مدرسة الشبلي الشاملة صارت بنت كبيرة عمرها 23 سنين،وروحها شبابية بطلابها ومعلميها ومديرها. وتتفوق الطالبات على الطلاب بالعدد أيضا إذ تبلغ نسبتهن اليوم 56% رغم تدني ظاهرة التسرب في البلدة.

وهكذا على مستوى المربين حيث تعمل المؤسسة بتناغم من قبل طاقم تربوي 70% منه مربيات بالمرحلة الإعدادية و 60% في المرحلة الثانوية.

نجاحات واستقلالية من الضغوطات السياسية

وتواصل المدرسة إحراز نتائج طيبة جدا في امتحانات البجروت وفي العام الأخير بلغت نسبة الحاصلين على البجروت من مجمل طلاب الثواني عشر 57% وهي مرشحة للارتفاع لـ 77% في امتحانات الشتاء ،كما يتوقع مدير المدرسة المربي أسعد عبد الله شبلي منوها أن النسبة لم تنخفض يوما دون الـ 50% وهذه نسبة مرتفعة قياسا بنتائج المدارس العربية واليهودية.

منذ أربع سنوات ضمت المدرسة للشبكة القطرية سخنين بإدارة عمر بدارنة. أليس بقاء المدرسة تحت كنف المجلس المحلي أفضل من رعايتها من قبل جمعية خاصة؟ سألنا مدير المدرسة المربي أسعد عبد الله شبلي الذي يقود مسيرتها التربوية منذ 22 عاما فقال جازما إن المدرسة تعيش اليوم حالة استقرار أعمق بعد نجاتها من اعتبارات سياسية وتدخلات غير موضوعية نتيجة تغيير إدارات السلطة المحلية. منوها أن الانتقال لتبعية الشبكة يحمي المدرسة من تعيينات سياسية على يد السلطة المحلية علاوة على تكريس ما تستحقه من ميزانيات للإنفاق عليها ويتابع " تجربتي هنا على الأقل تدلل على ذلك ".

لا أملك عصا موسى السحرية 

وردا على سؤال يوضح مدير المدرسة أن أهم أسرار نجاح المسيرة التعليمية والتربوية في المدرسة النظام والاحترام المتبادل. ويشير أنه لا يملك عصا سيدنا موسى السحرية منوها أن طريق النجاح جبلية وصعبة وهي مرصوفة بالصدق، التعاون، المثابرة، الاحترام والحزم منوها لدور الشبكة القطرية سخنين ولتجربة المفتش حسان حوايطة الغنية المكرسة لخدمة المدرسة. وردا على سؤال يوضح أن علاقاته بزملائه في المدرسة مبنية على الاحترام والتكامل منوها لتواصله اليومي المباشر إضافة للاتصال بهم من خلال القنوات الألكترونية. ويشدد على شعوره بالراحة خلال عمله في المدرسة رغم التحاق منذ 37 عاما.

ويشدد على حيوية احترام الطالب وحقوقه وإبقائه في مركز العملية التربوية وبنفس الوقت عدم التهاون في خرق قواعد السلوك اللائق المتعارف والمتفق عليه. ويشير أنه يترجم ذلك بمنح الحرية والصلاحية لمجلس الطلاب للقيام بفعاليات تربوية خلال طابور الصباح كل يوم. ويضيف " قبل 22 سنة تعلم طلاب الشبلي في مدرسة دبورية وكان كثيرون منهم يهربون ويتسكعون في منطقة جبل الطور. يتمتع الطلاب بقدرات تنتظر من يساعدهم على تنميتها وتحقيقها وفي العام المنصرم كان 57% من خريجينا مؤهلين لاستكمال دراستهم الجامعية في البلاد". وتدرس في مدرسة عرب الشبلي الشاملة كافة المواضيع العلمية وعلى مستوى خمس وحدات وتحرص على التواصل مع العالم الخارجي كالمشاركة بتبادل البعثات الطلابية مع مدارس في ألمانيا منذ 1993.

شبلي، أحد أوائل الخريجين الأكاديميين في عرب الشبلي التحق بجامعة حيفا ليدرس العلوم السياسية واللغة الإنجليزية وفي يومه الأول وقبيل سفره للجامعة عاهد نفسد بتطبيق نصحية والدته بالكد والجد يوم قالت له متوددة :" مش تروح خريطة وترجع شريطة"!

وعاد أسعد من هناك خريجا ومع خريطة وما لبث أن استكمل للماجستير بـ" القيادة التربوية " في بريطانيا وعلى طريقه سارت ابنتاه على خطاه.

شبلي الذي تدرس ابنتاه ايمان وبراءة الطب في أكرانيا مبديا اعتزازه بشقهما الطريق أمام طالبات أخريات من البلدة للدراسة في جامعات العالم خاصة في أوروبا ويتابع " ليست هناك طريق للتطور والنمو سوى طريق الجامعة".

روح التجديد

ويشير أستاذ الرياضيات والحاسوب في المدرسة خالد أمارة لأهمية التجديد لافتا أن مدرسة الشبلي تواكب التطور خطوة خطوة ودائما تجدها في حالة تجدد ولذا فهي تستقطب اليوم طلابا من دبورية المجاورة أيضا.

أمارة الذي يدرس رياضيات(خمس وحدات)يستذكر أن نسبة النجاح ممتازة وأن وزارة المعارف كافأت المعلمين في الماضي بشهادات تقدير وبمنحة مالية قيمتها 3000 شيكل لكل معلم تقديرا لجعل مدرستهم في حالة نمو دائم.

ويؤكد ما يرويه مربون آخرون في المدرسة حول حالة الوفاق بين المعلمين وحول العلاقة الطيبة مع الأهالي منوها لكون المدير نشيطا طموحا لا يخشى القفز لمبادرات تجديدية ويضيف " ولا يقل أهمية استقلال المدرسة عن الاعتبارات والمصالح الحزبية والسياسية ".

من جهتها تبدي رئيسة مجلس الطلاب هديل كحيلي رضاها من أجواء المدرسة ومن إتاحة الفرصة أمام طلابها للعمل والمبادرة دون قيود مع توفير الدعم الكامل. وتثني على احترام المربين والمربيات للطلاب وتعاملهم الطيب معهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com