هو شخصيّة اجتماعيّة ،اْكنُّ له الاحترام والتّقدير ،له حضور في مختلف مناسباتنا وفعّاليّاتنا ،نجلس متجاورَين اذا اُتيحَ لنا ،بعد المجاملات ،يزِنّ على اْذني دائماً: المسلمون يكرهوننا ولا يمكننا اْن نعيش معهم بسلام واْمان ،دمّروا العديد من قرانا في عهد ابراهيم باشا المصري ،في ثلاثينيّات القرن التّاسع عشر ،اضطهدونا وما زالوا ،ناهيك عن التّكفير ،التّشهير ،الملاحقة ، والمجازر الدّامية في المِحَن التّاريخيّة ،وغير ذلك من صنوف القهر ،التّعتيم والاعتداءات المتلاحقة ،لقد قراْتُ كُتُب التّاريخ ،فلم اْجد ما يَسُرّ القلب بيننا وبينهم ....!
قلت له : يا اْخا العرب مهلاً ! إيّاك والاْحكام الكاسحة ، التّعميم واستخلاص العِبَر من الاْفراد الى الجماعات،فَإن خِلِتْ بِلِتْ ! وفي هذا خروج عن القاعدة السّويّة،والاْمر ينطوي على الكثير من المبالغة ،والبُعد عن المنطق وحُكم العقل الذي نُجِلّه ، العدل والإنصاف معاً! اْنا لا اْنكر وجود الموبقات وبعض العيّنات ،الاّ اْنّ الحسنات تذهبن السّيّئات ،فَهُمْ اْهلنا ،لحمنا ،دمنا ،إخوتنا ،شعبنا ،ولنا نفس المصير مهما تعثّر المسير في عهد الغوغائيّة واختلاط الحابل بالنّابل ، واهلنا لم يقفوا مكتوفي الاْيدي آنذاك ،واذا كانت الخلافات تقع بين الاْخ واْخيه ،وبين اْبناء الحمولة الواحدة ، فليس من الغريب اْن تتعدّى ذلك ،فتصل الى الطّوائف ،وهذه اْمور مؤسفة ،حبّذا لو تخطّيناها مستقبلاً،واْضفتُ قائلاً:هاك كتاب : كتاب مفتوح،الرّدّ على الكاتب اْنيس منصور لمؤلّفه : عبد الله زين الدّين ،1993 لبنان ،263 صفحة ، جاء في ص 34 :الشّيخ محمد عبد اللطيف السّبكي،رئيس لجنة فتوى الاْزهر : وحيث اْنّ طائفة الدّروز ،كما جاء في الاستفتاء :ينطقون بالشّهادتين ، ويؤمنون بالقرآن،وبما جاء من اْحكام تتعلّق بالتّوحيد والتّشريع ، ولا يحصل منهم بجانب ذلك إشراك لاْحد مع الله ،ولا مناقضة للاسلام في قول ولا عمل ،فهم مسلمون ،ولا يجوز لاْحد حينئذ اْن يتّهمهم بعدم الاسلام ،فإنّ اتّهامهم بعدم الاسلام يُثير الفرقة بين الجماعة الاسلاميّة،وربّما كان هذا الاتّهام مقصوداّ لتلك الفرقة المشؤومة ، ولذلك نهى الله عن هذا الاتّهام بقوله تعالى : ولا تقولوا لمن اْلقى اليكم السّلام لستَ مؤمناً، والله تعالى اْعلم / صدق الله العظيم / النّساء / .
واْضيف لزميلي الشّيخ ما كتبته الدكتورة : هند المصري /الخرطوم / في نفس المصدر،حين ردّتْ على صفاقات الكاتب المصري اْنيس منصور قائلة :إنّ المذهب الدّرزي هو مذهب إسلامي ، وللدرزي حقّ الزّيارة والعِمرة والحجّ لمكّة المكرّمة ، وهذا الحقّ محصور بمذاهب الدّين الاسلامي الحنيف فقط ، وهذا يرجع للفتاوى التي اْفتاها شيوخ الاْزهر ، ليضعوا حدّاً لما كُتِب عن الدّروز بدون وجه حقّ، فالمذهب الدّرزي مذهب من مذاهب الاسلام مثل السُّنّة والشّيعة ، وإن كان لهم اجتهادهم الخاصّ في تفسير القرآن الكريم ، والذي ورد مكتوباً في رسائلهم المكتوبة ، والتي تُعرف بِ :رسائل الحكمة ، وهم يرجعون الى هذه الرّسائل في اْمور مذهبهم ، هذا مع العِلْم باْنّ المرجع والمحرّمات والمحلّلات كلّها تنبع مما ورد في القرآن الكريم .
اسمح لي اْخي اْن نعود الى ذاكرتنا الاْدبيّة ، الشاعر اللبناني الرّاحل إيليّا اْبو ماضي في رائعته الخالدة :كُنْ بلسماً نظم :
كُنْ بلسماً إن صار دهرك اْرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما
اْحْسِن وإن لم تُجْزَ حتى بالثّنا اْيّ الجزاء الغيث يبغي إن هما
من ذا يكافئ زهرة فوّاحة اْو من يثيب البلبل المترنّما
اْيقظْ شعورك بالمحبّة إن غفا لولا الشّعور ،النّاس كانوا كالدّمى
وَالْهُ بورد الرّوض عن اْشواكه وَانْسَ العقارب إن راْيتَ الاْنجما
ولكَ تحيّاتي شيخ اْبو ....


