في الثاني من كانون الأول الحالي،الساعة الخامسة والربع صباحاً،خرجت الحاجة ثريا إكبارية من منزلها في حي "بلال" بالناصرة،في طريقها للصلاة في المسجد الأقصى المبارك في القدس.
في هذا الوقت،خرج سائق شاحنة من طراز "فولفو"،من منزله،وراح يقودها إلى الخلف،مسافة (300) متر حتى مطلع الشارع.ولم ينتبه سائق الشاحنة إلى الحاجة "ثريا"(83 عاماً) التي كانت تقف في وسط الطريق،بانتظار سيارة تنقلها إلى محطة الباصات- فدهسها حتى الموت.
وتبين من التحقيقات التي أجراها متطوعو جمعية "أور يروك" أن الشارع الذي كانت الشاحنة تسير فيه،هو "طريق بدون مخرج" ولا إمكانية لاستدارة في آخر الشارع.وعلى جانبي الطريق كانت سيارات متوقفة،والإسفلت متهالك،وكان موقع الحادث خالياً من أي رصيف.
وتبين من التحقيق أيضاً أن شاحنة "الفولفو" سارت إلى الخلف دون توجيه من أحد،كما ينصّ القانون،لكن أقارب السائق أدعو أن الشاحنة تطلق شارات إنذار صوتية لدى سيرها إلى الخلف.وبينت التحقيقات خللاً ونواقص في بنى الشارع،حيث لا يوجد رصيف والإسفلت تالف ومتهالك.
والمحققون في هذه الحادثة هم خريجي دورة "الكلية الإسرائيلية للأمن والتحقيقات"،وقد انضموا مؤخراً إلى جمعية "أور يروك كمتطوعين ناشطين.وقد أخذ المتطوعون على عاتقهم مسؤولية العثور على نواقص في احتياطات الأمان،والتحقيق في الحوادث الدامية القاسية،من أجل منع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وتتمحور جهود المتطوعين،وهم من سكان الشمال،في تحسين وتطوير احتياطات ووسائل الأمان في مناطق سكانهم،بغرض تهيئة بيئة آمنة للمجتمع الذي يعيشون فيه.
وفي هذا السياق،جاء من جمعية"أور يروك" أنه يتوجب على سلطات الدولة أن تستثمر الموارد لتحسين البنة التحتية في المجتمع العربي "فلو كان في الحي الذي وقع فيه الحادث موقف منظم تركن فيه الشاحنة فلا يضطر سائقها إلى إدخالها في شارع ضيق- فلربما كان من الممكن منع وقوع الحادث .ولو كانت هنالك أرصفة بسير أو يقف عليها المشاة وعابرو السبيل،فلربما كانت الحاجة ثريا لتنجو من الموت"!

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com