الأسبوع المنصرم، أُسدل الستار على فعاليات مهرجان سينما المرأة بسلا. أسبوع من العروض السينمائية واللقاءات مع فنانين ومخرجين من مختلف دول العالم. والسؤال الذي كان يعود بشدة هو: قضايا المرأة في السينما. ما هي القضايا التي يجب طرحها؟ ما هي القضايا التي اهتمت بها السينما المغربية فيما يتعلق بالمرأة؟

شخصيا، لا أؤمن بشيء اسمه "سينما المرأة" أو"الكتابة النسائية" أو"الإبداع النسائي" أوغيرها من التصنيفات المبنية على الانتماء الجنسي. أولا، أن نطلب من مبدع التطرق لموضوع ما، سواء كان موضوع المرأة أو غيره، هو شكل من أشكال محاصرة الإبداع. لن نختلف حينها عن من يطلبون "سينما نظيفة" و"فنا نظيفا".

الأصل في الإبداع هو الحرية والمبدع، المخرج أو الشاعر أو الكاتب، يبدع في المواضيع التي تحركه. قد تكون قضية المرأة أو قضية الحرية أو غيرها. لكنه لا يمكن أن يبدع تحت الطلب ولا أن يكتب تحت الطلب.

من ناحية أخرى، فلطالما قلت إننا لا نبدع بأجهزتنا التناسلية. حين تبدع امرأة مثلا، فذلك ليس فقط لكونها أنثى، بل لأن مجموعة من المعطيات المرتبطة بهويتها وشخصيتها جعلتها تبدع. انتماؤها الجنسي جزء من تلك المعطيات، لكنه ليس المعطى الأساسي. هناك حساسية لدى المبدع يطورها انتماؤه لوطن ما، لزمن ولفترة تاريخية ما، لهوية جنسانية مؤنَّثة أو مذكرة، لذاكرة ما... معطيات كثيرة نختزلها نحن فقط في الانتماء الجنسي.

شخصيا، أهتم لأسلوب الطرح أكثر من اهتمامي بالموضوع. قد نتطرق لموضوع المرأة في عمل إبداعي، لكن بشكل اختزالي يكرس الصور النمطية والسلبية. المهم إذن هو كيف نتناول الموضوع وليس الموضوعَ في حد ذاته. كما أن المرأة في النهاية ليست مكونا مجتمعيا يعيش منعزلا عن باقي المكونات. هناك تفاعل يجعل كل موضوع، يمس بالضرورة مختلف الأطراف.

طبعا، هذا لا يلغي أهمية الاحتفاء بهذه المواضيع. سينما المرأة، سينما الحب، سينما الذاكرة... في النهاية، هي كلها أسباب ومبررات جميلة للاحتفاء بالإبداع وبالفن وبالجمال. وهذا في حد ذاته يكفي... 

سناء العاجي، صحفية مغربية عملت ولا تزال تعمل في العديد من المنابر والمواقع الإخبارية في المغرب وخارجه باللغتين العربية والفرنسية. حاصلة على الجائزة الثالثة للتحقيق الصحافي من المنظمة الهولندية "Press Now". ساهمت في كتاب مشترك تحت عنوان "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي"، ونشرت لها رواية " مجنونة يوسف" سنة 2003 عن دار "أركانة" للنشر (مراكش)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com