استيقظ القطاع على أصوات سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى أماكن الانفجارات, سلسلة من الاستهدافات والغارات الصهيونية جابت أرجاء القطاع, تبع ذلك إغلاق لكافة معابر غزة , كل ذلك لسبب واحد وهي صواريخ "الجكر" واعتذر لكل مقاوم شريف على اختيار التعبير , لكنها الحقيقة المرة التي تساوقت مع أهداف الاحتلال ليبرر ضرباته ويمارس حقارته في التضييق على شعبنا المقهور , لقد كان اطلاق الصواريخ بعد مقتل المجاهد "جندية "من سرايا القدس أثناء مشكلة طارئة مع الحكومة في غزة تطورت لحادث قتل لا يهمني تفاصيله بقدر ما يهمني حياة آلاف من أبناء الشعب في مشكلة يمكن احتواؤها من قبل التنظيمات الفلسطينية بحكمة وروية , ولكن الذي يحزنني كمواطن فلسطيني هو تغيير الغاية من وجود الصواريخ في غزة لتتحول بحسن ظني بالإخوة في سرايا القدس إلى صواريخ "جكر" بعدما كانت صواريخ تدك معاقل الكيان وتهدد وجوده .

لقد أخفق الإخوة في الجهاد في صولتهم بضرب الصورايخ على الكيان في هذا التوقيت بالذات , حيث لفت انتباهي في ذات الموضوع قول رجل مسن صباح اليوم قال لي حرفيا وأنقلها نقلا أمينا :" صواريخنا اللية قالت لليهود تقاتلنا مع بعض اضربوا معنا " وكأنها استعانة بالكافر على المسلم , لقد كان شعبنا ولا زال يفخر بصواريخ العزة التي مرغت أنف يهود في التراب في معركة الفرقان والسجيل بعدما ضربت العمق في الأراضي المحتلة وأرغمت نصف سكان الكيان النزول في الجحور والملاجئ , وقد كانت كتائب القسام وسرايا القدس رائدة في هذا العمل المقاوم الإبداعي والمزلزل , لتأتي بعد ذلك كبوة فارس من فرسان فصائل المقاومة ليطلق صواريخ "الجكر" على خلفية إشكالية كان يمكن للعقلاء انهاؤها لتبقى صواريخ المقاومة عفيفة طاهرة نظيفة كما عهدها شعبنا الفلسطيني وأمتنا التي رسمت أملاً للتحرير من خلال فصائل المقاومة الفلسطينية والتي تتبنى الفكر الإسلامي والاتجاه التحرري الوطني.

ومن هذا التقديم لا بد لصواريخ "الجكر" أن تتلف ولا يكون للنفس حظاً منها , فأيادي الموحدين التي ترفع في الصلاة تدعوا للمجاهدين أن يسدد الله رميهم وأن ينصرهم سيخالطها شوب مما كسبت أيدينا , ولعل المتأمل للصاروخ وهو يوصف به المتسرع أو المعاند أو العبثي أو حتى المغني يبين أن هناك خلل واضح في مسار توجيه الصاروخ الغير موفق لأنه صار بين عزف الغناء وعسف الأهواء , وكلنا أمل كشعب مسلم هدفه واحد ومصابه واحد يعيش في ظل احتلال مجرم يدبر الليل والنهار أن نحيد صواريخ "الجكر" عن بوصلة المقاومة وننضبط النفس ولعل الحادث طارئ لا يتكرر وهذا قول الآمل واترك الرد للفاعل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com