كيف يقضي طلاب رومانيا رمضان بعيدًا عن الأهل والأصحاب؟

يجمع شهر رمضان على مائدته، أفراد العائلة والأحباب، ويُقرب بينهم، ويتقاسم الصائمون في البيت سويةً مشقة الصوم، وخاصة أنه يحلُ علينا في أيام الصيف الحارة، بساعاته الطويلة والامتحانات الصيفية الخاصة بالطلاب الجامعيين، أو خلال فصل التعليم الصيفي، الذي يضطر الطالب فيه للدراسة والصوم، والابتعاد قليلاً عن الأجواء الرمضانية المعتادة عليهم في كل عام، والأصعب، أن يكون الطالب يدرس خارج البلاد، وخاصة الطلاب الدارسين في الدول الأوروبية، وبعيدًا عن البيت والأهل والأقارب، والأجواء الرمضانية، وخاصة جمعة العائلة حوّل مائدة السُفرة.

مراسلة موقع بُـكرا، تحدثت مع مجموعة من الطلاب الدارسين في الجمهورية الرومانية، الذين تحدثوا عن تجربتهم مع الصوم بعيدًا عن الأهل..

أحمد شرفي.. " رمضان مع الأهل له طعمه غير "...

يدرس الطالب أحمد شرفي من باقة الغربية، طب أسنان في جامعة رومانيا وهو في سنته الدراسية الخامسة، هذه ليست المرة الأولى التي يُمضي بها أحمد رمضان بعيدًا عن أهله، وعند سؤالنا له كيف يقضي رمضان بعيدًا عن أهله قال:

تفرض علينا الغُربة في قضاء شهر رمضان بعيدًا عن الأهل، وهذا الأمر صعب جدًا، لكن أحمد الله على وجود الأصدقاء الذين هُم بمثابة الأهل يعوضوا علينا هذه الغُربة، إذ تربطنا الوحدة والمحبة، ورمضان شهر الغفران والبركات، من الجميل أن نقضيه مع أهلنا، " ورمضان مع الأهل له طعمه غير.."

وقال أحمد أنه لا يتأثر بأصدقائه من غير الصائمين، فهو يحافظ على صومه، رغم غربته في التعليم والدراسة في بلد أوروبي منفتح، وهو مستمر في نمط العيش الذي تربى عليه، وأكد أنه من الممنوع أن يتأثر الشخص بالبيئة التي من حوله، ويجب أن يفتخر المرء بدينه وتقاليده أين ما كان.

وتابع؛ لا أعتقد أن هناك ثمة سبب يمنعني من الصوم، في حال كنت متواجدًا في رومانيا، أو حتى في البلاد، ربما هُناك فارق زمني ساعتين تقريبًا، لكنه ليس سببًا في عدم الصوم، لكن يبقى للإفطار في البيت طعم ونكهة أخرى، وخاصة أن الأجواء الرمضانية رائعة.

الامتحانات ليست عائقًا للصوم..

وأكد، لا اعتقد أن تزامن الامتحانات مع الصيام، يُشكل أي عائق أمام الطالب، رغم الحر الشديد وساعات الصوم الطويلة، في اعتقادي أن هذا الأمر عبارة عن حجة يستند عليها بعض الطلاب، وهذه الأسباب غير مقنعة لتكون سببًا للإفطار في رمضان.

وبدوره هنئ أحمد الصائمين بالشهر الفضيل، متمنيًا أن يعود علينا بأحسن حال، كما وتمنى النجاح لزملائه في الدراسة.

نور قاسم؛ رمضان يجمعنا في كل مكان وأين ما كُنا..

وبدورها هنأت الطالبة نور قاسم، من مدينة الناصرة، أهلها وزملائها بمناسبة حلول الشهر الكريم، متمنية أن يكون خيرًا على الجميع، وأن يعود علينا بأحسن حال، كما وتمنت النجاح لزملائها في الدراسة.

وتدرس نور طب عام في جامعة رومانيا وهي في سنتها الرابعة، وقالت؛ أن شهر رمضان يجمعنا في كل مكان، في البلاد والخارج، صحيح أن رمضان مع الأهل والعائلة له مذاقه وبهجته الخاصة، لكن قضاءه في خارج البلاد لها نكهة خاصة أيضًا، حيث يجتمع جميع الأصدقاء على سفرة واحدة، ودائمًا نحاول أن لا نشعر في الغربة، نحن دائمًا ملتئمون ومتكاتفون.

وتابعت؛ نحن الطلاب العرب الموجودين في البلاد، ننتظر دائمًا حلول الشهر الكريم، على أحر من الجمر، لأنه رمضان عبارة عن فرصة لنا، لنشعر أننا في البلاد، رغم صعوبة الصيام، في هذه الظروف، وعندما يأتي موعد الإفطار، نعيش اللحظة وننسى كل الوقت الذي مضى خلال اليوم.
وبالنسبة للصيام في رومانيا وصعوبته، قالت، كل شخص وظروفه، تختلف من طالب لآخر، ولكن إذا في مجال أن يعود الطالب لقضاء شهر رمضان في البلاد بين أهله وأقرباءه، تكون فرصة سعيدة بالنسبة له، لأن الأجواء في البلاد، من المؤكد أجمل.

أما بالنسبة للصيام خلال فترة الامتحانات، فالصيام صعب مع وبدون امتحانات، لأن تركيز المرء يكون في الكثير من الأحيان في الأكل والشُرب، ولكن لا يوجد أي سبب يمنع الطالب من الصيام في رمضان، إذا كان الطالب معني بالصوم، فهو قادر على تحدي هذه الصعوبة، وبإمكانه الصيام فترة الامتحانات أكيد.

أما الطالب ساجد عباس، من يافة الناصرة، وهو طالب سنة رابعة طب عام في رومانيا، لخص حديثه، قائلاً؛ أن الطلاب العرب يشكلون عائلة واحدة في الغربة، ويقضون رمضان سويةً، وخاصة عند الاجتماع على مائدة الإفطار، ومن الطبع أن هُنالك صعوبة في الصيام، لأن توقيت النهار في رومانيا طويل، إذ يمتد من الساعة الثالثة صباحًا وحتى الساعة التاسعة مساءً، ولهذا أفضل الصيَام في البلاد، برفقة العائلة، وخاصة أنه من الصعب التركيز والدراسة خلال فترة الصوم، بالإضافة إلى أن الصيام مع العائلة له طعم ونكهة خاصة.

وفي النهاية تمنى ساجد شهرًا كريمًا لجميع الصائمين، متمنيًا أن يعود علينا الشهر بأفضل حُلة، كما وتمنى النجاح لزملائه في الدراسة.