القى الرئيس المصري، محمد مرسي خطابا بتاريخ 27 يونيو\ حزيران بمناسبة مرور عام على توليه الرئاسة. وقام الدكتور مرسي بعمل جردة حساب لانجازاته وانجازاته فقط خلال العام الماضي، دون ان يتوقف امام عثراته واخطائه، مع انه اورد في كلمتة امام الحضور واركان حكومته في قصر المؤتمرات وقوعه في اخطاء دون ان يتوقف امامها ولو لمرة واحدة! 

كان خطاب الرئيس الاخواني، خطاب تهديد ووعيد لقوى المعارضة السياسية والقضائية والاعلامية والثقافية وعلى الصعد المختلفة. مع ان قطاع من المراقبين، توقع ان يكون الخطاب أكثر مسؤولية وموضوعية تجاه ما يثار في الشارع المصري، وافترضوا ان يحمل (الخطاب) بعض التنازلات بهدف إطفاء او التخفيف من حالة السخط والغليان، التي يعيشها المواطنون المصريون.

جاء خطاب الدكتور مرسي كاشفا مجددا عن إفلاس سياسي واقتصادي وأمني واجتماعي وقضائي واعلامي، ومؤججا لحالة الاحتقان والانفجار في الشارع المصري. لان مرسي قام دون ان يرف له جفن، بتزوير الحقائق حين ادعى انجازات لم يحققها نظامه الاخواني، لان وقائع الحياة وجملة الازمات، التي تعيشها جمهورية مصر العربية في العناوين المذكورة آنفا تشير بشكل جلي لاغتراب النظام الاخواني عن مصالح وقضايا المواطنين ومصالح الشعب العليا.

ولم يكن حراك حركة "تمرد" التي جمعت تواقيع ما يقرب من عشرين مليون توقيع نتاج الصدفة أو لان العشرين مليونا لهم موقف شخصي من الرئيس مرسي، ولكن جاء موقفهم بعد تجربة عام كامل من الحكم تبين خلاله فشل وسقوط حكم المرشد، وتأكدوا لنه ليس اهلا للحكم، وكونه لا يملك القدرة على الحكم، لانه اسير سياسات مفروضة عليه من مكتب الارشاد في المقطم. وبالتالي لم يكن رفض الشارع المصري لحكم الاخوان مزاجيا او شخصيا او لان العشرين مليونا من ابناء الشعب المصري، وجزء كبير منهم صوت للمرسي نفسه، استيقظوا فجأة وغيروا رأيهم لان شكل مرسي لم يعجبهم.

مرسي لم يبقِ اعلامي ولا رجل قضاء ولا معارض دون توجيه الاتهام له، وتوعده بعواقب الامور إن لم يرتدع، بمعنى، ان الرئيس الاخواني وجه سهام حقده لكل المعارضين دون استثناء، وكل من ورد اسمه في الخطاب، الصق به تهمة، مستخدما ذلك كسيف على رقاب العباد من المسؤولين والمواطنين، حيث طالب الوزراء ومسؤولي الاجهزة بفصل كل مواطن يخرج للاحتجاج على حكمه، ملوحا بقبضة استبداد الحاكم ضد لقمة عيش اولئك المواطنين، وضاربا عرض الحائط بخيار ومبدأ حرية التعبير والراي والرأي الآخر.

كما ان الرئيس مرسي، الذي استمر خطابه زمنا قياسا قرابة الساعات الثلاث، لم يتوقف امام قضايا مصر العربية والافريقية، وتجاهل قضية مياه النيل، والانفلات الامني في سيناء، وادعى انه رصد اكثر من اربعة مليار جنيه لتطوير سيناء خلال ستة اشهر !؟ دون ان يوضح كيف سيستثمر تلك المليارات خلال الفترة القياسية المذكورة، كما لم يشر بشكل واضح وتفصيلي للمشروعات المنوي إنشاءها لتطوير حياة المواطنين في المحافظة المذكورة، فضلا عن انه يعلم ، او هكذا يفترض، ان اي مشروع يحتاج التخطيط له مدة لا تقل عن ستة اشهر قبل الشروع بتنفيذه.

مرسي المستقوي بجماعة الاخوان المسلمين وقوى بعض الاسلام السياسي المتواطئة مع مكتب الارشاد وبالمظاهرات، التي تستعرض بها في ميدان رابعة العدوية وغيرها من الميادين عشية الثلاثين من حزيران (يوم غد الاحد ) بهدف ترهيب القوى والمواطنين، نسي ان الشعب المصري ، الذي اسقط الرئيس مبارك قبل عامين ونصف قادر على إسقاطه، وسحب الشرعية من تحت اقدامه واقدام مكتب الارشاد، بعد ان خربوا مصر وادخلوها في متاهة الازمات والصراعات الطائفية والمذهبية، التي اودت قبل ايام قليلة في قرية ابو مسلم بقتل اربعة مواطنين مصريين لمجرد انهم ينتمون للطائفة الشيعية، وقبل ذلك هاجموا الكنيسة (الكاتدرائية الكبرى) القبطية في وضح النهار .. والحبل على الجرار. الشعب المصري العظيم المتسلح بارادة القوى الوطنية والقومية والليبرالية والجيش المصري العظيم والحضارة الفرعونية والعربية الاسلامية قادر على وأد الفتنة المرسية والاخوانية عموما. وكفيل برد الصاع صاعين لقوى التخريب المتأسلمة وخاصة جماعة الاخوان المسلمين، التي سقطت الى الابد في مستنقع اللعنة والجريمة ومعاداة مصالح الشعب المصري والامة العربية. وسيضع حدا لحكمهم وخطابهم الديني والسياسي الظلامي، ولعل الثلاثين من حزيران يكون يوما فاصلا في تاريخ مصر الثورة، حيث سيشكل إيذانا بالثورة الثالثة للانعتاق من حكم المرشد ومرسي وكل الظلاميين من الاسلام السياسي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com