2// المتواضعون و المُدافشون
مناسباتنا الاجتماعيّة كثيرة ،الاْفراح والاْتراح ،السّرّاء والضّرّاء معاً ، المشاركات الجماعيّة ،لِجَبْر الخواطر ،تُثلج الصّدر ،وتبعث على الارتياح ،لتماسك تلابيب، وشائج وشرائح هذا المجتمع الذي نعتزّ ونفتخر به ،رغم ما به اْحياناً من هنّات ولنّات ،كبقيّة المجتمعات ،الاْغلبيّة السّاحقة هي من المتواضعين ،الطّيّبين ،الخلوقين الذين يندمجون مع طبقات شعبهم ،كاْفراد من الشّعب والى الشّعب ،بغضّ النّظر عن الانتماء الطّائفي، المشاركة اْحياناً تكون عابرة للمناطق الجغرافيّة ،من اْقصى الشّمال الى اْقصى الجنوب ،رجال دين محترمون من طوائفنا العربيّة الثّلاث ،يجلسون جنباً الى جنب لِتَقَبّل : التّهاني اْو التّعازي كاْسرة واحدة، وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً! ،كنتُ شاهد عيان على حدث اجتماعي سارّ :اخوة / عسافنة /قدموا قريتنا لجمع شمل العروس مع العريس ، على سُنّة الله ورسوله،بعد التّضييفات والمجاملات المطلوبة ،تقدّم الشيخ العسفاوي : حسين لبيب اْبو ركن ، طالباً السّماح بطلعة العروس ،من بيت اْهلها الى بيت اْهلها ، فقال : خير ما اْستهلّ به حديثي ،هو ما كان يردّده المطران غريغوريوس حجّار ، المثلّث الرّحمات في المناسبات :اْنا منكم واليكم وبين اْيديكم.....،علماً باْنّه لم يكن بين الجمهور ،اْيّ اْحد من الاْخوة المسيحيّين !هذه هي اْخلاقنا وقيمنا وتسامحنا،هذا ما نعتزّ به من موروثنا الرّوحي المتعدّد المناهل والينابع التّوحيديّة ، وما بها من فيض :اْممي ، اْخلاقي ، روحي ،توحيدي ،وطني وقومي معاً، رغم ما تخطّطه لنا وسائل الاعلام الدّخيلة والقادة المرتزقة.

