تستمرّ عمليّة "قطع الشّريان" التي يقوم بها الجيش السوري في منطقة القلمون منجزا تحرير بلدة قارا بالكامل- الخاصرة الشمالية للمنطقة- وشريان المسلّحين الحيوي بعد سقوط القصير، بعمليّة نوعية فاجأت المراقبين والمحلّلين الدوليين، ما ينذر بمرحلة جديدة اقلّ ما يقال فيها إنّ تداعياتها ستكون كارثيّة على السعودية تحديدا التي باشرت بالتزامن مع سير العمليّة العسكرية في القلمون، عبر رئيس جهاز استخباراتها بندر بن سلطان، الى الشروع بتنفيذ مخطّط ارهابي في الداخل اللبناني حذّرت منه في الفترة الأخيرة بعض الدوائر الإقليميّة حيث كشفت انّ الأمير السعودي "الممسك بالجماعات المسلّحة في سوريا" اعطى اوامره الى " امراء" جماعات تكفيرية وصلوا مؤخرا الى لبنان، للبدء بمهمّات امنيّة محدّدة ضدّ اهداف وصفت بالحسّاسة، استهلّت امس باستهداف السفارة الإيرانية في بيروت عبر تفجيرين انتحاريّين اتيا بمثابة رسالة سعوديّة مزدوجة الى ايران وحزب الله.

وفي وقت عمدت الإستخبارات السعوديّة الى توحيد 50 مجموعة اسلاميّة مسلّحة في سوريا تحت لواء " جيش الإسلام" برئاسة زهران علّوش الذي اوكلت اليه مهمّة قيادة معركة القلمون، في ظلّ مؤشّرات عسكرية سوريّة تؤكّد استكمال عمليّات الجيش السوري في كامل هذه المنطقة دون هوادة، كشفت مصادر امنية لبنانية عن استنفار مسلّح لآلاف المقاتلين في عرسال بناء على طلب الإستخبارات السعودية بجعل لبنان خطّ دعم خلفي اساسي لمعركة القلمون، موضحة انّ عمليّات تهريب للأسلحة والمسلّحين والمؤن الغذائية تجري على قدم وساق في البلدة الحدوديّة باتجاه مسلّحي تلك المنطقة. وبالتزامن برزت معلومات سرّبها مسؤول امني رفيع في القيادة العسكرية الرّوسية تؤكّد دخول الموساد الإسرائيلي وبقوّة على خطّ معركة القلمون " لخلط الأوراق الميدانيّة وضرب حزب الله في هذه المعركة "، كاشفا انّ مقاتلي النّخبة في الحزب والجيش العربي السوري سيتمكّنون من توجيه ضربات قاسية لمسلّحي " النّصرة" و"داعش" بناء على خطّة محكمة حضّرت لها قيادتا الطّرفين.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل ستنفّذ اسرائيل ضربة عسكرية خاطفة ضدّ حزب الله في لبنان باتت على قاب قوسين او ادنى للإلتفاف على العملية العسكرية في القلمون- بحسب ما كشف احد الخبراء العسكريين الغربيّين؟-

رغم عدم تأكيد او نفي حزب الله المشاركة في معركة القلمون، الا انّ اكثر من سبب يدعو اسرائيل الى التحرّك في هذه المعركة والقيام بحدث امني كبير يخترق جدار النّصر السوري المرتقب ومن خلفه حزب الله. فإنجازات الجيش السوري الإستراتيجية مؤخرا على امتداد المحافظات السورية وخصوصا المعركة الهامة الدّائرة في القلمون، والتي تعتبر القيادة العسكرية الإسرائيلية انها ستمثّل انتصارا كبيرا للحزب، مضافا اليها المفاوضات الدائرة بين الغرب وايران حول برنامجها النّووي التي ستكون حكما على حساب الحلفاء وعلى رأسهم اسرائيل، كل ذلك دفعها الى الى الدّخول بقوّة على خطّ دعم المجموعات المسلّحة بأجهزة اتصالات متطوّرة وشحنات كبيرة من الأسلحة تضمّنت صواريخ مضادة للدبابات- بحسب ما كشف مصدر غربي مطّلع- دون تحديد ماهيّة هذه الصواريخ، لافتا الى انّ هرولة رئيس الإستخبارات السعودي الى اسرائيل مؤخرا، كانت بهدف التنسيق الإستخباري المتبادل بين الطرفين حيال كيفية التحرّك الآتي لمواجهة حزب الله في معركة "كسر العضم" في القلمون... الا انّ للحزب رأي آخر، وقيادته باتت تعرف ما يحاك على هذه الجبهة من تنسيق استخباري سعودي- اسرائيلي بهدف اعلاء جهوزيّة المجموعات المسلّحة كمّا ونوعا، فهو يرصد وبدقّة تحرّك هذه المجموعات وقياداتها، بالتزامن مع التشويش على شبكة التجسّس الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، بالإضافة الى قدرته على اختراق ما يدور في غرفة عمليّات استحدثت مؤخّرا على الحدود اللبنانية السورية يديرها ضبّاط سعوديّون واردنيّون – وفقا لما نقله دبلوماسي اميركي عن جهاز FBI، كاشفا انّ عناصر"ادمغة" في حزب الله لها قدرة فائقة في اختراق شبكات التجسّس المعادية، وانّ هذه العناصر استخدمت قدراتها تلك في معركة القصير وكان لها الفضل الكبير في تحقيق النّصر الإستراتيجي للحزب في هذه المنطقة.

وحتى انقشاع غبار المعارك في القلمون، تبقى الساحة اللبنانية مشرّعة على كلّ الإحتمالات في ظلّ تسلّل اعداد كبيرة اضافية من المسلّحين الى الداخل اللبناني تحت عباءة النّزوح السوري المتواصل، والذي بات ينذر بكوارث على جميع الأصعدة ليس اقلّها الهاجس الأمني، من دون اسقاط اللاعب التكفيري من الحسابات الذي بات يهدّد بقوة أمن العاصمة وسكانها، وليس الأمس ببعيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com