الإعلام المتبع عندنا محليًّا هو المقروء أو المسموع، الذي يساهم إلى حد كبير في نشر إبداع الكاتب من خلال الصّحف المحليّة، أو من خلال المواقع الإلكترونية، فما قدّمه التطور الإعلامي للمبدع المحلي من اختراعات تسهيليّة، يبقى أدوات تساعده على الانتشار، ولا تُعطيه الانطلاقة إلى عالم النجوميّة.

أتساءل: "هل يصنع الإعلام في العالم العربي من الممثّل إعلاميًا؟" نعم، لأن غالبية الفضائيات العربية تملكها شركات خاصة غير حكومية، تتبع لأحد أمراء الخليج، الذي بفضل ما يملك من أموال النفط، وليس بفضل ثقافته الغنيّة، تحوّلت قناته الفضائيّة خلال بضعة أعوام إلى مؤسّسة إعلاميّة ترفيهيّة شهيرة معروفة، من السهل عليها إغراء أي فنان بالمال كي يعمل لديها، في تقديم البرامج الترفيهيّة السّخيفة، يعني هذه المؤسّسات الإعلامية من جهة تضع ثقلها المادي في تسويق الفنّان العربي، ومن جهة أخرى تستهتر بفِكر المشاهِد العربي.

أمّا عندنا فوسائل الإعلام مثل مواقع الإنترنت والصُّحف والإذاعات، لا تنثر الشهرة حول بعض الإعلاميين البارعين، بل تجعل النّاس يستمعون إليهم أو يقرأون مقالاتهم، فقدرة وسائل الإعلام على التطور والتنوّع تبقى محدودة، لأن القيادة السّياسية للدولة، نشأت في المستوطنات، في بيئة عنصرية فهي وإن كانت تعترف بوجود العرب، إلاّ أنها لم تمنحهم حقوقهم ومن ضمنها الحقوق الإعلاميّة.

عندما سمح مجلس التلفزيون والكوابل المسيَّس لبعض المساهمين العرب بإقامة أوّل قناة عربية مستقلّة، وهي قناة "هلا"، كان ذلك ضمن سياسة "إرضاء الأقليّات"، وليس ضِمن إعطاء الحريّة الإعلاميّة لعرب إسرائيل، لكن هذه القناة التي لم يمضِ على إقامتها عام واحد، سرعان ما أُغلِقَت، نتيجة خلافات بين المساهمين العرب، ولم نعرف حتّى الآن مصيرها، والإعلام الإسرائيلي يُعتّم على الموضوع، وكأن قناة "هلا"، كانت تموّل من جهات معاديَة!!

لا شك أن لدينا مقدّمي برامج تلفزيونيّة وإذاعيّة جيّدين... لدينا ممثّلون عرب معروفون، منهم من شارك في أفلام إسرائيليّة لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في ثمانينيّات القرن الماضي، ولكن الشّهرة لم تُنسَب يومًا ما إلى مشاركة الممثل العربي، بل نُسِبَت إلى صُنّاع الفيلم، لذا فإن مشاركة الممثّل العربي في السينما، بقيت مجرد دورٍ يؤدّيه في خدمة الرواية، ولم ترقَ به إلى مراتب الشهرة، إن كان على المستوى المحلي أو على مستوى العالم العربي، لأن الممثلين والإعلاميين العرب، يعملون تحت الوصاية الإعلامية الإسرائيليّة، وليس لديهم كيان إعلامي عربي مستقل، والخلاصة أن تطوّرنا الإعلامي سيبقى رهين سياسة التمييز لهذه الدّولة، ولن يصنع نجوميّةً. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com