حدّدَتْ معي موعداً مسبقاً هي ورفيقتها،حافظتا على الموعد،قدّمتا نفسيهما باْدب :
-اْنا عنات من كريات طبعون ، ورفيقتي تصبية من مجدال هعيمك !
-قلتُ : اْنتِ من بلدة الشّيخ اْبريق ورفيقتك من المجيدل !
استغربتا ، كاْنّني اْتكلّم اليهما بلغة سنسكريتيّة ،معاذ الله !

بدا الوجوم واكفهرار وجهيهما تلبّداً بغيوم كثيفة ! صمتٌ مطبقٌ للحظات ،شعرتُ اْنّهما لم تستوعبا ما قلتُ ،هدّاْت من روعهما:بلدتاكما مقامتان على اْنقاض بلدتين عربيّتين مُهَجَّرَتَين،آثارهما ما زالتْ قائمة ،فعدا عن الصّبر والتّين والزّيتون والسّمّاق ،هناك ضريح الشّيخ اْبريق ،قريب من النّصب التّذكاري ل ِ الحارس الكسندر زايد الذي قُتِل عام 1938 .... وفي بلدة المجيدل ما زالت الكنائس تشمخ بعنفوان،دون ذلّ وهوان ، رغم التّهجير والتّشريد،ناهيك عن الاقتلاع وحرمان الاْهل الحقيقيين من اْداء الشّعائر الدّينيّة،وبعضهم قاب قوسين لاجئين في بلدة يافة النّاصرة ومدينة النّاصرة.

-قالت عنات:ما جئناك لسماع محاضرة تاريخيّة! اْنّما قصدناك بناءً على توصية من اْحدى معارفكَ ،لتحدّثنا عن حلف الدّم بين اليهود والدّروز في هذه الدّيار!

-قاطعتها باْدب :هذا ليس حلف دم ! بل حلف مصادرة : اْرض ،هويّة عربيّة،انتماء ،انتهاك حرمة مقدّسات ،تهجير وتشريد /ترانسفير ! كما خطّط لذلك آبا حوشي قبل وبعد قيام الدّولة ،عودا الى المصادر العبريّة بالذّات ،لتتاْكّدا من صحة اْقوالي !

-اْيّة مصادر تتحدّث عنها ،نحن شعب الكتاب ،ولدينا اطلآع على مختلف المطبوعات ،وآخر ثمرات المطابع!

-حسناً ! حسناً! ما دمتما من شعب الكتاب ،فمن منحكم هذا اللقب العظيم ؟
-نحن منحنا اْنفسنا ، ولسنا بحاجة الى منح من الآخرين!
-بل اْنتما على خطاْ فادح ،كلامكما غيبي،سلفي ، ارتجالي وطائش معاً ،من منحكم هذا اللقب هو القرآن الكريم ،الذي اْنزل في شهر رمضان المبارك هُدىًللعالمين ، والمقصود بشعب الكتاب :اْصحاب العهدين :القديم والحديث ،اْي التّوراة والاْنجيل ، اليهود والمسيحيين معاً! زاد الاستغراب والوجوم اْكثر واْكثر!

وضعتُ اْمامهما كتابَي:طبق نحاس لِ : َرجُل رِجْل المخابرات السّابق شمعون اْفيفي ،والعرب الصّالحون لِ : هليل كوهين ،من غوش اْيمونيم /غُلاة المستوطنين المتشدّدين الذين زرعوا ومازالوا يعيثون فساداً وخراباً في المناطق المُحتلّة ،تاب هليل وتراجع من كثرة البطش ، السّلب والنّهب ،كما اعترف في مقدّمة كتابه ،،ثمّ قدّمتُ لهما ملحق جريدة :هآرتس :القضاء/ آذار 2005 ،دراسة عن تجنيد الدّروز للجيش الاْسرائيلي ،كتبها الباحث : ليئاب اْورجاد،بناءً على اْرشيفات الدّولة ،مقتبساً الهدف الذي وضعه قادة هذه الدّولة وقبل قيامها :الهدف من تجنيد الدروز هو سلخهم عن اْبناء شعبهم العربي ،خلق قوميّة درزيّة ،طعن الاْمّة العربيّة بظهرها عن طريق وبواسطة تجنيد الدّروز ، وزعزعة اْنظمة الحكم في سورية ولبنان ،حيث يتواجد الدّروز ، وتجنيدهم للمخابرات الاْسرائيليّة!! هكذا بكلّ وقاحة وقلّة اْدب معهودتين من قادة اسرائيل العنصريين سابقاً ولاحقاً !

