"تاكسي المدينة" هي سلسلة افلام وثائقية جديدة تتألف من 13 فيلمًا وثائقيا يعكسون طبيعة الحياة من زوايا خاصة لثلاثة عشر عاصمة عربية وطهران، المخرج الفلسطيني بلال يوسف انهى في الايام الاخيرة عمله على الفيلم الوثائقي "تاكسي المدينة- القدس" والذي سيعرض يوم السبت القريب 17-3 في قاعة المركز الثقافي في مدينة الناصرة محمود درويش كعرض احتفالي.

يتناول فيلم "تاكسي المدينة" قصة مدينة القدس وما تعيشه من صراعات عبر خمسة من سائقي التاكسي المقدسيين، هم شيد رشق، عبد الرحيم القاق، باسم إدريس، صلاح نجيب، ومحمد اللو. الذين يجسدوا جزء حقيقي من نسيج الحياة المقدسية المعقد وتناقضاتها، نرى القدس بعيونهم وفي عيونهم..ليطلعونا بجولاتهم من وراء مقود التاكسي على قصصهم المشوقة، الساخرة، المؤلمة، المبكية والمضحكة.

وعلى غرار جولة التاكسي بين قديم القدس وحديثها... يأخذنا السائق باسم في حواره مع الراكب الإسرائيلي في جولة أخرى تبدو بلا هدف.. حوار أقرب إلى الجدال العقيم والمفرغ بينهما.. يختزل الصراع الأزلي والوجودي الذي تعيشه المدينة، كتشبيه وإسقاط موح للحالة الفلسطينية المتجمدة، يدور بهما التاكسي وكأنه يسافر إلى لا مكان.

يوسف: الفيلم يعكس بهاء القدس وبؤسها

المخرج الفلسطيني بلال يوسف قال في حديث خاص لموقع "بكرا" تاكسي المدينة هو حالة تأملية بهؤلاء الناس (السائقين) الذين يقلوننا في سياراتهم دون أن نلمحهم أحيانا أو نسمع صوتهم، ان الفيلم يظهر القدس بكامل بهائها وبؤسها في آن واحد، حيث تحتل الألوان التي تبدو بها المدينة رصيدا وافرا لتعكس جمالها وزهائها ، على عكس السواد الذي يكحل المدينة الجميلة والباكية ، فالغربان في السماء وعلى أسطح المنازل كما (الحريديم) المنتشرين في كل زاوية ومعبد وشارع بأرجاء المدينة ، تلك المدينة السعيدة التعيسة ، الملونة والباهتة. فالفيلم هو تجسيد للشعور الذي ينتاب كل واحد منا عند دخوله مدينة القدس ، الكراهية والمحبة أو الحب الكاره ، هي القدس بكل ما تحمل من تناقضات وصراعات في كل خطوةٍ تخطوها ، في كل نظرة تلقيها في ارجائها وشوارعها".

التاكسي والسينما..


عبر تاريخ السينما العربية و العالمية قدمت شخصية سائق التاكسي في العديد من الأفلام لأسباب عديدة منها أن مهنة سائق التاكسي هي جزء من صورة الحضارة المدنية الحديثة التي يعيش فيها البشر عبر شوارع واسعة ومسافات بعيدة ومتناثرة مما يستدعى وجود وسيلة مواصلات مثل التاكسي، ثانيا تلك الحالة الديناميكية التي تولدها حركة التاكسي خلال الشوارع وتواتر عشرات البشر يوميا على مقعده الخلفي كل منهم قادم من جهة ذاهب إلى مكان، ثالثا تلك الدرامية التي تتسم بها شخصية سائق التاكسي الذي يتعامل مع كل هؤلاء البشر العابرين وذلك التواصل العابر ايضا معهم او تلك الحوارات التي يسمعها منهم سواء كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض او في هواتفهم النقالة، رابعا الحالة البصرية التي تولدها مراقبة وجوه الجالسين في التاكسي عبر مرآة السائق سواء كانوا يتحدثون له أو يسرحون في ملكوتهم الخاص او يتحدثون مع بعضهم، خامسا يتيح التاكسي كمكان متحرك ذو طبيعة خاصة التعامل مع العديد من الشخصيات بشكل بانورامي خاصة في الأفلام التي تتحدث عن المدن أو نفوس البشر أو المشاكل الأجتماعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com