خرجت المرأة العربية من بيتها لتشارك في ثورات الربيع العربي أملاً في الحصول على مكاسب حقيقية تحسن وضعها الاجتماعي إلا إن تلك الأحلام تبخرت وتحولت إلى سراب، واستيقظت لتجد نفسها أكبر الخاسرين لاندلاع الصراعات وانعدام الاستقرار وموجات النزوح وظهور جماعات إسلامية متشددة في أجزاء كثيرة بالمنطقة، وما بين التحرش الجنسي، وارتفاع معدلات ختان الإناث، وزيادة العنف وصعود التيار الديني بعد تلك الانتفاضات، صار وضع المرأة العربية أسوأ من ذي قبل المرأة، نتعرف من خلال هذا التحقيق على حقيقة وضع المرأة العربية ومشاركتها في الحياة العامة وتمثيلها السياسي، وترتيب الدول العربية في مشاركة المرأة العربية في دوائر صنع القرار، والاضطهاد الذي تعانيه.

ميرفت التلاوي: حكم الإخوان أساء كثيراً إلى وضع المرأة
نهاد أبو القمصان: المرأة العربية بحاجة إلى ثورة!


نحتاج إلى ثورة فيسبوك، تويتر، يوتيوب

تقول الناشطة الحقوقية ورئيس المركز المصري للمرأة نهاد أبو القمصان: «المرأة لا تقل كفاءة ولا جهداً ولا تضحية عن الرجل في كل الميادين، فقد احتلت أرقى المناصب وأرفعها وما زالت مضطهدة ومقهورة وتـتعــرض للعنـف والتحــرش الجنسي والاتجار بها لتكشف بذلك زيف الشعارات التي تتحدث عن المساواة، فأي مساواة هذه التي تتحدثون عنها يا معشر الرجال؟ إنها إهانة لكم قبل أن تكون إهانة لنا، ورغم هذا لن نصمت أو نسكت أو نستكين، سننتزع حقوقنا قريباً بإذن الله ولكننا بحاجة إلى ثورة على الموروث المتشدد الذي يدمر حياتنا».
الفضل للإخوان
بينما أرجعت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة نتائج استطلاع الرأي الذي ذكرت فيه أن مصر أسوأ بلد عربي يمكن للمرأة أن تعيش فيه، إلى صعود الإخوان المسلمين للحكم خلال الفترة الماضية، مضيفة: «العنف ضد المرأة» من أخطر المشكلات التي تواجه المرأة المصرية والذي تندرج تحته أشكال عدة من الانتهاكات من بينها التحرش الجنسي، وارتفاع معدلات ختان الإناث وزواج القاصرات، والمعاملة التي تلقاها المرأة والفتاة داخل بعض الأسر»، مؤكدة أن زيادة العنف وصعود التيار الديني بعد انتفاضات الربيع العربي، كلها عوامل جعلت مصر تحتل تلك المرتبة المتأخرة، مضيفة إنه «فيما يتعلق بتمثيل المرأة في البرلمان فهو متدن للغاية حيث وصلت النسبة إلى 2 ٪ فقط، وأصبحت مصر تحتل رقم 134 من إجمالي 188 دولة في معدل التمثيل السياسي للمرأة، وهو الأمر الذي دفع المجلس القومي للمرأة إلى المطالبة بأن ينص الدستور الجديد على تخصيص كوتة للمرأة، ومنع التمييز على أساس ديني والتأكيد على تكافؤ الفرص».
تحرش جماعي
بينما قالت نورا فلنكمان المديرة في وحدة التسويق والاتصال بجماعة «خريطة التحرش» التي تعمل في مجال مكافحة التحرش الـجـنـســـي ومـقـرها القاهرة بمناسبة ما ذكرته منظمة هيومان رايتس ووتش أن 91 امرأة تعرضن للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي في العلن، في ميدان التحرير في يونيو الماضي: «إن التقبل الاجتماعي لحالات التحرش التي تحدث يومياً يؤثر في كل امرأة في مصر، بغض النظر عن سنها أو عملها أو مستواها المعيشي والاقتصادي أو حــــالتــــهـــا الاجـتـــماعية أو ملابسها أو سلوكها»، مضيفة: إن: «هذا الوضع يحد من مشاركة المرأة في الحياة العامة ويؤثر في شعورها بالأمن والأمان وإحساسها بأن لها قيمة، كما يؤثر في ثقتها بالنفس وحالتها الصحية».
وفي الـشـــأن الـســـوري تـفــيـد المعلومات الواردة من هناك أن المرأة السورية استخدمت كسلاح حرب، هكذا قال الخبراء فالحرب الأهلية في سورية كان لها أثر مدمر في النساء سواء في الداخل أو في مخيمات اللاجئين عبر الحدود، حيث يكن عُرضة للاتجار بهن وللإكراه على الزواج ولتزويج القاصرات والعنف الجنسي.

