الفيس بوك، ذلك الموقع الذي يطلق عليه "التواصل الاجتماعي"، يتحول إلى معول هدم، في العلاقات الاجتماعية، فبعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وانشغال المواطنين ليل نهار في التواصل مع اصدقائهم في الكثير من القضايا العامة والعائلية والخاصة في بعض الاحيان باتت تلقي بظلال ثقيلة أحيانا على مستخدميها، فالتواصل في هذه المواقع كالفيس بوك وتويتر وكما حمل من ايجابيات كثيرة لدى جميع فئات المجتمع حمل ايضا، سلبيات لعل أبرزها ، أنه اصبح من غير الممكن الاستغناء عنها، واعتبارها صديق او صديقة مفضلة، بل وصل الامر بفتاة أقدمت على رفض قبول الزواج باحد الشبان بعد طلبه منها ازالة الاصدقاء الذكور من حسابها على موقع الفيس بوك.

هذا ما حصل بالفعل لشاب من احدى قرى محافظة بيت لحم والذي فضل عدم الكشف عن اسمه عندما توجه لطلب يد فتاة من قرية اخرى من المحافظة، فيقول هذا الشاب لـ فلسطين 24 : "توجهت قبل نحو اسبوعين مع عائلتي لطلب يد فتاة تعرفت عليها عبر الفيس بوك ضمن العادات والتقاليد المتبعة في المحافظة، ويواصل الشاب حديثه : انه تم الموافقة من عائلة الفتاة والفتاة على الزواج بي، لكنني طلبت التعرف اكثر على هذه الفتاة قبل المباشرة في اجراءات قراءة الفاتحة والخطوبة وكتب الكتاب بعد قبول عائلة الفتاة بي.

واضاف الشاب:"قبيل مغادرة عائلتي لبيت الفتاة اتفقت مع اهلها على زيارتهم بعد يومين وانا ووالدتي للتعرف على الفتاة بشكل افضل وخلال اللقاء الذي تم حسب الموعد المحدد تناقشت مع الفتاة في كثير من الامور وهنا وجدنا انفسنا متقاربين، مع ارتياح لبعضنا البعض في الكثير من المجالات وهو ما كان من شأنه أن يؤسس لزواج ناجح بيننا.

ويضيف الشاب.. ولكن حين بدأنا في نقاش حول الفيس بوك وماذا يمثل لدى الطرفين، قالت الفتاة ان اصدقائها على الفيس بوك هم بالنسبة لها شيء مهم وهم المثل الاعلى لها واشياء اخرى .... وانها ولا تستطيع الاستغناء عن اي حد منهم وحتى ولو البعض منهم ذكوراً ، وهنا استوقفني حديثها وسألتها انك لن تحذفي اي احد منهم خاصة الشباب اذا طلبت منك ذلك ؟؟ واجابت بشكل فوري : نعم سوف ارفض.

وهنا اختصرت كل الطريق وقلت لها لن يكون بيني وبينك نصيب وطلبت من والدتي مغادرة منزل الفتاة، والقول لاهلها لن يكون بيننا نصيب ولم ابح للعائلة بالسبب خوفاً وحرصاً على سلامتها خاصة وانه اذا عرف اهلها ذلك، فقد يساء معاملتها.

ويختم الشاب حديثه (لفلسطين 24):"ان ما حصل معي يمكن ان يحصل مع اي شاب فلسطيني او في اي دولة اخرى ، فهذه الفتاة رفضت الزواج بي بسبب الفيس بوك الذي من خلاله تعرفت عليها ، انا لم ازعل منها فهي كانت صريحة ولكنني صدمت كثيراً من سوء استخدام العالم الافتراضي فاذا كان الفيس بوك هو من يقرر مصير حياتنا ، فعلى الدنيا السلام ، الحديث للشاب"!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com