أردتُ العتاب لكن مَن أعاتب ؟ هل أعاتب الزّمن أم أعاتب الدّنيا أم أعاتب المرض؟ عتبي فقط على القدر الذي فرّق بيننا! إلى أبي العزيز، إليكَ يا مَن كنتَ الأبّ المخلص الصّادق الحنون الصّامت الحليم ،المميّز في هدوئك، أنتَ نِعْمَ الأبّ والزّوج، نِعْمَ الأخ لذويك، ونِعْمَ الصديق لأصدقائك، ونِعْمَ الانسان في إنسانيّتك.

رحلتَ عنّا دون سابق انذار، تركتَ فينا العزّة، تركتَ لنا إرثًا جميلا من المحبة والإخلاص أيّها الأبّ العظيم.
كيفَ نقول لكَ وداعًا وأنتَ ما زلتَ معنا في كلّ مكانٍ أحببتَهُ،في ذاكرتنا في ثنايانا، في كلّ ركن من أركان حياتنا، في مائنا في زادِنا، في هوائنا، في حلمنا ويقظتنا، أنتَ معنا لم تغادر!

قل ما شئت أنت هكذا أبي :

في صمتك رائع في هدوئك رائع في حياتك رائع، وفي مماتك أروع.
أبي، لن أعطيك شهادات وأنتَ بغنى عنها،هذه حقيقة لا بدّ وأن تُقالَ في حقّك- حتّى لو كانت من أعزّ الناس إليك - سنحملُ عرفانَك إلينا وسنحملُ آمالك التي لطالما حلمتَ بها، وسنكون لك الأبناء الأوفياء إلى أن نلتقيَ بك عندَ مليكٍ مقتَدر.
والآن لن أقول لك وداعًا، بل إلى اللّقاء لأنّ لقاءنا محتم بعد عمرٍ طويل.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com