خمسة أعوام مرت على رصاصهم المصبوب ... خمسة أعوام إنقضت على معركة الفرقان ... وتكررت جريمتهم العام الماضي بعامود سحابهم ...وتتصدى لهم الثلة المؤمنة، أصحاب ألأيادي المتوضئة بحجارة السجيل.

هناك في غزة هاشم رأينا سحاب قنابلهم الفسفورية، ورأينا وشاهدنا قنابل الدايم ... كتل من اللهب والنار التي سُعِّرَت بأجساد أطفال غزة الطرية والغضة، وقد قتلوا الطفل والشيخ، قتلوا المرأة والفتاة ... إغتالوا الشجر والحجر... أكثر من خمسين غارة جوية في آن واحد بأحدث التكنولوجيا الحربية ... ولا زالت ماكينة القتل والإجرام الصهيونية تُعمِل وتفعل الأفاعيل في الكينونة الفلسطينية.

قالوا قبل خمسة أعوام لا بد من بدأ العدوان والحرب من خلال " الترويع والصدمة " يومها إستهدفوا الشعب الفلسطيني في غزة هاشم بكليته ... إستهدفوا الأبرياء الآمنين ... وقد فاقت الجريمة كل تصور ... قتلوا من لا ذنب له إلا لأنه فلسطيني ... قتلوا من جريمتهم الوحيدة سوى أنهم بشر يصرون على إنتزاع حريتهم وحقوقهم ... جريمتهم أنهم يرفضون الذل والهوان ... جريمتهم أنهم يدافعون عن كرامة الأمة جمعاء، ويصرون على إعلان وإقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الفلسطيني ... جريمتهم أنهم بشر خُلِقوا في زمن ضاعت فيه للحق رايات ... في زمن إختلت فيه للعدل موازين.

وتتكرر الجريمة .. وتُقتلُ عائلاتٍ بأكملها وبدمٍ بارد، وتُهدم بنايات على رؤوس ساكنيها... لقد عاث الأغراب في فلسطين فساداً وقد أعملت آلةُ بطشهم وقتلهم الصهيونية بالأبرياء وبالفلسطينيين قتلاً ... إحتلال يُمثل شعب متغطرس وقد عجَّز من قبل الأنبياء ... شعب جاء من مختلف أصقاع الأرض ليطرد الفلسطيني من أرضه، وأرض أجداده في عملية إحلال تُشكل وصمة عارٍ في جبين البشرية جمعاء ... هؤلاء الأغراب تمكنوا من هزيمة الجيوش العربية مجتمعة فزادت غطرستهم ... هؤلاء هم شذاذ الآفاق لا يتكلمون إلا من رؤوس أنوفهم ومن فوهات بنادقهم ... لغتهم وحواراتهم بالرصاص ... لغتهم القتل وسفك الدماء ... لغتهم إغتيال الشجر والحجر ... إستكبروا ... إغتروا ... إختالوا .... وقد صدقوا فيهم قول الحق تبارك وتعالى: " .... فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ "
لقد كانت وقعتهم وفي كلا الحربين وفي كل عدوانٍ يشنونه على غزة هاشم مع الرجال، ولكنهم ليسوا ككل الرجال ... مع أصحاب الأيادي المتوضئة، من القلوب المؤمنة، مع الرجال الذين يعشقون الموت كما يعشقون الحياة إن كان لا بدَّ من المواجهة ... وحاديهم الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والموت في سبيل الله أسمى آمانينا ... ذهب الأشرار المختالون إلى غزة ظناً منهم أنهم في نزهة قصيرة، وأنهم سيعودون وقادة حماس بالأصفاد، وإذا بهم يواجهون فتية آمنوا بربهم وزادهمُ الله هدى ... شباب فلسطين من الرجال المجاهدين ... رجال القسام وأتباع البنا يقودون المعركة ومعهم الشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني ... هؤلاء الرجال " ... رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ... "
وما أن بدأت المعركة حتى رفعوا أكف الضراعة إليه عز وجل وبقلوب مؤمنة وخاشعة " ... رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ... " وهكذا ومع فارق الإمكانات والتجهيزات فإن كيد الصهاينة وأدواتهم قد إرتدَّ إلى نحورهم ... وقد هَزَمَ الفتية من جند الحق النازيين الجدد ... هُزم القتلة من الصهاينة ... وخاب فأل بني الجلدة من الذين كانوا يراهنون وينتظرون أن تهيم قيادات حماس في صحراء سيناء، فارين بجلودهم، ليتشفوا بهم، تاركين خلفهم أبناء شعبهم يتخبطون، وقد مُهدت لهم الطريق وخلت لهم الساحة ليعيدوا قبضتهم على غزة هاشم وأهلها من جديد ... ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين ... فها هم شباب فلسطين قد هزموهم وحطموا أحلامهم وآمالهم بإيمانهم وإخلاصهم وصدق إنتمائهم وصلابة مواقفهم وشجاعتهم وثباتهم ... لم يُصدق الصهاينة ... ولم يُصدق المنهزمون، قصار النفس من ذوي القربى بأن المقاومة في غزة قد سطرت هذا الصمود، وقد سجلت إنتصارات في مختلف الميادين بعد أن فشل الإحتلال وأعوانه من تحقيق أهداف حروبهم وعدوانهم على غزة وحماس، وتحطمت أسطورة جيشهم الذي لا يُقهر وبما يمتلك من ترسانة عسكرية أمام عمق إيمان المقاومة وصلابة إرادتها وثباتها، ومن خلال رأس حربتها كتائب العز، عز الدين القسام، فقد أُسقط بأيديهم ... وها هي المواسير العبثية تفعل فعلها، فحجارة السجيل تفرض وبالقوة منع التجوال على مناطق شاسعة من الآراضي الفلسطينية المغتصبة، وقد أدخلت خمسة ملايين من الأغراب المغتصبين للأرض والحق الفلسطيني إلى الملاجىء ... وها هو مقادمة ـ 75 (M-75)، يُحدث توازن الرعب الذي عجزت عن تحقيقه كل الأنظمة العربية، صناعة فلسطينية خالصة، بتصاميم وأيدي قسامية وبتطوير وبراءة إختراع حمساوية .. هؤلاء من صدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى " إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى " ، لقد ثبت جند الحماس في المعركة وذكروا الله كثيراً، وصبروا أمام قوة بأس عدوهم وآلته العسكرية، وخذلان حكومات العرب وتآمر المتآمرين، ولكنهم أخذوا بأسباب النصر والتمكين لعل الله يكرمهم ويمن عليهم بالفلاح والنصر، وهم الذين على يقين أن الله مع الصابرين بالنصرة والتأييد والقوة، وقد تحقق الوعد، هَزَم جند الحق جند أتباع جالوت " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " وكل ذلك بمشيئة الله وعونه ونُصرته، لقد إنفرجت أسارير الشعب الفلسطيني كله بل والأمتين العربية والإسلامية جمعاء ومعهم كل الأحرار حول العالم ... لأن المقاومة العبثية في نظر المنهزمين قد قلبت السحر على ألساحر، وقد صاغت إنتصارات وأكدت للقاصي والداني أن العين بالعين، والسِّ بالسن، والبادىء أظلم، لقد أجبرت من إدعوا وقالوا زوراً وبهتاناً أنهم لحقوق الإنسان رُعاة، ولحفظ الدماء دعاة، وللسلام سعاة، بأنه لا بد من تهدئة، ونزلت القوى المتغطرسة ومن يقف وراءها ويدعمها عند شروط المقاومة، بأنه لا بد لهذا المحتل وأن يوقف عدوانه وينسحب دون الإستجابة لأيٍّ من شروطه، والكل رأى بأم عينه مسؤولة الدبلوماسية الأمريكية أنذاك هيلاري كلينتون لا تغادر القاهرة ومقر مرسي، وخرج الشعب الفلسطيني محتفلاً بما حققته المقاومة من صمود وثبات، وإذا بالبعض الذي وجد نفسه مضطراً لينحني غصباً عنه إكراماً وإجلالاً للمقاومة وإمكاناتها البسيطة وحتى لا يظهرُ شاذاً بموقفه أمام شعوب الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، وإن كان لا يؤمن بذلك، ولكنه لا يستطيع أن يُغطي شمس الحقيقة بِغربال المكابرة والعنجهية والأنا الشخصي والتنظيمي ويَذهب ليعلن أنَّ ما تحقق كان بمشاركة الكل وهو يقصد من وراء ذلك أن لا يُنسَب الفضل لأهل الفضل من أبناء الحماس وعساكرها الميامين، هؤلاء قد صدق بهم قول الشاعر:
كَلٌّ يَدَّعـي وّصْـلاً بـلَيـْلَي .... ولـيلي لا تُقْـرُ لهـم بذاكـا
إذا اشتبكت دُمُوعٌ في جفـون .... تَـبَـيَّنَ َمْن َبكَي ممّـَن تَبَاكـا
