عذرا لاني سأخرج عن قطيع القصابين في المسلخ المتخصص في الأيام الأخيرة بتقطيع اوصال جواد بولس والذين انتفضوا حبرا ونصا ردا على مقال له بعنوان (الناصرة أخت لبيت لحم ) . 

لست هنا لأدافع عن جواد وما كتب من مقال ولكني جئت لأرفع له قبعة الاحترام لأنه كان صادقا في طرحه حتى لو اختلفت معه في التوجه , صادقا في كتاباته ونشر أيماناته بعيدا عن مسرحية التعايش المتستر على العهر الطائفي المستتر في بيوتنا وحاراتنا وأحزابنا وقياداتنا , هل حقا ما كتبه جواد بولس يحتمل هذه الهجمة وهذا اللينش ومن جميع الأطياف الحزبية والدينية ؟ , وكأن جواد بولس جاء باختراع جديد اسمه الطائفية!!!! او دعوة جديدة لتنصيب رئيس مسيحي او مسلم لبلدية الناصرة (التصحر الاسلامي ) ؟

الم تروا ان ما كتبه جواد بولس يحتمل التحليل والفهم والفهم الخطأ ؟ وأن هناك من فهم المعنى للمقال والبعيد عن الطائفية والدعوة لها ولكنه آثر ان يركب الموجه لعلها تكسبه بعضا من الاصوات لقائمته او لحزبه .

وهناك من لم يفهم فاختار كالعادة ان يثغوا بثغاء القطيع . خوفا من الضياع .

انا ابنة الناصرة وسأقولها كما قالها الطفل البريئ بصدقه وعناده (الملك عارٍ ) واحتمل مسؤولية ما اكتب وأقول . كلكم عراه ولا استثني احد , كلكم طائفيون زارعون لها حتى لو اظهرتم غير ما تؤمنون , كم مسلم منكم قال ان المسلم وفقط المسلم هو من سيرأس هذه المدينة وسنسعى ان يكون علي سلام او الحركة الاسلامية برئاسة البلدية ؟ كم مسيحي منكم انتخب رامز لأنه مسيحي , ا ومسلم رفض انتخاب رامز لأنه مسيحي ؟ او نادى بعدم انتخاب علي سلام او ابو احمد لانه مسلم ؟ لست بصدد التعميم ولكن الطائفية ليست فقط في زمن الانتخابات او الجهر بها , ولكن السكوت عنها ايضا وغض الطرف بحجة حايد عن ظهري بسيطة او تقبلها يوميا وبشكل عادي حتى باتت ملمحا من ملامحنا , كم من رجل دين او امام جامع نادى وطالب بعدم الأكل عند المسيحي او عند المسلم او حتى مرافقته ؟ كم وظيفة قسمت بحسب الديانات ؟

وهل ما تفعلونه في فترة العهر الانتخابي والحرب الطاحنة بين المرشحين ورجالهم لا يمت للطائفية بصلة ؟ هل تشويه صورة المرشح الآخر والتشكيك بنضاله او تاريخه او نظافة يده او التطاول على عائلته ليست بمصاف الطائفية ؟ هل الدعوة للحكم الاسلامي ليس بطائفية ؟

( (ولاّ الي ما بيقدر على الحصان يتمرجل عالبردعة

نعم جواد لم يوفق في الطرح وانا اؤمن ان مقاله لم يكن مبطنا بالدعوة الى الطائفية ولكن ما استفزني هي الحرب الطائفية المبطنة باللاطائفية ضد الكاتب وكأنه جاء بدعوة للإلحاد او بدعوة لخيانة وطن ... وكأننا لا نمارس طائفيتنا علنا وجهرا في بيوتنا وجلساتنا واحزابنا وكنائسنا وجوامعنا . مثلا قرأت مقالا لفريد الظاهر يتهجم على جواد وعلى "دعوته للطائفية" وفيها ينبري مدافعا عن الناصرة ووحدتها , اي وحدة هذه وهو وفي كل يوم يشتم ويسب ويشوه صورة المنافسين له في المعركة الانتخابية ؟ اي وحدة هذه ونحن صامتون على لافتات المتأسلمين في الناصرة في الشارع الرئيسي والتي تكفر كل من لا ينتمي للدين الاسلامي؟

هل المعارك الانتخابية أعمت مثقفينا فجعلتهم مشاركين في تقطيع اوصال جواد بدلا من مناقشته ؟ , هل هو اثبات ان الناصرة لم تلد من ينشر ثقافة الحوار والنقاش الانساني او صاحب الكفاءة ليكون ندا له في النقاش والطرح ؟

الناصرة ليست بريئة من الطائفية ولكنها راقية بعدم الجهر بها . كفاكم استغلالا لدماء الآخرين وتشويها لتاريخهم ليكونوا اداة من ادوات المعركة الانتخابية . او معبرا لتعبروا فترة الانتحابات والانتخابات .

. وأخيرا أقولها :- والله لو لم نكن طائفيين عُراه لما أغضبنا مقال المحامي جواد بولس
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com