الواقع ان الاهتمام بالطفولة ،أي رعايتها وتربيتها وتعليمها ،صار يمثل احد الرهانات الاساسية التي يضعه مجتمعنا في مستهل اهتماماته وانشغالاته، وذلك بفعل القناعة الذاتية ان الاستثمار في هذا المجال لا بد وأن يفضي الى نتائج مستقبلية هامة، ويوفر بالتالي على المجتمع مجهودات كبيرة وخاصة في محاربة افات الجهل والعنف المستشرية فيه، هذه الافات اضاءت في السنوات الاخيرة لدى العديد من الاهل" شعلة وهاجة " بالنسبة لاطفالهم ومستقبلهم ،فغالبية الابحاث التربوية تشير الى ان السنوات الخمس الاولى من عمر الانسان هي الاساس في صقل شخصيته، وهنا ياتي دور الرعاية والتربية في تشكيل ملامح شخصية الطفل المستقبلية .....مراسل "بكرا" لاحظ في الفترة الاخرة تزايد في الاقبال على الروضات الاسلامية ،فخرج في جولة ميدانية باحثا عن الاسباب، وتوجيه العديد من التساؤلات حول الموضوع واهم هذه التساؤلات ؟؟ ،هل هذا الاقبال يشكل عودة الى الدين والتراث والتقاليد ؟ وهل حالات العنف المستشرية في مجتمعنا ادت بالتالي الى العودة الى الدين والحاق اطفالهم في الروضات الاسلامية لزرع بذور القران في نفوسهم لحمايتهم مستقبلا ؟ اسئلة واستفسارات طرحها مراسلنا من خلال الجولة في الروضات الخاصة والعامة في الشاغور.

نقدم الخدمات المتاحة والمتوفرة للاطفال

عاطف منصور مسؤول الروضات التابعة للمجلس المحلي في مجد الكروم قال لمراسلنا: لدينا 13 روضة تابعة للسلطة المحلية ومن ضمنها روضتين علاجيتين واخرى للنطق، وعدد الطلاب في هذه الروضات حوالي 340 طفلا. روضات المجلس تتواجد في الحارات المختلفة من البلدة لتسهيل عملية وصول الطفل الى روضته مشيا على الاقدام ، والاطفال يتعلمون في الروضات دون مقابل ونعمل على تقديم الخدمات المتاحة والموفرة.

غالبية اهالي الاطفال ليسوا "من المقربين للدين"

بدوره قال رؤوف حمود مدير جمعية النور الاسلامية : انشئنا روضات النور الاسلامية قبل سبع سنوات وحزنا على ثقة الاهالي من خلال هذه السنوات، لدينا ثلاث روضات وصف بستان والعدد الاجمالي حوالي 130 طفلا. ما يميز روضاتنا جغرافيا انها رحبة وكذلك ساحات اللهو واللعب واسعة، اما البرامج والفعاليات التي نقدمها لاطفالنا فهي متنوعة وجزء منها ديني، لسنا كباقي الروضات في البلدة فلدينا اطفال من جميع الاحياء ونقوم باصطحاب الاطفال في حافلة من والى الروضة.

وتابع حمود: اكثرية اهالي الاطفال ليسوا "من المقربين للدين" بالمعنى التقليدي، واقبال هؤلاء الاهالي على روضاتنا بازدياد ينم عن سبب هام وهو العقيدة والجذور التي نرسخها في نفوس الاطفال. لا اعتقد ان احدا يكره الدين حتى وان كان "علمانيا" ،فمجتمعنا مجتمع محافظ بغالبيته .

وأضاف: بالإضافة إلى التربية على العقيدة وتعاليم القرآن لدينا برامج متنوعة للاطفال وخاصة في المهارات التفكيرية في اللغة العربية والحساب ،يمكنني القول ان عدد لا بأس به من الاطفال يحفظ عن ظهر قلب سور عديدة من جزء عم وكذلك يحسن التفكير رياضيا ،هذا لم يأتي من عبث فلدينا مرشدات مبدعات ويقمن على رعاية الاطفال على احسن وجه.

روضة الزهور اثبتت جدارتها

أما هدى سبع مرشدة روضة الزهور التابعة للمجلس المحلي فقالت:ن حن نرعى الاطفال بشكل ممتاز ،وروضة الزهور اثبتت جدارتها منذ سنوات ،النتائج تدل على ان روضتنا هي احدى روضات المجلي الناجحة والمميزة ،ولذلك في كل بداية موسم دراسي يتهافت علينا العديد من الاهالي لالحاق اطفالهم بروضتنا

روضات دار الاحلام تمتاز برقابة صارمة من وزارة المعارف

بدوره قال حازم حسين مدير روضات دار الاحلام الخاصة: يتم تسجيل الاطفال للروضات بناء على علاقات اجتماعية وشخصية ،وليس كما يشاع بناء على مستوى الروضات من ناحية تربوية. روضات دار الاحلام تقدم جميع الخدمات لاطفالها من الناحية التعليمية – التربوية وبشكل مهني متفوق ،وتمتاز برقابة صارمة من قبل وزارة المعارف .

وقد التقى مراسلنا بوالد طفل من روضة النور الاسلامية فقال :للاسف الشديد بتنا نعيش في مجتمع عنيف ،وزمن يكتنفه الوهن ،ومع انني لست من رواد المساجد فقد اثرت على تسجيل اطفالي بالروضات الاسلامية ،لأنني على قناعة ان حب القران في نفوسهم بمثابة نور في الارض يتحرك وسط الظلام الاخلاقي الذي يسود مجتمعنا .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com