هؤلاء هم من أصروا وعلى مدار أكثر من عشرين عاماً على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد بل الأوحد لتحصيل الحقوق، وهم في واقع الأمر قد وفروا الغطاء للإحتلال لينهب مزيداً من الأرض، ويُقيم ويُنشىء المزيد من المغتصبات الجديدة، ويُسمِّن القائم منها مع الإستمرار في تهويد كلِّ شيء ... هؤلاء الذين جلسوا ينتظرون من يعطف عليهم ويقيم معهم قناة تواصلٍ وإتصال، وجلسة حوار ومفاوضات تارة بالسر وتارة تحت عنوان جلسات إستكشافية، وهم يعلمون الحقيقة أن من يفاوضون هم العدو بأم أعينهم ... وهم لحقوق الإنسان مضيعون ومنتهكون، وللحق الفلسطيني منكرون، وللأرض الفلسطينية مغتصبون، ولدماء الشعب الفلسطيني مهدرون، وهم بأم أعينهم للسلام مدمرون .... هذا العدو يعلم علم اليقين من هي غزة هاشم، حيث الفتية آمنوا بربهم فزادهم هدى، وحيث الثبات على المواقف والتمسك بالحقوق والمبادئ، وحيث كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني ... في غزة هاشم كان الصمود ... وفي غزة هاشم تتجسد الإرادة، ويتجلى الإيمان المتجذر في القلوب ... فلله درك يا حماس، يا صانعة الرجال ومربية الأجيال ... وتحية إجلال وإكبار لغزة هاشم ... غزة التي تمنى رابين قبل هلاكه أن يفيق من ليلته وقد وجدها قد غرقت في البحر .... غزة التي وصفتها دوائر وأوساط الإحتلال العسكرية بأنها عُش الدبابير ... ولكنها تبقى غزة المقاومة ... غزة العزة والإباء ... غزة القوة والخير ... غزة الإيمان ... غزة الثبات والتضحية ... غزة الأمل واليقين ... غزة الصمود والتقوى ... غزة البسالة والإقدام ... غزة القسام ... غزة الياسين أحمد ... والرنتيسي عبد العزيز ... وأبو شنب إسماعيل ... والمقادمة إبراهيم ... والصيام سعيد ... والريان نزار ... غزة النمروطي ياسر ... والعقل عماد ... والجعبري أحمد .. وفي غزة كانت المعجزة ... وفي غزة كان النصر بإذن الله .... في غزة كانت الفرقان ... وفيها كانت حجارة السجيل ... وفي خضم المعركة كان الدعاء " ربنا أفرغ علينا صبراً، وثبت أقدامنا، وأنصرنا على المحتلين وأعوانهم ... ولله درك يا غزة وقد تجلت على أرضكِ الإرادة الفلسطينية، وبطل السحر وإنقلب على السحرة .... في غزة أقيمت الحجة على من قالوا لا طاقة لنا ببيبي وباراك وأولمرت وليبرمان وموفاز ويعلون وجنودهم ... لا طاقة لنا بترسانتهم العسكرية ... لا طاقة لنا بكل الطائرات من أجيال الإف ( F ) والأباتشي ... وتلك بدون طيار ... لا طاقة لنا بالميركفاة ... وإذا بإرادة الحق تتجلى ... وإذا بالنصر يتحقق وبالأيدي المتوضئة ... لقد أقامت غزة وحماسها الحجة على كل تلك الغطرسة والتهويشات التي إستخدمها أبناء جلدتنا بعبعاً وفزاعات لتخويف شعبنا ولقتل روح المقاومة في نفوس الأمة ... ولكن هيهات ثم هيهات ... فها هي الحقيقة تتجلى وعلى يد الحماس بأبهى صورها ... هزمزهم بإذن الله ... وأُسقط بأيدي الإحتلال وقادته وجنوده ... وأُسقط بأيدي المهزومين ومن تخاذل ... ولله درك يا غزة ... ففي عيون أطفال غزة ... عيون الأطفال الشهداء ... عيون عائلة الدلو ... في براءتهم ... في طهرهم ... في جمالهم ... في نومهم الهادىء الوديع .... في حقائبهم المتناثرة ... في كتبهم ودفاترهم وألعابهم المبعثرة ... في لحومهم المشوية بنيران الفسفور والدايم وفي أشلائهم المبعثرة بالعنقودي والمسماري من القنابل ... في أجسادهم المحترقة وفي أرواحهم التي صعدت إلى بارئها تشكو ذل الجبناء المتقاعسين والمثبطين وممارسة القهر على الأطهار والمحترمين ... في غزة هناك وعلى رمالها التي تضمَّخت بدماء الشهداء ... دماء عائلة هدى غالية ... رمال غزة التي جُبلت بدماء الأخوان المسلمين من مصر الكنانة ... هذه الدماء التي أصبحت منارات يهتدي بها السائرون على الدرب ... الدماء التي أصبحت شموع ومشاعل تُضيء طريق الحرية والإستقلال .. وتُبدد ظلمة التخاذل والإحتلال .... وتغسل عار الهزيمة والإنكسار... ولقد صنعت غزة المعجزة رغم جراحها العميقة ... صنعت النصر من دماء الشهداء وعذابات الأسرى وأنات الجرحى وصرخات الثكالى وآهات المسنين ... هناك في غزة كان الإنتصار بالرغم من الحصار ... في غزة