يوم واحد ويصدر رسميًا ألبوم "ندبك عالقمر" لفريق "دام" للراب العربي، حيث سيتم إطلاق الألبوم، ليلة  الخميس في ملهى "الـ بييت" بحيفا خلال حفل شبابي...
الألبوم مختلف بمضمونه، فقد سنحت لي الفرصة أن استمع إليه كاملاً قبيل صدوره الرسمي، وبعد أن استمعت للأغنيات أكثر من مرة قررت أن أكتب عن أبرز الأغنيات التي ستجدونها بحوزتكم عندما تقررون أن "تدبكوا" على القمر...

"بلاش نروح بداهية!"

الاغنية الأجمل في العمل، الذي استغرق تحضيره سنوات عديدة، هي برأيي "قوليلو بنت صفك" التي تشارك ابنة حيفا، منى حوّا، فريق "دام" غنائها، فالأغنية تعرض مشكلة اجتماعية أكبر من الموقف الذي تعرضه الأغنية حتى!

"قوليلو بنت صفك، بلاش نروح بداهية... مرّات مجتمعنا، بجبرنا نكذب!"...

هذا هو مطلع الأغنية التي تعرض فكرة الحرمان الاجتماعي الذي نفرضه على الفتاة بمجتمعنا مستغلين سلطة الأب أو الذكر لمنعها من أن تحب، وبما أنني عشقت أسلوب العرض الذكي والمغاير للمشكلة الإجتماعية هذه فقد كررت استماعي للأغنية عشرات المرات حتى حفظت معظم كلماتها فإنني كما الكثيرين أواجه مشكلة في أن أغني بالسرعة التي تفرضها علينا موسيقى الراب رغم انجذابي للعديد من الأعمال الغنائية المنتمية إليها، المهم، تبدو لنا هذه الأغنية بصبغتها الشبابية، الفكاهية والسريعة وكأنها، للوهلة الأولى، عادية، لكنك ان تعمقت بمفرداتها ستفهم فورًا أن "دام" يحملون في عملهم الجديد "فلسفة حياة وثقافة" أكثر منه "أغانٍ شبابية".

أغنية "عشق اليهودية" باللغة الإنجليزية و"دام" عرب!

الأغنية الثانية التي لا بد أن تلفتك ليس لأنها الأغنية الوحيدة في العمل التي تغنى باللغة الإنجليزية إنما لأن مضمونها، هي الأخرى، هو المختلف، وأسلوب غنائها ستحبه كمستمع لأنك ستشعر أنها تغنّى بتكنيك مختلف عن باقي أغنيات الألبوم، الأغنية هي:"أنا أحب يهودية"، حيث يبدأ تامر بالغناء بسرده أحداث الأغنية القصة حين التقى بالفتاة في أحد المصاعد وينقل لنا، كمستمعين، حالة إعجاب آخذة بالإشتعال بين شاب وفتاة التقيا في مصعد ولم يتحدثا بعد، لينقلنا بعدها رفقة محمود وسهيل (باقي أعضاء "دام") لحالة العنصرية التي املأ قلوب بعض الأشخاص بهذه الدولة حيث طردوا الحب وأسكنوا قلوبهم بالكراهية.
"أنا أحب يهودية" تعرض من خلال "محاولة" حب كل مظاهر العنصرية في البلاد وتقص أمامنا كل الإداعاءات والحجج التي يستخدمونها هم لكرهنا نحن، وباعتقادي فإن الأغنية جميلة، معبرة وموجعة!

من الوجع إلى الوجع..."لو أرجع بالزمن"!

ومن الوجع نبقى في الوجع لنتحدث عن "لو أرجع بالزمن" التي صورها هذا الفريق اللداوي المبدع مع المخرجة جاكي سلوم وإبن الفريق سهيل نفّار، لتخرج للجمهور بصورة كليب أذهل الآلاف من أبناء مجتمعنا عند عرضه للمرة الأولى، قبيل أسبوع واحد عبر موقع التواصل الإجتماعي "يوتيوب".
الأغنية، قبل أو بعد تصويرها، أغنية مذهلة، تناقش مشكلة القتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة، بمشاركة غنائية من أمل مرقس.
"لو أرجع بالزمن"... "كنت برسم، بعشق كنت بغني!" هذا ما غنته أمل مرقس بإبداع رافقته كلمات "دام" التي تسرد، خلال الأغنية، قصة فتاة قتلت بذنب العشق ولأنها رفضت الخنوع وقبول الزواج من ابن عمها الذي لم تكن تحبه..، قد يبدو لكم أن هذه الاغنية التي تعرض حالة من حالات عديدة باتت موجودة بمجتمعنا عملاً جميلاً يستحق التقدير، وهو بالفعل كذلك، لكنني عند استماعي للأغنية ومشاهدتي للكليب المصور، فكرت بأنه كم من المعيب لمجتمع يحيا في القرن الواحد والعشرين أن يسخر اموالاً لينتج أعمالاً غنائية كمحاولة منه لوقف العنف...!

لا يهمنا "عدد المشاهدات" إننا نريد التغيير...فهل سيكون؟

هذه الأغنية هي بالفعل أكثر من رائعة ومؤثرة وهي صفات أكدتها ردود الافعال الإيجابية التي حصدتها خلال أيام قليلة من النشر، لكن هنا يطرح السؤال، هل سعى "دام" لحصد الغعجاب والتقدير فقط من هذه الأغنية؟، أنا سأجيبكم، لا!، فقد أكد لي سهيل نفّار، خلال حديث جمعنا قبل أسبوع أنه وأعضاء "دام" وأمل مرقس لا يبحثون عن "عدد المشاهدات" أسفل الفيديو على موقع طيوتيوب" فهم موجعون فعلاً، مثلنا تمامًا ويأملون أن تحقق هذه الأغنية الصرخة ما يجب تحقيقه ليكون هناك تغييرًا اجتماعيًا نلمسه نحن في واقعنا الذي لم ننتبه، ربما، لمدى انعدام الأمان فيه...

كلمة أخيرة...

باختصار، ألبوم "ندبك عالقمر" يضم 11 أغنية رائعة، يناقش الأسر والحرية، الحب والوجع، الأمل والانطلاق بفلسفة لم نعهدها خلال استماعنا لاغنيات الراب التي لاقت رواجًا بيننا من قبل، وهنا لا بد من التأكيد على أن ابداع كل من تامر نفار، سهيل نفار ومحمود جريري يستحق فعلاً كل التقدير والاحترام لأنه عمل فني يُحترم يأتينا كهدية مفرحة بينما نقف على مشارف عام امتلأت أيامه بالوجع والعنف والويلات...
"دام"، احترامي لكم!

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com