إرحموا طرابلس، فماذا بقي منها؟

وماذا بقي من أبنائها؟

العاصمة الثانية للبنان، وعاصمة الشمال، ومركز المحافظة، ومدينة رئيس الحكومة والأربعة وزراء، هل تكون الشرارة التي تُشعِل لبنان؟

نكتب هذه الكلمات فيما المدينة تعيش الجولة الثامنة عشرة من الحرب فيها وعليها:

كل جولةٍ كانت تحصد عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، وبين الجولة والجولة انفجارٌ من هنا وعبوةٌ من هناك.

وبين الجولات والإنفجارات يمكن القول إن طرابلس أصبحت ميدانياً إمتداداً للحرب السورية، وربما عمقاً لها.

ولكن ما لأبناء طرابلس في هذه الحرب الدائرة؟

ما لأبنائها في هذه الحرب المُكلِفة؟

وتقول مصادر سياسية إن معركةً واحدة، في ليلة واحدة، تُكلِّف أسلحةً وذخائر بما يقارب المئتي ألف دولار، فمن أين لابناء المدينة، سواء في باب التبانة أو جبل محسن أن يؤمِّنوا في الليلة مئتي ألف دولار؟

إذاً هناك مَن يُموِّل، فمَن هو؟

وتضيف هذه المصادر الحرب في طرابلس هي الحرب بالواسطة عن كل لبنان، صحيح ان الجميع يرفضها، ولكن كيف كانت تستمر لأكثر من سنتين ولثماني عشرة جولة؟

للذين يهوون التاريخ والمقارنات:

هل هي مصادفةٌ أن تندلع الجولة الأولى في حرب طرابلس منذ عامين ونصف عام، أي بالتزامن مع اندلاع الحرب في سوريا؟

وهل هي مصادفةٌ أن تستمر هذه الحرب طالما أن الحرب في سوريا مستمرة؟

إن هذه المقارنات لا تعفي السلطة اللبنانية من مسؤولياتها، إنها طرابلس اللبنانية، ومن مسؤوليتنا إعادتها إلى وضعها المستقر، وكلما تأخَّر الوقت كلما صارت المعالجة أكثر صعوبةً.

ولئلا يبقى الوضع في طرابلس متروكاً ومفتوحاً على كل الإحتمالات، فإن المعالجات يُفتَرَض أن تكون على الشكل التالي:

وقف توريد الأسلحة إلى طرابلس، فهذه البداية هي الوحيدة التي بالإمكان، من خلالها، خفض حدة التوتر والمعارك، فلا حروب من دون أسلحة ولا سيما من دون ذخائر.

توحيد المرجعية الأمنية والعسكرية في المدينة، وإذا كان ذلك صعباً فلماذا لا يتم إنشاء مجلس أمني للمدينة لتنسيق المواقف وتقرير الخطط قبل الإقدام على أي خطوة؟

قد يكون هذا الكلام من باب الأمنيات، فالقرار الكبير هو بإبقاء المدينة تحت مرمى النيران.

كيف يُملأ الفراغ الأمني في طرابلس فيما الفراغ السياسي في بيروت يتمدد؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com