الشعب الفلسطيني يعي مآساة تتجدد كل يوم.

د. سلام فياض أنجز الكثير .. رغم كل شيء.

" المشكلة مع الدكتور سلام فياض أنه رجل براغماتي، علمي ، لا يملك خلفية سياسية كاملة حول الشعب الفلسطيني والتنظيمات التي تقوده.

وأهم الثغرات أنه لا يدرك أن للمواقف السياسية التي توحد الجهد الوطني ثمن يتعارض مع سياستة المالية الصارمة .

فاذا أخذنا كشف حساب الدكتور سلام فياض نجد أنه مدين دائما فيما يتصل بطلبات منظمات سياسية معظمها مخالف للقوانين أو القرارات أو مبادىء العدالة والحق والقضاء.

ونرى أن ينال في كشف الحساب هذا علامات متفوقة في السير قدما ( رغم كل العقبات التي زرعها الاحتلال، ورغم عدم وفاء الدول بالتزاماتها) لبناء مؤسسات تخدم الشعب الفلسطيني .

ولانصاف الحقيقة والحق نقول أن العقبات كان لها مصدر رئيسي هو الاحتلال الاسرائيلي الذي انتهج وما زال ينتهج سياسة تفتيت كل الجهود لبناء دولة فلسطين سواء بمصادرة الأرض أو قطع الاتصال والمواصلات بين منطقة وأخرى أو برفض السماح بانتشار مشاريع انتاجية في ميادين الزراعة والصناعة والطاقة والسياحة.

استباح الاحتلال السياحة وهي مصدر دخل أول في فلسطين . فلم تعد تشكل رافدا هاما من روافد الدخل الوطني العام لأن الاحتلال يحتكر السياحة في المناطق المحتلة ( بيت لحم _ القدس_ أريحا_ الخليل_ نابلس_ وغيرها).

واحتكر العدو الفنادق السياحية الخ ..

هذا مثل على تدمير الاحتلال لمصدر من مصادر الدخل الوطني العام.

أما الزراعة فحدث ولا حرج ابتداء من التمور التي تزور بإسم أريحا وصولا الى حق التصدير للخارج .

من يقوم بجولة في الأغوار من الشمال للجنوب يكتشف ملايين شجر البلح التي زرعت على أرض فلسطين مصادرة( اما حكومية أو خاصة) ، وتصدر تمورها للخارج باسعار عالية لدرجة أن دخل اسرائيل من تمورنا يكاد يصل الى البند الخامس في دخلهم السنوي( والمنتجات الزراعية الأخرى).

لكن اذا كان معلوما ما يفعله الاحتلال فان علينا أن نذكر أن الدكتور سلام فياض واجه ما كانت تقوم به دوائر معينة في السلطة. لدرجة أن أحدهم علق على ذلك بقوله: هنالك سلطات وليس سلطة واحدة وأبلغ مثال على دور هذه السلطة الأخرى هي قرار بعض الوزراء الجديد " ابقاء قرارات مجلس الوزراء السابق الذي كان يترأسه الدكتور سلام فياض . يقول المثل : اذا لم تستحي .."

ونحن نقول أن هذا المثل يجب أن يشطب وأن يستبدله الشعب الفلسطيني بمثل آخر ، يجب أن يصبح هو القول " ان لم تستحي .. سيعلمك الشعب الحياء".

الفساد يستشري ولكن ليس في الأطر العليا فقط .. بل أصبح مستشريا في أطر أدنى.

لن نطيل في وصف مأساتنا لأن ذلك أمر يتذوق مره المواطن كل يوم .

انما نريد أن نقول أن على جماهيرنا أن تتحرك ، سواء ضد الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا أو ضد الانزلاق نحو الاستسلام لمخططات العدو التي لن تعطي موافقتها على اقامة دولة فلسطينية. وستأخذ التنازل تلو الآخر حتى تهيمن على كامل أرض فلسطين ان لم ندافع عن أنفسنا وأرضنا.

أين فتح ؟
هل نامت لجنتها المركزية عن ثعالب تتكالب لشطب القضية الفلسطينية .. أين الجبهة الشعبية التي قاد أمينها العام الراحل جورج حبش تيارا قويا للدفاع عن حقوق شعبنا .

حماس مشغولة في سيناء وسوريا وأصبح الأقصى معرضا للتدمير والاغتصاب من مستوطنين مرضى عقليا وانسانيا لا ينتمون لحضارة بل للهمج.

نعود هنا للدكتور سلام فياض الذي نال احترام كل المخلصين والذين يحترمون البناء السليم : الشعب ينتظر طريقا ثالثا يدافع عن الحق الفلسطيني ويتصدى للاستيطان ويدافع عن الأقصى ويحارب الفساد وجنون العظمة واستسلام الذين هرموا ويصرون على أن تهرم قضاياهم مع هرهم.

الشعب يريد تجمعا ديمقراطيا يطيح بالفاسدين ويشق طريق المقاومة الشعبية للاحتلال والاستيطان. ولا احترام لدى أحد لمن يهن أو يسهل الهوان عليه .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com