ما يسمى المجتمع الدولي الذي تقود منظومته الولايات المتحدة وحلفائها، حاول جاهدا لتنفيذ برامجه النفعية، إسقاط الدولة السورية عبر الفوضى، فأنشأ المجموعات المدربة المسلحة، التي سربها عير الحدود إلى داخل الأراضي السورية لتنجز مهامها، وهذه كانت قد أعدت مسبقا حواضنها السكانية ضمن تحصينات الإطار الإسلامي، في مناطق عشوائيات التجمعات السكانية وتداخلاتها، وكان من الطبيعي أن تلجأ هذه المنظومة إلى تأسيس هذه المجموعات على مرتكزات فكرية أخلاقية ومعتقدية مغايرة، يحسب عناصرها أن جهادها المسلح في مواجهة الآخر، الذي هو شعب الدولة السورية استرداد حق مغتصب لها، وأن هدفها إقامة العدل لا أكثر..، ذلك تحت شعار ما يسمى الدفاع عن الدين القويم في وجه البدع والعلمانية الكافرة، مظللة في غلالة مظهرية إغوائية ذات ألوان من الشبق الشديد أسموها الحريات والديمقراطية.. 

وبما أن هذه التوجهات الاستيلائية الدولية الجديدة، قد توضحت أبعاد صراعاتها العالمية ومآربها للشعب في سوريا، ولم يعد خافيا عليه شيء منها رغم خباثة أفعال التعمية وتقنياتها العالية، وأن هدفها الحقيقي النهائي، هو إزالة دولته وإبادته ورميه في الشتات.. لم يعد لكوادر وتجمعات هذه الجماعات المعادية من عناصر فاعلة في الداخل السوري وخارجه، سوى المرتزقة المكروهين، التي كانت قد سبقت أن عرّتهم وفضحتهم سلوكياتهم وأفعالهم..؟

ولما كانت المسألة السورية في معظم جوانبها مفتعلة، وليست بالأهمية التي استدعت أن تحشد من أجلها كل قوى التدمير هذه، ولا قويمة طرقها التي حشرت فيها للوصول إلي حلولها، كان من الطبيعي أن نرى هذا الاصطفاف المذهل للشعب السوري المديني في تحولاته النوعية وقدراته الابتكارية، وراء قيادته السياسية والقوى السلامية العالمية العادلة في مواجهة الفوضى، ورفض الباطل، وكان هذا عاملا حاسما في إسقاط كل مخططات القوى المعادية ووحشية أطماعها، وإلى شل قدرة قواها وإفشالها، وأيضا بالمقابل إلى تشكيل معالم توازنات جديدة، وقواعد سياسية، لعالم جديد، أقوى ردعا لقوى الشرور، وأقل سوءا وظلما..؟

فسوريا ليست فقط شعبا له حقوق يجب أن تحترم، وإنما سوريا رسالة إنسان، عالمية، يجب أن تسود، فمن هم الذين يشتمون شعب سوريا ومسار دولتها، بالطبع ليسوا الشرفاء، وإنما وحوش العصر من زعماء إدارات دول النهب العالمية، والاستعباد، وقاتلي الشعوب ومضطهديهم، ومن يلحق بهم من الوظيفيين الإقليميين والمحليين والمأجورين محترفي ترويج الاستعباد، ممن لاحقوا حريات الأهالي الذين يحكمونهم، بالحديد والنار، وخنقوا عيشهم، واغتالوا إنسانية إنسانهم، وصحّروا ما بقي من اخضرار أرضهم وعقلهم، ورفعوا جدران القهر فيها، وأطفأوا النور في بلادهم، وجعلوها موطنا للظلام..
فسوريا لا يمثلها ولا يمكن أن ينوب عن شعبها من تآمر وتخابث وقتل وأهان ومثل في أبنائها، ولا يمكن أن يحل قضايا مكوناتها الشائكة أو البسيطة، في داخلها أو خارجها، إلا أبناء شعبها الشرفاء من أصحاب الأضحيات، فمن قتل من شعب سوريا دفاعا عنها، لا يمكن أن يحسب تعدادهم أضرارا جانبية لعمليات الاجتياحات البربرية، فشعب سوريا لم يعلن حربا على أحد، بل أن مفترسي العالم قد أعلنوا الحرب عليه، كما أن أبناءها ليسوا تقدمات بشرية لآلهة الحروب ولا أضاحي تكفير، فشعب سوريا لم يخطئ، وإن أبناؤها رسل سلام وشهداء قديسين عاينوا الله، فيجب أن يكف العالم الأهوج الأعجمي الغريب عن ممارسة الغباء..؟

لذا ليس من المستغرب أن نرى من الأفراد المخالفين لشعب سوريا ودولتها وحكومتها، العجب العجاب، فإذا قلنا لهم أن الغرب هناك وهذه شمسه الغاربة، قالوا لا هذا هو الشرق وشمسه الساطعة لكنكم لا ترون، وإذا قلنا لهم هذا ذهب من بلاد الانكليز وهذه دمغته، قالوا لا هذا معدن شبه الذهب من الصين، مكائدية اتهامية عبثية لن توصل إلى شيء، فإذا نظرت إليهم، رأيت عيونهم الحاقدة، وإذا كلمتهم صموا الآذان، وصوبوا ابتسامتهم الشاردة البلهاء، فالنصرة إذا انتصرت كانت من جند الله، وإذا انهزمت صنعتها حكومة البلاد، ومثلها داعش إلى آخر السلسلة من اللملمات الهمجية المفترسة الطارئة على البلاد، فإذا استشهد جنود الجيش أبناء البلاد دفاعا عن الشعب والأوطان، قالوا: قتلتهم حكومة البلاد، وإذا قتل الأبرياء من الأطفال والنساء، قالوا هذا من مكائد حكومة البلاد، وهكذا..

إنهم الغنائميون السراق، فالخيال خصب لديهم يتبع الدولار، وأمل الإستقواء في جيوش الغرباء لا يفارقهم..؟ فأحلامهم المريضة المحبطة تتراكم جوعي بالغنائم والسبايا من الغير، من بقية أهل البلاد، وستبقى هكذا حتى الفناء..

وبالنهاية في سوق السياسة يدعون أنهم المعارضة لإنقاذ البلاد..؟ فهل هؤلاء مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، أم أنهم خونة البلاد..؟ 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com