بالمقابل هناك نفر قليل ممّن تَبَوَّاَوا المناصب القياديّة، سيّان اْكان الاْمر عن جدارة اْو دونها ،يدافش هؤلاء ،يتنافسون ويحاشرون الجميع لِتَصّدّر المحفل ،الموقف اْو المناسبة ،حتّى لو كان الاْمر على حساب اْصحاب المناسبة ! يعني شوفوني يا ناس ! اْنا هون ! مِشْ مقصّر ! ومناسبتكو ما بْتِعْمَرْ بلاي! اْنا اْزيدها كرماً ورفعة وتعظيماً !شاء من شاء ،واْبى من اْبى ! واللي مش عاجبو يقعد في بيتو !
لهؤلاء الاْخوة مع حفظ الاْلقاب والمناصب التّقليديّة اْقول :قليل من التّواضع واحترام الغير ! لن يزيدكم الاْ احتراماً وتقديرا ! ولا تفرضوا اْنفسكم عنوة على صاحب المناسبة ! وكما قال الخليفة عمر بن عبد العزيز ،رضي الله عنه : رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه فوقف عنده !

3// صحفي بريطاني يعتذر !
قبل عشرات السّنوات نشر صحفي بريطاني ريبورتاجاً ،جاء فيه :نصف اْعضاء البرلمان في بريطانيا هُم من المجانين !
الاْمر اْثار نقاشاً جماهيريّاً بعيد المدى ،بين معارض ومؤيّد،اُجْبِرَ الصحفي على الاعتذار في نفس الصّحيفة،فجاء إعتذاره على النّحو التّالي :
اٌقِرُّ واْعْتِرِفُ بِاْنّ نصف اْعضاء البرلمان : ليسوا من المجانين !
فتفرّقت المظاهرات ، وعاد الجميع الى قواعدهم سالمين فرحين!

4//إساْلوا مجرّب ولا تساْلوا حكيم!
اْنا لا اْنتمي للطوائف المسيحيّة الكريمة ، ،بل الى طائفة الموحّدين العرب الدّروز ،الذين فُرِض عليهم التّجنيد الإلزامي عنوة ،لسلخهم عن اْبناء شعبهم العربي ،ولطعن الاْمّة العربيّة في ظهرها ،جرّاء التّجنيد ، كما اعترف قادة اسرائيل ومبرمجو سياستها العدوانيّة !مقابل السّخرة في الجيش ،حصلنا على الانجازات التّالية :
*مصادرة ثمانين بالمئة من اْراضينا ،فقط !
*مصادرة هويّتنا العربيّة وعيد فطرنا !
*الفقر والجهل وقطعان المخابرات التي تسرح وتمرح على فيّالها في قرانا !
*تحويلنا الى مرتزقة في قوّات الاْمن الإسرائيليّة!
*إرسال عناصر طائشة من شبابنا للتحرّش واستفزاز المسلمين والمسيحيّين !
*خلق تراث درزي مزعوم لتوسيع الشّرخ مع بقيّة اْبناء شعبنا !
* وضعنا في الجيبة الخلفيّة ....للمؤسّسة الاسرائيليّة !
*تشويه تاريخنا ونضالنا العربي على مرّ السّنين !
*استخدام شبابنا لقمع وكسر وإحباط الوطنيين والقوميين !
*المقابر العسكرية في قرانا لخيرة الورود التي زُجّتْ في حروب ليست لنا! !
*اْصبحنا اْلممسحة لموبقات الاحتلا ل وتصوير المجنّد الدرزي كحيوان كاسر!
نشدّعلى اْيدي الإخوة المسيحيين الوطنيّين المناهضين للخدمة باْزيائها المختلفة ! ونقول لهم بصدق واْمانة :إساْلوا مجرّب ولا تساْلوا حكيم! وتحيّاتي لرمزي حكيم وبقيّة الوطنيّين الشّرفاء لدى الإخوة المسيحيّين الكرام ! وتاريخهم الحافل في طليعة النّضال العربي ، وإرساء دعائم حضارتنا العربيّة الاْصيلة على مرّ العصور. ,

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com