يصادف الأسبوع الواقع بين 27 تشرين الثاني و4 كانون الأول 2012 عيد الانوار "حانوكا"لدى الشعب اليهودي

وعيد الانوار هو عيد يهودي يحيي ذكرى الانتصار في تمرد الحشمونيين (وهو تمرد لليهود على المملكة السلوقية وقع بين عامَي 167 و160 قبل الميلاد) وإعادة تدشين الهيكل.

إلا أنه في السنوات الأخيرة يمثل هذا العيد أكثر من أي شيء آخر، عملية تدفق الآلاف من الإسرائيليين، أطفالًا وبالغين، على المخابز في جميع أنحاء البلاد من أجل الحصول على أيقونة العيد السكرية: الكعكة المقلية المحلّاة (بالعبرية: "سوفجنية").

المنتج الذي كان الطعام الأساسي والأكثر بساطة ذات مرة، يصبح نجم حوانيت الأطعمة والمخابز في إسرائيل،...

ما هي الكعكة المحلّاة؟

ببساطة، الكعكة المحلّاة هي عجين مقلي بالزيت، وتشكل أحد المأكولات التقليدية التي ترمز إلى عيد الحانوكا.

كعكات مقليّة شعبيّة

تحوّل هذا النوع من الحلوى الذي يتم عرضه للبيع في جميع المخابز في البلاد والمملوء بأطعمة مختلفة، منذ فترة من الوقت إلى أمر شائع يتم تطويره وتحسينه في كل عيد حانوكا. ولكن قبل ظهور الكعكة المقليّة المميزة وذات السعر المرتفع، كانت هناك كعكة مقليّة شعبية مملوءة بمربى التوت التقليدي.

في مخبز "بونجور" في كريات جات (مدينة جنوب إسرائيل)، يقومون بإعداد وتحضير الكعك المحلّى المقليّ، الذي يجري بيعه بمبلغ يتراوح بين 3ـ4 شواقل (حوالي دولار واحد للقطعة)، في كل سوبرماركت أو بقالة في أنحاء البلاد. ويعمل مخبز بونجور على تصنيع حوالي 5 مليون كعكة في كل عيد تدشين. بالإضافة إلى تصنيع الكعك المليئ بالمربى يتم تصنيع كعك مقلي يتم ملؤه بالفانيل، زبدة الحليب والشوكولاتة بالإضافة إلى كعك تتم تغطيته بالشوكولاتة. ويتم إنتاج الكعك في المصنع دون قليه، إذ يجري إرساله إلى نقاط ومراكز البيع وهي مجمدة، ويتم تحضيره في تلك الأماكن.

وكيف نقول "سوفجنية" باللغة العربية؟

على الرغم من أن هذا الطعام هو طعام يهودي، إلا أن العرب في إسرائيل أخذوا في السنوات الأخيرة زمام الأمور في استهلاك هذه المعجنات المقلية وبيعها في الأسواق المحلية. كما منح اختبار للمذاق أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم" ونُشر نهاية الأسبوع الماضي عشية العيد، مخبز "أبو العافية" في يافا المركز الأول في تصنيع الكعك المقلي المُحلّى الأفضل طعما. ويقول سعيد أبو العافية، من مالكي مخبز أبو العافية في شارع ابن جبيرول في تل أبيب: "أنا احب الكعك المحلّى، وأقوم بأكل واحدة كل صباح"، ويضيف: "أجريت بحثا في الإنترنت عن وصفات، وقمت بإدخال تعديلات وإضافات عليها. وفي نهاية المطاف، عملت على هذه الوصفة لمدة عشرة أشهر."

كعك مقليّ مميز حقا

الألوان والنكهات المختلفة والمغرية لا تترك خيارًا أمام المستهلك الإسرائيلي العادي الذي يقوم باستهلاك كمية تتراوح بين 4ـ5 كعكات خلال فترة العيد. الأطفال يستهلكون أكثر من ذلك، نحو 8 كعكات خلال أيام العيد الثمانية.

بالإضافة إلى الحشوة المعتادة، وهي مُربّى الفراولة، هناك العديد من المذاقات الأخرى. الطباخون والمخابز يعملون شهورًا طويلة على تحسين وتطوير ما هو بسيط، وبين الحشوات الخاصة: طلاء بالسكر والقرفة، حشوة كريما فانيل، كريم الفستق، شوكولاتة الروزماري، مربى المشمش، بطعم الليمون والكولا، النوتيلا، التفاح المطبوخ بالزبدة، مع فانيل والعديد من المذاقات الأخرى.

كعكة مقلية مغربية، دولية؟

ليست الكعكة المحلاة المقلية بالضرورة ملكية إسرائيلية، وهناك فطائر مشابهة عُرفت وتم إعدادها في أماكن مختلفة من العالم. الكعكة المقلية الأكثر شهرة هي "سفنج المغرب" ـ أو السفنج..

السفنج هو من المأكولات التي مصدرها شمال إفريقيا، ويتم تحضيرها باستخدام العجين المخمر ويتم قليها بالزيت. ويتم ثقبها في الوسط ويمكن أكلها بإضافة السكر أو العسل.

تُعتبر الكعكة المقلية من المأكولات المشهورة في العديد من دول العالم. ولها أشكال وأحجام مختلفة، وتحوي مركبات خاصة، والتقاليد المنسوبة لتلك المأكولات تثير الاهتمام. ومن بين هذه التقاليد من أماكن مختلفة من العالم: في إسبانيا والمكسيك يتم صناعة "التشورو"، وهي عصي رقيقة من العجين المقلي، وهي منتشرة أيضًا في إسبانيا، البرتغال، والمكسيك. "التشورو" المكسيكي يتميز بأنه أكثر طولا، وفي بعض الأحيان يتم حشوه ـ لن تصدقوا ـ بالخردل.

في تركيا يعرف باسم لُقمة، ومعنى الكلمة مشابه للكلمة العربية "لقمة". وتم تطوير "اللقمة" في مطبخ السلطان التركي، وهي كناية عن كرة من العجين المقلي بحجم اللقمة، ويتم تتبيله بالعسل أو القرفة أو مشروب السكر. تُقدَّم هذه الكرات حلوة المذاق على أطباق ضخمة في الاحتفالات التقليدية والأعياد.

الكعكة المُحلّاة والصحة

من الناحية الصحية، لا يمكننا أن نقول إنّ هذه الفطيرة الشعبية صحية. فالكعكة المحلّاة متوسطة الحجم تحوي ما بين 400 إلى 500 سعرة حرارية، وذلك حسب الحشوة المملوءة بها وحسب ما هو مستخدم في طلائها. وفي كل لقمة هناك ما متوسطه 75 سعرة حرارية. والسعرات الحرارية هي سعرات فارغة دون أية قيمة غذائية. كما أن الكعكة المحلّاة تمتاز بامتصاصها الكبير للزيت ولا يشعر من يأكلها بالشبع. ومن يأكل القليل منها يرغب في الاستمرار وتناول المزيد. صحتين..

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com