سؤال:

أنا طالب ثانوي بجيل 17 عاما. منذ صغري وأنا أميل لمهارات يدوية. أعيش حالة من المتعة عند ممارستي هواية التطريز والحياكة. أليست تلك هي الموهبة؟ لماذا يستهجن مجتمعنا ذلك. أمي ومنذ صغري شجعتني على تلك الموهبة ولكنها اليوم حين تراني أمسك بلوحة تطريز تختلق كل أنواع الأعذار لمنعي بأساليب سياسية. أما أبي فكثيرا ما يهددني بأن يمزق ويحرق لي كل ما أصنع. ماذا يحدث؟ أنا لا أفهم! أصبحت أشك بنفسي وبموهبتي. لماذا هذه المخاوف؟ هل لأنني فتى؟ وهل اقتصر فن التطريز والحياكة على جنس؟ أأنا شاذ؟

الجواب:

أنت فتى موهوب. الموهبة ليس لها هوية ولا جنسية. ولكن...

لماذا المعارضة؟

سبب صعوبة حالتك هي بأن أهلك يعيشون في مجتمع يصنف الأنثى بمجالات مهنية خاصة ومقتصرة عليها وهكذا الذكر. يطلق المجتمع العنان لاستنتاجات خاطئة تعتمد على معتقد، تعميمات أو أفكار مسبقة. الميكانيكيات، سياقة شاحنة، نجارة... هي من الأعمال المختصة بالذكور. التطريز والحياكة عمل يقتصر على النسوة. كل تغيير بهذا المجال يفتح بابا من المخاوف والمحظورات. في أحيان كثيرة يعتبرها المجتمع بأنها موهبة شاذة. فالتطريز والحياكة فن اقتصر في الماضي البعيد على الأنثى. هذا عدا عن أن أهلك يتوقعون منك مهنة تعليمية معينة تخص الذكور. هم يعارضون مبدأ التطريز والحياكة لأنها سوف تجتذبك إليها وتبعدك عما رسموه لك في مخيلتهم من آمال وتوقعات مهنية مستقبلية.

هل الحل هو بالمواجهة والمناكفة أم ماذا؟

المناكفة لا تبدد مخاوف أهلك من تلك الأفكار المسبقة. يحتاج أهلك لطمأنتهم. مهمتك هي الاعتراف لهم بأنك تتفهم مخاوفهم. بمرحلة متقدمة يلزم محاولة اقناعهم برقي موهبتك وبأنك منشغل بحاجة إيجابية ومفيدة وليس المواجهة السلبية.

من مهامك أن تجعلهم يروا بأن معظم الفنانين العالميين هم من الذكور. أن يشاهدوا المحطات الفضائية العالمية التي تبرز الفنان. أن يلاحظوا شهرة الفنانين العالميين وثرائهم وأن يعرفوا عن ارتفاع مقدار الجوائز النقدية التي يحرزونها سنويا.

اقتناعك بشغفك سوف يسهل عليك التمسك به وبتطويره إلى أبعد الحدود. أنصحك بأن لا تتردد وأن تثبت على التمسك بتلك الهواية النافعة والموهبة المفيدة. من المهم أن تتابع آخر الأبحاث التي تخص موهبتك في جميع مجالاتها وأن تهتم بالدراسات الخاصة وما يدور حولها من علوم متجددة. عليك أن تتبحر بموسوعاتها وتعمل على توسيع معلوماتك عنها. مواقع الانترنت بأنواعها تقدم لك معلومات جمة عنها.

هل الثبات يطمئن الأهل؟

بالنسبة لأهلك عليك أن تحاول دوما تفهم مخاوفهم وتقلباتهم العاطفية. لا لاستفزازهم. عليك مساعدتهم تجاوز تأثيرات أقاويل هنا وإشاعات هناك. من المهم جعلهم يفرحون بموهبتك النافعة التي لا تعمل على ضرر نفسك، ذهنك وجسدك.

كلما تطورت موهبتك كلما سهل عليك إقناع أهلك بما تبدع. يلزم طمأنتهم بأنك مشغول بهواية ممتعة ومفيدة. من واجبك أن تجعلهم يلاحظون بأنك تستغل وقت فراغك بعمل غير ضار بك وبصحتك.
وأخيرا من المهم التحلي بالصبر بالنسبة لموقف أهلك الرافض إلى أن يتوصلوا لاحترام موهبتك وتقديرها.

وأخيرا عليك ألا تنسى بأن مذاكرتك ونجاحك في مدرستك من العناصر الهامة للتوفيق بين موهبتك وبين رضى أهلك عليك.
_____________________________________________________________
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري"
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: elham@darelham.com
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com