علي ما يبدو أن غزة أصبحت من خلال بعض منابر الاعلام والساسة والقادة العرب خطر محدق وبالغ الأهمية يهدد حاضر و مستقبل الشعوب العربية المجاورة ، وقد أبدعوا في غزل ووصف ثوب الإرهاب ليلبسوه لغزة وأهلها القابعين تحت ظلم الانقسام السياسي الفلسطيني الذي أنهك القضية الفلسطينية وأرجعها الي مئات السنين للوراء وخير دليل علي ذلك وأقعنا الفلسطيني في شقي الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة .

قطاع غزة الذي يشكل تقريبا 1،33% من مساحة فلسطين التاريخية (من النهر إلى البحر) أصبحت في مرمى تقاذف المؤامرات المليحة والدولية منها وتتهم بالعبث في الامن القومي لبعض الدول العربية وليس غزة المتهمة فقط بل الكل مستهدف لأنك فلسطيني تتهم ولأنك فلسطيني يجب أن تذل ولأنك فلسطيني يجب أن يفرض عليك العقاب والقانون وهذه سياسية أصبحت سياسية ممهنجة ومتبعة في أغلب القطار والعواصم والمدن العربية .

قطاع غزة يواجه أعظم حصار سياسي واقتصادي عبر التاريخ وهذا الحصار يتجه رويدا رويدا نحو الصعوبة والاشتداد علي سكان غزة بعد أن تفاقمت الاوضاع الاقتصادية سوء بعد قيام الجيش المصري بهدم واغلاق الانفاق التي تعتبر الشريان الوحيد لسكان القطاع نتيجة الاحصار الاسرائيلي وانتهاج سياسة المنع بعد الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الاخيرة والتي ترتب عليها ما ترتب من حصار سياسي واقتصادي فرضته اسرائيل علي القطاع نظرا لفوز حركة حماس .

لكن غزة اتجهت لمصر لطلب يد العون ولمساعدة للأسرى الذين يقبعون في السجن الكبير الذي يسمى " غزة " من أجل أدخل الوقود والسلع الضرورية اليومية لدفع عجلة الحياة ولو بالشيء البسيط للأمام ولكن للأسف لم تتعاون القيادة المصرية التي كانت حاكمة أن ذاك مع المطلب الفلسطيني أصادر من حكومة قطاع غزة تحت ذرائع سياسية وربطت القيادة المصرية المطلب الاغاثي الانساني لغزة بالملف الفلسطيني السياسي المتمثل بوجوب أنهاء الانقسام الفلسطيني وشرعت بعد ذلك القاهرة بمبادرات ولقاءات المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس .

غزة في ذلك الوقت لم تحتمل الحصار الاقتصادي فشرعت بحفر الانفاق التي ساعدة غزة في الصمود واستمرار الحياة و حيث عمل فيها عدد كبير من العمال الغزيين في ظل تواصل التهديد الاسرائيلي والمصري لهذه الانفاق التي تعتبرها مصر من وجهة نظرها تهديد للأمن القومي المصري ، ومن جهة أخري تعتبرها إسرائيل وسيلة لتهريب الاسلحة للمقاومة الفلسطينية .

الي ان اندلعت ثورة 25 يناير وترتب عليها ما ترتب من صعود لتيار الاسلامي بقيادة " الاخوان المسلمين " وتوليهم الرئاسة في مصر مما انعكس علي ذلك بتطور دراماتيكي ايجابي بين مؤسسة الرئاسة المصرية وحكومة غزة في بعض الجوانب السياسية وتأسيس لإصلاحات مستقبلية ، ولكن الوقت كان غير كافي لترجمة ما تم التوافق عليه بين الرئاسة المصرية والحكومة الفلسطينية في غزة نظرا للازمات الداخلية والخارجية التي سادت مصر في تلك الفترة و لتي كان أبرزها الحشد الشعبي لعزل الرئيس مرسي وتبلور فكرة الخروج لعزل الرئيس يوم 30 يونيو.

ثورة 30 يونيو المصرية التي غيرت ملامح المشهد السياسي المصري حطمت آفاق ومستقبل طموح الحكومة الفلسطينية بعزة بعد عزل الرئيس مرسي من الرئاسة ،بل ولم تكتفي الثورة بهدم الطموح الفلسطيني في غزة بل معاقبة غزة اعلاميا ً وسياسيا واقتصاديا وعسكريا ، ويتضح ذلك من خلال أتهام الفصائل الفلسطينية بغزة.

وتحديداً حركة حماس وجناحها العسكري بالتدخل في الشأن المصري لصالح الاخوان المسلمين ضد الاطراف المصرية السياسية الأخرى ، الادارة المصرية الحالية ردا علي زعمها بتدخل الفصائل الفلسطينية في الشأن المصري قامت بأغلاق وهدم الانفاق المؤدية الي سيناء واغلاق معبر رفح أم قطاع غزة مما أدي الي عجز اقتصادي وتجاري يصل نسبته 90% جراء اغلاق الانفاق التي كانت تسعف غزة .

خلاصة واستنتاجات واقع المجتمع الغزي تشير الي أن غزة مقبلة على أزمات وتحديات اقتصادية وإنسانية وصحية نظراً لأغلاق المعابر التجارية من جهة اسرائيل واغلاق الانفاق ومعبر رفح من جهة مصر وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في المجتمع ، وبالإضافة لتقليص وكالة الغوث الدولية " الأونروا" خدماتها في القطاعي الصحي والإغاثي .

ووفقاً لذلك غزة مقبلة علي مشهد غير وأضح المعالم يسوده الغموض في الرؤى والمصير في ظل الانسداد السياسي وعدم التوافق الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس وللخروج من هذا المحور السلبي وهذه التحديات والازمات يتطلب ضرورة أنجاز المصالحة الفلسطينية والذهاب للانتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حاضر و مستقبل الشعب الفلسطيني .


أنتهى ...

Mx20012@hotmail.com

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com