في تاريخِ الناصرةِ المعطَّرِ بِشذا الأمجاد أيام لا تُنْسى,و ذكرياتٌ مجيدةٌ خالدةٌ تُطاولُ النجومَ في السماء,تبقى شاهدةً متطلعةً,تُحدِّثُ عن نفسها,و تُخْبِرُعن عظمَتِها,و تأبى كلَّ تجاهلٍ أو نسيان.

و لعلَّ التحوُّلَ التاريخِيَّ الذي حصل في مدينةِ الناصرةِ أخيرًا,و أثار فيها عميقَ المشاعر و صدقَ الإحساس,بكلِّ ما يواجهه من عظيمِ التحدياتِ,وبما يحملَهُ من عذوبةِ الإرهاصات,حين تبوَّأتْ قائمةُ ناصرتي صدارةَ الأحداث,و استطاعَتْ أنْ تصنَعَ ربيعًا نصراويًا حقيقيا,و أنْ تُحدِثَ المنقلب المنشود و التغيير المطلوب,هو مِنْ أعظَم هذه الأحداث التي سيذكُرُها الأَبناء,و يروي قصَّتَها بكلِّ الفخرِ و الإعتِزاز قادمَ الأجيال. نحن في قائمة ناصرتي بتلكَ الكوكبة الواعدةِ نعتزُّ بالثقةِ الغالية التي أوْلَتْنا إيَّاها جماهيرُ شعبنا في الناصرة,و نعتبرها شهادةَ فخرٍ و وسامَ شرف,لقد قالتِ الجماهيرُ النصراويَّةُ كلمتَها,و اختارتْ قيادتها إلاَّ أَننا آثرنا أَنْ نُعَرِّفَ أنفسنا بأننا الأبناءُ البررةُ لهذا الشعبِ العظيم,الأوفياءُ لإرادتِهِ,المنحازون دومًا لقضاياهُ,المعبّرونَ بكل الصدقِ عن تطلعاتِه وطموحاتهِ وآمالهِ, هذه الأيام ستبدأُ حقبة جديدة,و فصلٌ مُميَّز من تاريخ الناصرةِ الحديث,إنها الاستحقاقاتُ الديمقراطية التي أفرزَتْها الانتخاباتُ الأخيرة,و عبَّرتْ عن الرغبةِ الجامحة في رؤيةِ التغييرِ واقعًا معاصرًا في حياة هذه المدينةِ الغاليةَ,بإعتبار هذا التغيير سُنَّةً كونية,و سيرورة حتمية,و لمسة حضارية وإنسانية,وإتجاهًا واعدًا نحو آفاقِ الانطلاقِ و الازدهار و الإرتقاء.

لقد حاول مَنْ لم يعرفْ من الحسمِ الديمقراطي إلاَّ وجها واحدًا أَنْ يُثيرَ في مسار التغيير كثيرًا من اللغط و الزعيق,من خلال تكتيكات قانونية سقيمة وواهية باتَتْ مكشوفًة أمامَ أنظارِ شعبِنا ولم تُعدْ تخفى على أحد,و نعتقدُ و بكلِّ اليقين أَنَّ مَنْ يملك الحسَّ الوطنيَ الملتزم,والإنتماءَ الأصيل يَرْبَأُ بنفسهِ أَنْ يُقْدِمَ على مثلِ هذا التصرف النشاز الذي يقود في النهايةِ إلى طريق صحراوي قاحل لا أملَ فيه و لا حياة,ومقامرة خاسرة بالمستقبل الوطني و السياسي.

ولعلها فرصةٌ نؤكد من خلالها أننا لن ندخلَ في صراعاتٍ أيديولوجية عقيمة تجنَحُ نحو الفضولِ الذهني و الترف الفكري بقدر ما سنكون براغماتيين,لأنَّ واجبَ المرحلةِ يقتضي منَّا توجيهَ كلّ الجهود و الطاقات نحو العملِ الهادفِ والجاد حتى نستطيعَ وبهمَّةِ شعبنا أنْ نتجاوزَ طريق الاَلام,و نغادرمواقعَ المعاناة,لتحافظ الناصرةُ على مكانتِها التاريخيَّةِ والدينيةِ,لأَنَّ قَدَرَ ناصرتُنا أنْ تعيشَ حُرَّةً كريمةً في شموخٍ وعزّ و كبرياء,واختيارها الأكيدُ هو طريق الكرامةِ و الإرتقاء,على جبين الدهرِ شامةً بيضاء,وفي سماءِ حياتها سارية ضياء,و بوصلة سياسية ووطنة لجماهيرنا العربية,وسنُحقِقُ كلَّ هذا بإرادة شعبنا الغلابة,وبهمتهِ القويةَ التي لا تلين,فالخائفونَ لن يصنعوا الحرية,و المترَددونَ لن تقوى أيديهم على البناء.

إننا نَعِدُ شعبَنا أَنْ تكون هناك رؤية سياسية حقيقية تعبِّر عن هذا الحراك الجماهيري,وتواكب عمليةَ الإصلاح,في ظلِّ جيلٍ جديد منَ المبادرات تهدف إلى تحقيقِ أَكبرِ قَدْرٍ من الإنجازات,مؤكّدينَ أنَّ مواقفنا لنْ تكونَ ردودَ فعلٍ بقدر ما هي انطلاقة فاعلةً و شاملةً تُغَطيّ كلَّ مجالاتِ العملِ البلدي و تنهضُ بمؤسساتهِ و تسهر على مصالِحهِ و ترتقي بقدراتهِ و نحِبُّ أَنْ نؤكِّدَ أننا لن نكتفيَ فقط بفتح أبوابنا لكلِّ الناس,بل سنبقى على تواصلٍ مع كُلِّ القطاعات و الفعاليات,سننزِلُ إلى الشارع,وسندخُلُ كلِّ الحارات,سنزورُ أماكنَ العملِ والأسواق,سنكونُ في البيوت و نُصغي الى كلِّ المواطنين,نسمعُ همومَهُم,ونُحِسُّ آلامَهُم,وندرسُ أحوالهم,ونسعى بكل الجهد والمسؤولية أَنْ نرفَعَ عنهُم قسوةَ المعاناةِ,في إطارٍ من مبدأ المساواة,وبوَحي من التجرّدِ و الحبِّ والموضوعية,وبكُلِّ الاحترافِ و التخطيط و المهنية,فلعلَّها معادلةٌ جديدة وغيرُ مسبوقة ستنهضُ بالناصرةِ لتبقى رموزُها وأبجديَّاتُها بإيقاعات هذا الحبِّ الغامر الذي يوحِّدُنا جميعًا,ويخلقُ حالةً من التناغُم و التماهي في الحياة,ويبعَثُ فيها دِفْءَ الأُمنيات,فبالحبِّ وبالحبِّ وَحْدَهُ,المُعَنْونَ بالإصرارِ على تحقيقِ الطُموحِ و الآمال سنبني أمجاد الناصرة لتعانقَ مدينتُنا الغاليةُ فجرَها الواعدَ بتباشيرِ غَدِها المشرق الجميل,وإِنا على ذلك بإِذنِ الله لقادرون. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com