تحاول المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة سلخ هذا الشعب عن تراثه ، بعد احتلال ارضه وارتكابها المذابح والمجازر والنفي والاعتقال بحق أبنائه ، بل رافق ذلك برامج ممنهجة للسطو على تراث الشعب الفلسطيني وسرقتها ونسبتها إلى نفسها ، ومن ذلك : الأماكن الأثرية أو الملابس الفلسطينية أو تغيير أسماء الأماكن التي ترمز إلى الوجود العربي الفلسطيني الإسلامي المسيحي فتغيرت القدس إلى أورشليم والخليل إلى حبرون ، والضفة الغربية وقطاع غزة إلى يهودا والسامرة ، وهكذا نجد أن الحروب لا تقف عند حدِّ القتل والترويع بل التغيير في الثقافة والهوية ، لما لهما من أهمية في مقاومة الاحتلال.

ان ما يقوم به رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي مؤسف ومؤلم فقد مضى على استشهاد عمر عكاوي وإياد لوابنه ووسام يزبك ثلاثة عشر عاما لم يفعل فيها لهذا اليوم شيئا وإنما جعل هذه الذكرى مجرد حدث عابر كما جعل من قبله يوم الارض يوم نزهة واستراحة وقد غاب عن اجندته وجدول اعماله هذا اليوم لان الناصرة على زمانه اصبحت مدينة من ورق , صدرت مركزيتها وصبغتها الوطنية الى بلاد اخرى خوفا من غضب وزارة الداخليه عليه اذا ما قام بأي نشاط او برنامج وطني من شانه تعزيز الهوية الفلسطينية والتجذر في الارض وتربية الجيل على القيم التراثية الحضارية و على الثوابت الوطنية واخذ الناصرة دورها التاريخي الريادي مع بقية ابناء شعبنا في كل بلادنا الحبيبة . ان الاستعراضات الانتخابية البهلوانية التى يمارسها رامز جرايسي قد وصلت حد الرقص على جراح الشهداء واستعمال هذا اليوم كدعاية انتخابية دون تقدير للشهداء او احترام لذويهم خصوصا وانه لم يقدم أي شيء لا للشهداء ولا لعائلاتهم فما الذي ايقظك من نومك يا رامز جرايسي ودعاك لمثل هذه الالاعيب المفضوحة المكشوفة المستهجنة ؟

حتى على دماء الشهداء ترقص يا رامز جرايسي ؟

دم الشهداء يا رامز جرايسي اعظم واكبر من هامتك كان الاولى بك يا رامز جرايسي ان تقيم نصبا تذكاريا للشهداء في دوار وسط المدينة (وهو اقل الواجب ) يكتب عليه اسماء الشهداء بالعربية والعبرية والانجليزية وقصص استشهادهم حتى يعيشوا في حياة الناس اليومية وتتذكرهم الاجيال جيلا بعد اخر ويعرف باستشهادهم العالم وهو اقل الواجب لا ان تقيم نصبا تذكاريا مهملا في طرف المدينة بلا رعاية او صيانة وكأن الامر رفع عتب . اذا كان رامز جرايسي يهتم او يعنيه امر الشهداء ابناء الناصرة فلماذا لم يسمي شوارعا او مدارسا او دوارات او مؤسسات ثقافية على اسمائهم تخليدا لذكرهم وهنالك الكثير من الامور التي يمكن فعلها في حق الشهداء وذويهم لو كان صادقا . لماذا لم يكلف رامز جرايسي نفسه خلال السنوات الماضية القيام بزيارات لعائلات شهداء هبة الاقصى والانتفاضة الثانية ابناء الناصرة ؟ لماذا لم يدع رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي لإقامة مهرجان قطري مهيب يليق بمكانة الشهداء وأهلهم ومدينة الناصرة وكل بلادنا ؟ ام انه خاف من اسياده في المؤسسة الاسرائيلية التي تغض الطرف عنه وعن تجاوزاته للقانون وتسبغ عليه النياشين والأوسمة ؟ بودي ان اسال رامز جرايسي أي تراث حافظت عليه أي هوية تلك التي صنت ملامحها ومعالمها ؟ اين الناصرة على زمانك من كل الفعاليات الوطنية والشعبية التي صدرتها الى اماكن اخرى ؟

رحم الله شهداءنا الابرار ولأهلهم الصبر والسلوان وللناصرة التغيير المنشود والنصر القادم حتى تسعد ناصرتنا بحياة جميلة كريمة سعيدة بعيدة عن التجاذب الطائفي والحاراتي الذي تغذيه وتنميه جبهة الناصرة لأنها المستفيد الاول منه ولتشهد الناصرة في ظل التغيير القادم حركة سياحة تجارية صناعية عمرانية بعد انهزام هذه الزمرة المتسلطة التي راحت تبيع البلد في كل مزاد وميدان في حين تتهم الاخرين بذلك وتغرق بلدية الناصرة التي اصبحت مزرعة الجبهة على زمن وبقيادة رامز جرايسي بالمديونية المليونية وبالمحسوبية والتحقير والاستهزاء للمواطنين وإعطاء اصحاب النفوذ والنقود امتيازات وخصوصيات في التعامل والخدمات لا ينبغي لأحد غيرهم على اساس اللا كرامة والنفاق والتزلف , وبكل وقاحة وبجاحة يتكلمون عن المال السياسي وكل وجود الجبهة اليوم قائم على ذلك .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com