تتميز كلية تال حاي بموقعها الجغرافي الخلاب، بين احضان الطبيعة في اقصى الشمال بين كريات شمونة والمطلة، وشهدت الكلية قفزة نوعية من الناحيتين التعليمية والبيئية، ففي السنوات الاخيرة تشهد الكلية ازديادا ملحوظا في نسبة الطلاب العرب الملتحقين بها ووصلت النسبة في نهاية العام المنصرم الى 14%، يشار الى ان المكتبة العامة في الكلية هي من اكبر المكتبات في كليات البلاد.
مراسل "بكرا" تجول في ارجاء الكلية واجرى العديد من اللقاءات مع ادارتها ومسؤوليها.. وما يميز هذه الكلية عن غيرها قضية التعايش السلمي بين طلابها العرب واليهود، وكذلك وجود عدد من رؤساء الاقسام العرب الامر الذي يؤكد هذا التعايش ويجذره.
تعليم شبه مجاني
مراسلنا التقى بالطالب محمد بدارنة من عرابة الذي انهى دراسته في الكلية بموضوع علم الحاسوب فقال:منذ السنة الدراسية الاولى في الكلية لمست الدعم الكامل من مركز السلام والديموقراطية الذي يقدم النصائح والدعم المعنوي للطلاب الجدد، والتحقت بقسم علم الحاسوب، لا اخفي انني واجهت بعض الصعوبات في سنتي الاولى وخاصة اللغة العبرية لانني لم اعتاد عليها قبل ذلك، لكن في السنة التالية تخطيت هذه المصاعب وقدمت طلبا للالتحاق بالعمل في شركة الهايتك"ميلونكس" القريبة من الكلية وبالفعل فقد اجتزت بنجاح عملية التأهيل وبدات العمل هناك، هذا الامر ساعدني كثيرا فقد قدمت لي الكلية منحة دراسية بمبلغ 15 الف شيكل ومثلها من الشركة، ما ساهم كثيرا في مسيرتي التعليمية، بالمقابل هذه المنحة مشروطة في التطوع والعمل في الشركة مدة 1000 ساعة وقد انهيتها منذ زمن،الان اعمل في الشركة كمهندس وأتقاضى راتبا محترما احسد عليه، وكانت لي عدة فرص عمل في شركات اخرى لكنني اثرت البقاء في هذه الشركة التي تتعامل مع الجميع عربا ويهودا كعائلة واحدة .
نشدد على لغة الحوار والتعايش
أما الدكتور مصطفى عباسي رئيس قسم متعدد المجالات فقال: نلحظ ارتفاعا ملحوظا للطلاب العرب في كلية تال حاي سنة بعد اخرى، بالرغم من بعد الكلية جغرافيا عن القرى والمدن العربية، أما بخصوص القسم متعدد المجالات، فهذا القسم من الاقسام التي تجذب اعدادا كبيرة من الطلاب لأنه يمكن الطلاب من الاختصاص بثلاث مجالات وهي:الاداب والعلوم الاجتماعية، البيئة والفلسفة، ومن خلال هذه المجالات يمكن للطالب ان يتخصص ويعمل فيما بعد بالتربية والتعليم واعمال الادارة والبلديات، وما يميز هذا القسم مستوى التعليم المرتفع، فلدينا طاقم مختصين بدرجة بروفيسور ومحاضرين كبار، واذا كان المقياس في المستوى التعليمي هو الكم من الابحاث فقسم متعدد المجالات يصدر كما كبيرا من الابحاث تفوق كل الكليات في البلاد، لذلك نلمس زيادة في اقبال الطلاب العرب على هذا القسم واهتمام كبير في مجال العلوم والمجتمع والادب.
اما حول سؤالك عن التمييز ان وجد اصلا بين الطلاب العرب واليهود فاقول:لم اشعر يوما ان هناك أي تمييز بين الطالب العربي واليهودي، فالكلية تقدم كل الدعم والتسهيلات الممكنة للطالب العربي واليهودي على حد سواء وخاصة في السنة الاولى ويرافق الطلاب مركز السلام والديموقراطية الذي يعمل ليل نهار من اجل خلق اجواء اجتماعية مثالية بين الجميع ،ونحن بدورنا نشدد على لغة الحوار والتعايش.
ندرس امكانية تشغيل خطوط حافلات لنقل الطلاب العرب من والى الكلية
أما مدير التسويق في الكلية امير ادري فقال:هناك أكثر من 19 موضوعا واختصاصا في الكلية، ومنهم لقب ثان، وتتميز الكلية بعدد من المواضيع الهامة وعلى راسها علم الحاسوب والتغذية ،وفي السنة القادمة سيصادق من قبل جهاز التعليم العالي على لقب ثان في علم الحاسوب.
وقال ادري: من جهتنا نتعامل مع الطلاب الجدد كما في العائلة الواحدة، ندعمهم ونرعاهم من خلال مركز السلام والديموقراطية وندعم الطلاب العرب وخاصة في التأقلم وتقوية اللغة العبرية لديهم.
أما بخصوص اقبال الطلاب العرب على الكلية فأضاف ادري:اليوم وصلت نسبة الطلاب العرب حوالي 15%،ونأمل زياتها اكثر في السنة القادمة،ونسعى لذلك بشتى الوسائل،وفي هذه المرحلة ندرس امكانية تشغيل حافلات بخطين لنقل الطلاب العرب من والى الكلية من اجل التسهيل عليهم وعدم المبيت خارجا وخاصة الفتيات.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق