سحقا لجدران السجن التي حرمتني من أن أقبلك حيا وميتا, تلك الكلمات التي نطق بها الأسير احمد السكني قبل أن يسقط مغشيا عليه من هول الصدمة التي أصابته عند تلقي نبأ وفاة نجله الذي ولد وهو في السجن ولم يراه إلا مرتين و لم يتمكن من أن يضمه إلى قليه الذي كان يخفق في كل مرة من المرتين يراه فيها .

بكت جدران السجن وزنازينه وأسلاكه, تلك الكلمات التي نطق بها الأسير الذي اعتقل منذ احد عشر عاما ومحكوم عليه بـ27 عام, ويحرمه السجان الظالم من رؤية محبيه وذويه, وأنا أقول للأسير البطل إن السماء والأرض اهتزت وليس فقط جدران السجن ولكن القلوب الحجر لم تهتز بعد .

الأسرى الفلسطينيين حكاية حزينة تروى في كل بيت فلسطيني, تحكي قصة فوارس من أبناء هذا الوطن مع ظالم جلاد تنكر إلى كل معاني الإنسانية وتجرد منها يحتجز أكثر من 8000 نفس, يعاملها بكل أوصاف العنصرية والتنكر للمواثيق الدولية والإنسانية والاتفاقات والقوانين وسط صمت مخجل ومهين إلى كل من يدعي الإنسانية والتحضر والمدنية في هذا العالم .

كواسرنا من الأسرى هم شباب عشقوا هذا الوطن وامنوا بعدالة قضيتهم وحق شعبهم بان يعيش بكرامة وحرية كباقي شعوب الأرض, فهم مارسوا حقهم الطبيعي والمشروع في مقاومة احتلال اغتصب أرضهم وحقهم في الحياة ولم يجرموا, فحقهم أن يعاملوا كأسرى حرب كفلت حقوقهم المواثيق والقوانين الدولية وان المجرم الفعلي هو من يتنكر لهذه الحقوق وعلى العالم ملا حقته ومحاكمته كمجرم حرب لما يرتكبه بحق الإنسانية من خطايا وفظائع فان حرمان الأسير من رؤية ذويه جريمة وان منع الأسير من العلاج جريمة وان ممارسة التجارب على أجساد الأسرى جريمة وان حرمان الأسير من العيش بمكان صحي وحرمانه من تناول طعام صحي جريمة وان ممارسة التعذيب للأسرى جريمة وانتزاع الاعترافات منهم بالألم جريمة واعتقالهم دون محاكمة جريمة وتتعدد الجرائم بحق الأسرى دون أن يحرك احد ساكن ...............

أيها العالم الظالم أسرانا بشر وكما اهتز العالم لأسير واحد كرم من قبل آسريه وعمل معاملة الأسير واسر من ميدان معركة بعتاده ولبسه العسكري, فليتحرك ضميركم اتجاه آلاف الأسرى ممن يتساقطون يوما بعد يوم في المعازل العنصرية التي يعزلون فيها عن العالم رغم أن معظمهم يتم اختطافهم على الحواجز ومن داخل بيوتهم .

أسرانا من المرضى والنساء والأطفال وممن يحرمون من العلاج ولا يدخلون المستشفيات إلا عند التأكد من أن علاجهم ميئوس منه ويكبلون بالأصفاد في اسرة المستشفيات وكأن أجسادهم الميتة بعد طول إهمال تقوى على الهروب ولا تعفى النساء التي تضع أطفالهن في المعتقلات فسحقا لضمير العالم الميت الذي لم يهتز لدمع هذا الوالد المكلوم .

شعبنا ليس لكم إلا انتم فأسرانا لن تحررها إلا سواعدنا ولن يتم ذلك إلا بتوحدنا ,عبرات هذا الوالد المكلوم يجب أن تكون شاخص ماثل أمام أعيننا لما يعانيه من ضحوا بحياتهم من اجلنا فلهم أمهات وزوجات وأطفال مثل أطفالنا يتمنون لقياهم وضمهم فلا تبخلوا عليهم بحراككم ومساندتكم لهم فان واجب تحرير الإنسان لا يقل عن واجب تحرير الأرض .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com