إن شماعة التمييز وعدم المساواة كانت وما زالت منفذا سهلا لنعلق عليه تقصيرنا، والحقيقة أن تعليق كل النتائج السلبية التي يحصلها المواطنون العرب في البلاد على شماعة التمييز هو قمة عدم المسؤولية، لكن بالمقابل انكار وجود التمييز هو قمة البعد عن الواقع.. والحقيقة تكمن بين الأمرين.

الذي لفت انتباهي كان يوم الخميس الماضي أثناء حفلة تخرجي وحصولي على الدكتوراه في الاقتصاد وادارة الأعمال من جامعة تل – أبيب أمرين اثنين؛ الأول أنه من بين ال 325 طالبا الذين قد حصلوا على شهادة الدكتوراه في مواضيع مختلفة من ضمنها موضوع الطب كانت نسبة النساء قد تخطت نسبة الرجال - 54% - وتعدى ذلك ليصل الى المواضيع الطبيعية التي اعتبرت نسبة النساء فيها ضئيلة حتى فترة قريبة!!
الأمر الثاني هو نسبة الطلاب العرب الذين حصلوا على الدكتوراه والتي لم تتعدى ال 3% من مجموع الخريجين (9 طلاب) ! لا أحد منهم في العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والهندسة.. وجلهم في موضوع التربية.. لكن أيضا نسبة النساء كانت أكثر من الرجال.

والسؤال المطروح هنا ما الذي أدى الى هذه النتيجة؟ أذكر هنا عددا من الأسباب؛ أولا، في مرحلة اللقب الأول والثاني الطلاب اليهود أكثر اجتهادا في الدراسة مما يخولهم لأن يحصلوا علامات أعلى في الدراسة ويؤهلهم ذلك لأن يكملوا للقب الدكتوراه. ثانيا، الطلاب اليهود يطالعون ويقرأون الكتب أكثر من الطلاب العرب، ومن يقرأ ويطالع يستطيع أن يكتب ويفكر بعمق وهذا يساعدهم كثيرا لإنجاز الدكتوراه. ثالثا، الطلاب اليهود لهم مصادر أكثر للمنح الدراسية من الطلاب العرب. رابعا، الطلاب العرب يتزوجون مبكرا الأمر الذي يصعب عليهم اكمال تعليمهم.. والأمر الأخير أن الطلاب اليهود لديهم قدرة أكبر على تحمل العيش في ظروف قاسية لاجتياز مرحلة الدكتوراه، فالزواج عندهم لا يحتم عليهم بناء بيت وعفش ووو... كما هي متطلبات الزواج في مجتمعنا حيث يمضي الشاب حياته في سداد ديون الزواج.

يذكر هنا أن هنالك نسبة كبيرة من الطلاب العرب الذي يسجلون للدكتوراه ولكن لا ينهونها.. السؤال المطروح: تمييز أم تقصير؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com