يد تقرّر التّحطيم/فتّش فلن تجد القنابل في الجيوب/فتّش كذا ،من طول بطشكم تَقَنْبَلَتْ القلوب / ويمضي الرّفيق العريق الصّديق العاشق : بيغن ريغين يا ستّار /حربجيّة وعسكرجيّة وخدمتجيّة للدولار/الدنيا بتحكي عن الحقوق وْهنّي بيحكوا بلغة الدولار/بيغين ريغين يا ستّار ،واحد طالع واحد راكع ! شُركا حتى ع َ البسطار !!

اْبو الوليد يتماهى ويتباهى بالاْخطل الصّغير : قُل لذاك الليث في آجامه واحد نحن اذا الشّام تنضام وطن الجميع على حدود رياضه تختال فاطمة ُ وتنعم مريمُ علمان مؤنّثلن ممنوعان من الصّرف لا يقبلان الجرّ،كبقية الاْعلام التي تجرّ الرّجال ويمضي ابوالوليد القارئ بامتياز :معدّل ما يقراْه العربي سنويّاً هو نصف ساعة !يا حرام الشّوم على اْمّة إقراْ! اْحد انجال اْبي الوليد يعلّق بصدق :اذا نزّلوا والدي من الاحصاء فتهبط النّسبة كثيراً،يُعرّج نِعْمَ القارئ على وديع عقل ليدوّن : عربيّة في دينها فالضّادُ في إنجيلها والضّاد ُفي قرآنها . الرفيق العريق على عهد المبادرة العربية المعروفيّة منذ عهد طيّبي الذِّكْر :الشّيخ فرهود فرهود الاستاذ سلمان شحادة والطّلائعي عاصم الخطيب رحمهم الله ، ومع الرّفاق اْطال الله في اْعمارهم : محمد نفّاع ، سميح القاسم ، غالب سيف ، والقائمة طويلة من الرّعيل الاْول الى الثّاني والثّالث والرّابع ،وهذا ما يبعث على الفخر والاعتزاز يا شاعر الفقراء والبؤساء ! ستبقى شاعرنا وسنبقى الفقراء لشِعرك،نثركَ ،خواطرك ،طرائفك ،وجدانيّاتك ،خمريّاتك ،اْمميّتك ، طلائعيّتك ومشاويرك في طول البلاد وعرضها نغنّي مع العاشقين الفلسطينيّين : لاْكتب على جبين الوطن موّال تراب الوطن ما نبدّلوا باْموال لا تحسبوا بجرّة قلم تتملّكوا هالاْرض مش شروةولا اْقوال قال اْبو الوليد :إن قتلوا من اْهل سخنين سِتّة بْنَفس اليوم /اْهل سخنين بيخلّفوا ستّين !وهو الاْممي المشبع بالوطنيّة العقلانيّة يردّد: قُلْ يا اْهل الكتاب :لستم على شيئ حتى تقيموا التّوراة والانجيل /المائدة ،صدق الله العظيم ! انّه يعشق الوطن والشّعر والاْريج : سقى الله زمان العين كيف كنّا من العين كانت كلّ مَيَتنا كنّا نعيش بْفرد قلب وْربّ وِبْفرد راي تظلّ ضيعتنا كفانا تكفير !تهجير !تعثير ّ وتكبير تقتيل في عهد الخنوع والخضوع ! اْمّ الوليد رفيقة الدّرب على طول ،تعي اْنّ لها ضُرّة ،والضّّّّّّّرّة مُرّة ، وهذا يتاقض مع مذهب التّوحيد العرفاني : ولن تستطيعوا اْن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم ! ،إلاّ اْنّ اْاْم الوليد ،تعيش مع هذا الواقع ،ربّما تكون اْوّل ضرّة في التّاريخ تعيش بوئام وانسجام مع ضرّتها ،ما باليد حيلة ! إن كان زادك رايح رَحّب فيه ّ،وضرّة اْم الوليد هي مكتبة اْبي الوليد العامرة ! لاْبي الوليد ،رفيقة الدّرب ،الاْنجال ،الاّحفاد ،الاخوة ،اهل البقيعة ، الرّفاق ، الاْصدقاء والمعارف ، معاً نرفع راية ابي الوليد،العمر المديد ،ابداً على العهد نصون الود،بالوفاء والسّخاء والاباء،مع الشّموخ والرّسوخ في جليلنا الاْشم ووطننا الغالي ! تحضرني طرفة للفنّان الشعبي السّوري الملتزم علي الدّيك قال : مربّية في إحدى الضّيعات دخلت صفّها الجديد ،ارادت التّعرف على تلاميذها الصّغار فساْلت :شو اسمك ياشاطر؟ اسمي علي ! شو بدّك تصير بَسْ تكبر ؟بدّي صير ضابط طيران ! -انتقلت للثاني :شو اسمك يا شاطر ؟ اسمي علي ! شو بدّك تصير بس تكبر ! بدّي صير مهندس طيران ! -الثالث شو اسمك يا شاطر ؟ اسمي علي ! شو بدك تصير بس تكبر ؟ بدّي صير طبيب ! وهكذا مع الرّابع والخام ،استغربت ،حوّّّّّّلتْ اْنظارها بعيداً فراْتْ طفلاً منزوياً لوحده ،ساْلته شو اسمك يا شاطر ؟ اسمي الياس ! استبشرتْ خيراً ضمّته الى صدرها بحنان : شو بدّك تصير بس تكبر يا عيني ؟ بدّي صير علي ! وهكذا لو ساْلتنا نحن تلك المعلّمة ،اْو الزميلة الرفيقة لميس عبدو التي تنوب عنها : شو بدكوا تصيروا يا شاطرين بس تكبروا ؟ لاْجبناها جميعاً بدنا نصير اْبو وليد !

**اْلقيت في الاْمسية التّكريميّة للشاعر ،بادرت اليها جمعيّة الجذور للحفاظ على وتقوية الجذور الثقافيّة للعرب الدروز / البقيعة 25/1/2014 **

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com