تجسدت الوحدة والتلاحم في خندق المقاومة ... في غزة إنتصر المحاصرون ... إنتصر الجوعى ... في غزة تجلت عزة المؤمنين ... وتجسَّد ثبات المرابطين ... وعلى أرض غزة هُزم من ظنوا أنفسهم الأقوياء من أتباع جالوت ... فحق لنا أن نفتخر بأطفال غزة ... بشعب غزة ... برجال غزة ... أبو العبد هنية ... أبو خالد الزهار ... أبو اسامة الحية ... أبو مصعب حماد ... أبو ... أبو .... وكل القادة الكبار على رأس المقاومة ... أنتم وجنود المقاومة الكبار في زمن الصغار ... أنتم العمالقة في زمن الأقزام ... إنتم الرجال الرجال في زمن إستنوقت فيه الجمال ... وفي زمن إستنسر فيه البُغاث ... ولله دركم يا أبطال المقاومة ... يا فرسان القسام ... أنتم النسور المحلقة في سماء الوطن تحرسه بعيونها وأبصارها الحادة ... أنتم يا أبطال حجارة السجيل ... أنتم الطير الأبابيل ... أنتم من يُحلق في السماء ... مثلُكم من يأبى إلا العيش بالقمم السامقة من مواطن العزة والكرامة ... لستم كهؤلاء الذين يتعثرون بين الحفر ... هنيئاً لشهداء فلسطين ... شهداء المقاومة ... أولئك الذين أنعم الله عليهم مع الأبرار والأخيار الأطهار ... مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ...فيا سيد الأنبياء والمرسلين ... طب نفساً بطائفةٍ بشَّرتَ بها .. طائفة من أمتك لا زالت على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من عاداهم ولا من خذلهم ... طائفة باعت إلى الله أرواحاً وأبداناً، وقد صدق فيها قول الشاعر:
أعطوا ضريبتَهم للدين من دمهم والناسُ تزعمُ نصرُ الدينِ مجانا
أعطوا ضريبتَهم صبراً على محنٍ صاغت بلالاً وعماراً وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهاً وأفئدةً ماتوا على البؤسِ والنعماءِ أخوانا
الليلُ يعرفهم يبكون في وجلٍ والحربُ تعرفهم في الخطب فرسانا
والله يعرفهم أنصار دعوته والناسُ تعرفَهم للحق أعوانا
فسلامٌ عليك يا أبا محمد ... يا الجعبري أحمد ... يا من شيدّتَ البناء بجهود وسواعد المخلصين ... فأحسنتم وأجدتم .... هنيئاً لكَ جنات عدنٍ يا أبا محمد ... هنيئاً لك ولصحبك الإصطفاء ... هنيئاً لك الشهادة ... فها هي المقاومة والتضحيات الكبيرة قد مهدت الطريق أمام المجاهدين الكبار ... وها هي سنوات أعمار الأسرى التي طحنتها رحى سجون الإحتلال، وزهرات شبابهم التي ذوت في عتمة السجن قد عبَّدت الطريق للرجال الرجال، للقادة الأطهار ... للأساتذة القدوات ... خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، عزت الرشق، محمد نصر وكل الثلة من أحرار الوطن ... مهدت الطريق لهم وعبدتها ليدخلوا غزة وليُقبلوا ترابها، بعزة المؤمن، وعزيمة وإرادة المنتصر ... فالمجد ينحني لكم يا أبطال المقاومة ... وهكذا يدخل القادة أرض الوطن ... وهكذا يكون دخول غزة ... بعزةٍ وإباء وتحت راية وحماية المقاومة التي ترعاها حماس ويحتضنها شعب عظيم على أرض غزة هاشم ... وشتان شتان بين من دخل أرض الوطن تحت راية ورعاية وحماية المقاومة وبين من دخله تحت راية أوسلو ... وحيث لا مقارنة ... ولا يستويان مثلا.
ونحن نعيش ذكرى حجارة السجيل الأولى وعلى أبواب ذكرى معركة الفرقان لا بد من أن نهمس في أذن الآخر الفلسطيني بضرورة أن يُعيد النظر بسياساته وأدواته .. إعادة النظر بممارساته ووظائفه ... إعادة النظر بدوره ومواقفه من المصالحة والوحدة ... إعادة النظر بآجنداته وأولوياته ... إعادة النظر بمواقفه وثقته بأمريكا وحلفاء أمريكا:
وإذا كان الغرابُ دليل قومٍ يمرُّ بهم على جيف الكلابِ
ولتكن الدروس والعبر، ولتكن غزة القدوة ... فهناك في غزة هاشم ... تمرغت أنوفهم ... وخاب فألهم ... وعادوا يجرون ذيول الخيبة والفشل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com