هل سيكون "التعبير الكتابي" كابوسًا لطلاب البسيخومتري؟

منذ أكثر من عامين بدأ المركز القطري للإمتحانات والتقييم (في القدس) وهو المركز المسؤول عن كل ما يتعلق بإمتحان البسيخومتري بتهيئة نفوس الطلاب والتلميح بتغييرات في الإمتحان .

وبالفعل مع بداية هذا العام صرح المركز القطري بالتنسيق مع لجنة رؤساء الجامعات عن إجراء تغييرات في مبنى الإمتحان البسيخومتري والتي ستكون سارية المفعول ابتداءً من موعد أيلول الجاري.

ورغم أن التغييرات التي طرأت على مبنى الإمتحان كانت عديدة غير أن أرق الطلاب في هذه الفترة هو مهمة كتابة موضوع الإنشاء، حيث أنه وفي بداية الامتحان سيطلب من كل طالب أن يكتب موضوع مؤلف من 25-50 سطرا والزمن المخصص لذلك هو 30 دقيقة مع التشديد أن هنالك موضوعاً واحداً ولا توجد إمكانية للإختيار.

التغييرات الحاصلة على البسيخومتري باقتضاب!

المهمة الكتابية تشكل 25% من علامة القسم الكلامي في العلامة الكلية. الموضوع المطلوب عادة ً سيكون مختلفاً عن المواضيع التي عرفها الطلاب أيام المدرسة أو تلك التي كتبوها في إمتحانات البجروت، فهي بعيدة كل البعد عن سرد قصة أو وصف تجربة حياتية أو شيء معيّن من خلال استعمال الطالب لمصطلحات أدبية أو شعرية غنية. موضوع الإنشاء في البسيخومتري سيطلب بالأساس التعقيب على قضية معينة أو ظاهرة حياتية أو حتى مقولة معينة. على الطالب أن يكتب موضوعاً نظرياً مكتوباً بلغة ذات طابع علمي ,يحاول من خلاله أن يناقش القضية المطروحة ويغطي جميع الجوانب والزوايا التي يمكن أن تؤثر على حياتنا في هذه القضية.

أيضاً يتوجب على الطالب أن يعبر عن رأيه بالقضية المطروحة بالشكل الواضح وان يحاول ان يتوقع ما هي التأثيرات المستقبلية أو الحلول التي يمكن أن تكون للقضية المطروحة.

سيصلح الموضوع على يد مصلحان، كل واحد منهما سيعطي علامته للموضوع والعلامة النهائية ستكون المعدل بين العلامتين.
جدير بالذكر أن المصلح سيقوم بفحص لغة الطالب ومضمون الموضوع. من ناحية اللغة على الطالب أن يكتب موضوعاً واضحاً، مرتباً ومتسلسلاً حسب قواعد اللغة السليمة قدر المستطاع وان يحافظ على علامات الترقيم في اللغة العربية. أما من ناحية المضمون فسيفحص المصلح التسلسل الفكري السليم للطالب والى أي مدى كانت أفكار الطالب غنية، الموضوع شاملاً، والرأي صائباً ومتعلقاً بجوهر القضية، أي يريد المصلح طالباً ذا قدرة عالية على التفكير والتحليل.

5 دقائق إضافية للطلاب العرب...

وعند سؤالنا المحامية دعاء صفية، مسؤولة القسم العربي في المركز القطري للامتحانات والتقييم، حول مدى قدرة الطلاب العرب على تحقيق العلامة المرجوة من هذه المهمة ومدى تأثيرها على إقبال الطلاب على إجراء الإمتحان هذا العام، أكدت أنّ الطلاب العرب سيحصلون على خمس دقائق إضافية لمهمة الكتابة الجديدة في امتحان البسخيومتري، حيث سيحصل الممتحَنون باللغة العربية على 35 دقيقة لهذه المهمة، مقابل 30 دقيقة للممتحَنين باللغة العبرية، وذلك بسبب ثنائية اللغة (الفصحى والعامية).

التغييرات الحالية ستفيد طلابنا في الجامعات والمعاهد الاكاديمية...

وتابعت:"إنني لا أرى أن هذه الإضافة ستكون عاملاً يؤثر سلبًا على الطلبة الممتحنين هذا العام سواء خلال موعد أيلول، الذي تم قبيل أيام ولا نعرف بعد مسبة الطلاب الذين تغييبوا عن الإمتحان، أو خلال موعد كانون أول القريب، لكنني أشدد على ان المهمة الجديدة تعد أساسية لأنها تعمل بشكل مباشر على صقل وتطوير قدرات الطالب على الكتابة وتسهل اندماجه وتقديمه أفضل الأداء خلال دراسته الجامعية."

طلابنا رفضوا فكرة أن يكونوا "فئرانًا للتجارب" فقرروا التأجيل!

أما مدرب البسيخومتري والمدير التنفيذي لمعهد "انفينيتي"، سليم عون الله، فقد أخبرنا أن معهد "انفينيتي" بدأ العمل بالفعل على تدريس طرق كتابة موضوعات الإنشاء وسبل تطوير قدرات الطالب في التعبير الكتابي مشيرًا إلى أن العديد من الطلاب امتنعوا بالفعل عن تقديم الإمتحان في موعد أيلول لأنهم يرفضون ويخشون فكرة أن يكونوا أشبه بفئران للتجارب لذلك فضل العديد منهم الإنتظار والتأجيل حتى موعد كانون أول القريب لضمان الدراسة والتحضير من أجل تحقيق نتائج أفضل، وأضاف أن هذا التغيير يصب في مصلحة الطالب والنتائج الإيجابية له ستظهر بعد سنوات قليلة خاصة بعد أن يدخل الطلاب إلى المعاهد والجامعات سيكتشفون أنهم قد وضعوا حجر الأساس لبناء قدرات جيدة في التعبير الكتابي.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك