غالبا ما تلطخ طوابق هذا المستشفى بالدماء، فهذا المكان هو الشاهد على ويلات الحرب الدامية، اذ انه يعج بالرجال والنساء والاطفال الذين جرحوا او قتلوا في المعارك المحتدمة بين النظام والمتمردين، الا انه في تلك الليلة تم تنظيف الدم من الارض وعوضا عن الصراخ والعويل كان هناك رقص وفرح، اذ انه تم طرح الحزن جانبا لبعض الساعات للاحتفال باثنين من موظفي المستشفى.

فوفق صحيفة كريستشن ساينس مونيتور ان زكريا منصور الحجي كان قد تعرف على بشرى منذ شهرين، وقبل اسبوعين عقدا خطبتهما واليوم سوف يتزوجان، لذا يوم السبت اجتمع الاطباء والممرضات ومجموعة من الموظفين في المستشفى للرقص احتفالا بزواج هذا الثنائي، وحلت الابتسامات مكان الحزن الذي كان يلف المستشفى.

وفي هذا السياق قال حسان مقسومة، موظف الاستقبال في المستشفى:" لا يمكننا ان ننسى آلامنا انما يجب ان نجد سعادتنا وسوف نظل نبحث عنها".

واشارت الصحيفة انه رغم ظل اصوات طلاقات النار التي تسمع في الخارج، الا انه في داخل المستشفى كان الجميع يحتفل ويختار وجبات من الكفتة والخبز والسلطة التي وضعت على البطانيات خارج غرفة العناية المركزة.

ومن ثم ظهر العروسان وسط التغاريد وفرحة الموظفين وبعض النكات التي اطلقت لتلطيف الجو.

واوضحت الصحيفة ان العريس وهو شاب نحيف طويل القامة يعمل كموظف اداري في المستشفى في حين ان بشرى وهي مهندسة بدأت بالعمل التطوعي في المستشفى منذ بدء الصراع السوري، هذا وقد طلب الاطباء من الصحافيين عدم ذكر اسم المستشفى لانها غالبا ما تستهدف من قبل قوات النظام.

وتنقل الصحيفة عن الطبيب عثمان الحج عثمان، قوله:" نحن نخلق الفرح من الكوارث"، واضاف:" اننا سنواصل حياتنا ولا شيء سيوقفنا لا بل سنحاول بناء مستقبل افضل لاولادنا".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com