وتـــقـول جــمـاعات حـقـوقـيـة إن الــقوات الـموالية للرئيس بشار الأسد اغتـصـبت نساء وعــذبت أخـريــات، في حيــــن جرد الإسلاميون المتشددون المرأة من حقوقها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقالت إحدى المشاركات في حملة لحقوق المرأة السورية إن الـــسوريات ســلاح حــرب ويتعرضن للخطف والاغتصاب من جانب النظام والجماعات الأخرى.

وعلى الجانب اليمني، وبينما شاركت المرأة اليمنية في ثورة 2011. كما إن هناك نسبة 30 ٪ مخصصة للمرأة في مؤتمر للحوار الوطني انعقد لبحث الإصلاحات الدستورية إلا إن المرأة اليمنية تخوض صراعاً ضارياً لنيل حقوقها في بلد محافظ بقدر كبير، ويشيع فيه زواج القاصرات في غياب الحد الأدنى لسن الزواج وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن 98.9 ٪ من النساء اليمنيات يتعرضن للتحرش في الشوارع.
وفي ليبيـــا، أعــــرب الخـبراء عن قــلقهــم مـن انـتـشـار الميليشيات المسلحة وارتفاع معدلات الخطف والابتزاز والاعتقال العشوائي والانتهاك البدني الذي تتعرض له النساء، وقالوا إن الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل عامين فشلت في ضم حقوق المرأة للقانون.

المرأة أكبر الخاسرين
أظهر استطلاع أجرته الذراع المعنية بالعمل الخيري في تومسون رويترز آراء 336 خبيراً في مجال قضايا المرأة وأجري خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين في دول الجامعة العربية الإحدى والعشرين، إلى جانب سورية التي علقت عضويتها عام 2011. واستندت الأسئلة المطروحة إلى بنود اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي وقعت أو صدقت عليها 19 دولة عربية. وشمل الاستطلاع تقييماً للعنف ضد المرأة، وللحقوق الإنجابية، ومعاملة المرأة داخل الأسرة، واندماجها في المجتمع، والمواقف تجاه دورها في السياسة والاقتصاد، حيث طلب من الخبراء الرد على بيانات وتصنيف أهمية العوامل التي تؤثر في حقوق المرأة من خلال ست زوايا مختلفة.

وتم تحويل الردود إلى درجات للوصول إلى تصنيف عام أظهر أن مصر وصلت إلى قاع قائمة الدول العربية الـ22، بينما برزت جزر القمر في صدارة أفضل الدول، حيث تشغل المرأة 20 ٪ من المناصب الوزارية وتحتفظ الزوجة عادة بالأرض أو المنزل في حالة الطلاق، وتلي جزر القمر سلطنة عمان ثم الكويت فالأردن وقطر.

وفيما يتعلق بالتحرش الجنسي، كان أداء مصر سيئاً من جميع هذه الزوايا تقريباً. يأتي هذا في الوقت الذي أشار فيه تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أبريل الماضي إلى أن 99.3 ٪ من السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش في مصر. ويقول بعض المحللين إن هذا يعكس ارتفاعاً عاماً في مستوى العنف بالمجتمع المصري في السنوات الأخيرة. بينما تفيد بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بأن ختان الإناث ظاهرة متفشية في مصر، حيث تعرضت له 91 ٪ من الفتيات والسيدات، أي 27.2 مليون أنثى.

ترتيب الدول من الأفضل إلى الأسوأ
المركز الدولة مجموع الدرجات

1 جزر القمر 51.375
2 عمان 58.81
3 الكويت 58.119
4 الأردن 58.218
5 قطر 58.372
6 تونس 58.545
7 الجزائر 59.130
8 المغرب 60.229
9 ليبيا 61.097
10 الإمارات 61.482
11 موريتانيا 61.490
12 البحرين 62.247
13 جيبوتي 62.920
14 الصومال 65.856
15 فلسطين 66.629
16 لبنان 66.931
17 السودان 71.686
18 اليمن 71.862
19 سورية 72.390
20 السعودية 72.680
21 العراق 73.070
22 مصر 74.895

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com