ذُهِلَتْ المراْتان جدا ! وقالتا معا:لم نسمع عن الكتابين ، ولم نطّلع على ملحق الجريدة المُغْرِضة !
-اذن انتما لستما من شعب الكتاب ،ولا تعرفان ما يدور حولكما ،لا من قريب ولا من بعيد !
قالت عنات :يبدو اْنّنا اْخطاْنا العنوان المطلوب ،والحقّ علينا لاْنّنا زرناكَ!! واْْتَمّتْ النُقِل بالزّعرور ، حين تفوّهتْ بطيش : اْنّ وسطكم الدّرزي يحظى بامتيازات خاصّة ومميّزة واْفضليّة ، لا يحظى بها الوسط اليهودي !
-قلت لها برباطة جاْش : لا عليكِ،اْنا لم اْرسل لكِ رسالة ،مْحَرْوَقَة،ع َ الاْربع زوايا قائلاً :اْن كان راسِك بالحنّة ما ينشف غير عنّا! ،الّلي جِبْتيهْ مْغَطّى خُذيه ْ مْكَشّف !

قاصرتان مُضَلَّلَتان

متطوّعتان عربيّتان /شِبْهُ قاصرتين /مراهقتين/ ،تجنّدتا طوعاً في جيش الاحتلال الاسرائيلي،نصراويّة وَجِشّيّة ،جريدة مع الحدث 26/7/2013 ،عن فحوى البلاهة ، التّفاهة نثر السّم الزّعاف ،كلام المراهقات ،الحقد والطّيش ، لن اْتكلّم ،لاْنّ ذلك لا يستاْهل التّعليق اْبداً ،بل اْكتفي بجملة تافهة ردّدتها احداهماا ،كما يردّدها اْسيادهما بكلّ صلف وجلف : وعليه اْقول لكل انسان عربي مسلم درزي مسيحي ويدعم الفلسطينيّين :اْرحلْ الى دولة اْخرى تحترمك .....!

هيك خَبْط لَزْق! تنازلتْ عن الاْصالة ، العراقة الشّمم والاْباء العربي ،لتُزايد وتراوغ على كافّة الانعزاليّين مُتَبَنِّي القوميّة الدّرزية المهجّنة في سُلطة تطوير الوسائل القتاليّة الاْسرائيليّة واْتون العنصريّة المحلّي !

حُكْمٌ نَتِنٌ زِيادة

قرار الحُكْم باْدانة ستّة من الشّباب الشّفاعمريّين المغاوير،في مقتل المجرم نتان زادة ،يدلّ على اْنّ بعض الحكّام/ القُضاة/ في ديارنا يكيلون بمكيالين ،متجاهلين الخلفيّة ،الدّوافع ،الاْسباب والحيثيّات معاً،يعني في مفهوم قرار الحُكم ،كان لزاماً على الشّباب المُتَّهَمين :اْن يتركوا القاتل يزرع الموت في الباص ، يصول ويجول لحصد الاْرواح البريئة،كي يشفي غليله ،وغليل كافّة المُتَعَطّشين للدماء العربيّة الزّكيّة ، ومن ثمّ كان من واجب الشّفاعمريّة جميعاً اْن يقيموا وليمة كُبرى على شرف السّفّاح ،بشرط اْن يكون الطّعام حلالاً زلالاً/ كَشير لَمْهَدْرين ،وتحت رقابة الكاهنين الاْكبرين الاْشكنازي /الفوزفوز والسّفارادي / الشَخْشَخ ، طبقاً للتاْطير الاْسرائيلي .

حصد اْربعة اْرواح عربيّة بريئة ، في وضح النّهار ، هذا شيئ عابر ، لا يدعو للتّصدّي للقاتل المُجرم !
هذا القرار الجائر هو وصمة عار في جبين القضاء الاْسرائيلي الذي يتشدّونق ليل نهار بنزاهته وعدالته ، الحكي ما فيه عليه جُمْرُكْ ،لو كان الوضع مغايراً المعتدي عربيّ ، والمعتدى عليه يهوديّاً، لاختلفتْ الاْمور ووجه العدالة التي تغيب وتحضر ، طبقاً لهويّة المتّهَم والمُتّهِم !
المدّعية العامّة في محكمة الاْخوين : ياسر ومجدي خطيب /بيت جن ، المُتّهمان ببنا دون ترخيص ، قالت لمحاميهما :تَوَقَّع منا في المحاكمات القادمة اْن نطالب بشنق المخالفين علناً في ساحة المحكمة ! تهديد اْرعن ، حتى لو كان زلّة لسان لنيابة طائشة ، عنصريّة وحقودة !

نحن لسنا غرباء في وطننا ،نحن الحصى والحجارة والدّعامة ،نحترم الدّيانات والكتب السّماويّة الثّلاثة ،وقد جاء في العهد القديم ،سِفْرُ الّلاوييّن، الاْصحاح التّاسع عشر،الآية 35 :لا ترتكبوا جوراً في القضاء ،لا في القياس ،ولا في الوزن ،ولا في الكيل ،ميزان حقّ ووزنات حقّ،وَاْيْفَةُ حقّ،وَهِيْنُ حقّ تكون لكم ، اْنا الرّبّ اْلهكم الذي اْخرجكم من اْرض مصر ...... !
يبدو اْنّ سمعان مش سامع ومش قاشع ، وصدق شاعرنا القائل :
معنى العدالة روح طار مبتعدً والّلفظُ جسم طواه النّاس في الكُتُب !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com