الحمد لله ..
والله أنا مؤمن وبخاف ربنا كثير كثير، وبحب ربنا فوق ما تتصور، صدقني يوم الجمعة بفتح عسورة الكهف بصوت عالي، وبسمعها كل أسبوع، وبتأثر كثير، وعيني بتدمع، يعني ما تطلع على شكلي، أنا صح هيك بس قلبي ملااااان إيمان، وإيمان يقيني بالله أكثر من الناس، وفوق ما تتصور !!

قلت: يا أخي -عذرا- أتصلي ؟!!

قال : لا !

قلت: فعن أي إيمان تتحدث ؟!! ..
أنت -بأفضل أحوالك- مسلم ولست مؤمنا، فلو كنت مؤمنا حقا لخشيت ربك، وفزعت للصلاة والعبادات واجتنابت المنكرات، ولسترت زوجك وبناتك، وكففت عن المعاصي..
ولو خشيت عذاب ربك فعلا، لكان هو أكبر همك، لكن همومك الدنيوية وحديثك عنها يطغى على كل جانب في حياتك ...

قال: بس يا شيخ الإيمان بالقلب !!

قلت: صحيح ! ويصدقه العمل، فعلامة الإيمان الصادق في القلب أن يثمر عملا صحيحا، قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فمن زعم المحبة ظهر بالاتباع، وعدم الاتباع دليل على ضعف المحبة والإيمان !

فلا يغرنك الشيطان بأنك مؤمن ليقعدك..

وأن تدفعك شهوتك للمعصية مع اعترافك أنها معصية، خير لك من أن تفعلها وتجادل في حِلّها وحسنها..

ففي الأولى الأمل مرجو أن توفق للتوبة، وفي الثانية يُخشى أن يسحبك غرورك لما هو أعظم وأفظع !
فقل أسأل الله أن يجبر ضعف توكلي وإيماني، ولا تقل أنا مؤمن وكأنك بغنى عن توفيق الله ! قال الله سبحانه (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) وسبب ذلك عدم الطاعة، فتتمة الآية هو (وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) !!

قال: يعني هظول إللي بصلوا وبسرقوا وبكذبوا أحسن ؟!!

قلت: ليس كل من عمل صالحا هو مؤمن، فهناك من يعمل الصالحات كعادة لا يستشعر معانيها، أو نفاقا رئاء الناس، ولكن كل مؤمن لا بد أن يُنتج إيمانه عملا صالحا، فيلزم من الإيمان العمل، ولا يلزم من العمل الصالح الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ" ..

فأصلح قلبك، وعلامة صلاح قلبك أنك تندفع لمزيد من العمل الصالح وتكف عن المعاصي، ويصبح أمر الله سبحانه أكبر همك !!

ودعك من الناس، ولا تجعل دينك معلقاً بأفعال الناس، فستحاسب وحدك لا شأن لك بأحد، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

أسأل الله لي ولك ولسائر المسلمين الهداية التامة، والتوفيق لمحبته وطاعته والعمل وفق كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com