فهم لا يتوقعون أن يكون المتحرشون أطفالا صغارا يماثلون أطفالهم في العمر أو يكبرونهم قليلا، يثير هذا الموضوع المهم والحساس وغير المتوقع مخاوف الكثير من الأمهات كونه قد يحدث في أي وقت وفي أي مكان يتواجد فيه الأطفال البيت، المدرسة، النادي، المجمع، الحديقة، أماكن اللعب، الشارع.

تقول إحدى الأمهات : في السابق كنا نحذر أطفالنا من الاختلاط بالأشخاص الكبار والغرباء من الناس ممن لا يعرفونهم ولكن الآن ماذا نقول لهم ؟ هل نقول لهم لا تلعبوا مع أصدقائكم الصغار؟ ولا تخالطوا أطفال العائلة والجيران؟ الأمر أصبح مزعجًا لنا كأمهات ومؤرقاً لي شخصيًا لا أستطيع أن أتخيل ما يحدث؛ قد أكثف مراقبتي لأطفالي في المنزل وفي أماكن اللعب ولكن ماذا عن وقتهم الذي يقضونه في المدرسة، فهم يقضون جلً وقتهم فيها، ويختلطون بأطفال من بيئات وثقافات مختلفة، كيف يمكننا كأمهات الاطمئنان بعدم تعرضهم لمثل هذه السلوكيات في المدرسة ؟

هل العاملون في المدارس على وعي بمثل هذه الإشكاليات التي تحدث بين الصغار؟ هل هناك وسائل إشراف ومتابعة كافية للتعامل مع مثل هذه السلوكيات والتي ممكن أن تحدث في حرم المدرسة ؟

ماذا عن المدارس التي تضم أكثر من مرحلة دراسية تقع في بناء مدرسي واحد وتعاني من كثافة طلابية عالية؟ هل أساليب التوعية والحماية المعمول بها في هذه المدارس كافية للحد من التحرشات التي قد يتعرض لها أطفال مرحلة الرياض والمرحلة الابتدائية ؟

كونهم الأكثر عرضة للتحرشات من قبل زملائهم ممن يكبرونهم في العمر والمرحلة الدراسية هل تتوفر أساليب إشراف ومراقبة مستمرة للأماكن التي يختلي فيها الأطفال مع بعضهم كالحمامات، خلف الفصول الدراسية، والساحات الخلفية، هل توظف وسائل التكنولوجيا الحديثة كالكاميرات مثلاً في تغطية كافة المداخل والمخارج والساحات على مدار الساعة مع انتشار المشرفين الإداريين في أوقات الفسحة واللعب.

وتواصل الأم حديثها: أريد حلاً يحمي طفلي وغيره من الأطفال الصغار ممن قد يتعرضون لمثل هذه السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على حياتهم المستقبلية وتجعلهم عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية في حين تتساءل أمهات أخريات : عن أسباب ازدياد مثل هذه السلوكيات غير المتوقعة بين الأطفال ممن هم دون سن العاشرة ؟

ويريدون تفسيرًا للجوء الأطفال الصغار إلى مثل هذا التصرفات السلبية.

تقول إحدى الأمهات ما تفسير تحرش طفل في السابعة أو السادسة لآخر أصغر منه؟ الإجابة عن هذه التساؤلات كثيرة ومتشعبة المجالات والأسباب وتحتاج لتوعية شاملة متكاملة لأولياء الأمور والمتعاملين مع الأطفال في المدارس والنوادي وتتطلب تجنيد كافة الخبرات التخصصية من تربويين وإخصائيين نفسيين واجتماعيين لتدارس مثل هذه القضايا الاجتماعية المهمة ووضع حلول ناجعة لها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com