مسرح الكرمة يقضي "الليلة الأخيرة" في ضيافة مجلس الجديّدة-المكر

بمناسبة يوم المرأة وعيد الام  مسرح الكرمة يقضي "الليلة الأخيرة" في ضيافة مجلس الجديّدة- المكر

بادر المجلس المحلي في بلدتيّ الجديّدة والمكر، وفي خطوة طلائعية، إلى تنظيم سلسلة من الفعاليات الجماهيرية الخاصة بمناسبتي يوم المرأة وعيد الام. وضمن هذه الفعاليات تنظيم أمسية ثقافية مسرحية، حيث وجهت الدعوة لمسرح الكرمة لتقديم عرض خاص لاحدى انتاجاته الحديثة وهي مسرحية "الليلة الاخيرة" للكاتب والناقد المسرحي السوري المعروف فرحان بلبل واخرجها المدير الفني لمسرح الكرمة ايلي ممان. ويشارك فيها الفنانات والفنانون: لبنى بقاعي وميساء خميس- عموري وخالد عوّاد وسعيد سلامة وميلاد مطر وأسامة مصري. أما الموسيقي فهي للفنان ريمون حداد والديكور والالملابس فمن تصميم ساجيت غولدا.

تحكي مسرحية "الليلة الاخيرة" قصة آخر ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، من خلال إبراز دورٍ للمرأةُ - شهرزاد- تكون هي الغالبة فيه. وقد جعل الكاتب شهرزاد تبادر إلى مغامرة دخول قصر شهريار لتخليص النساء من الموت، فتأتي إلى القصر، وتخفي أنها ابنة الوزير، وبعد ذلك تمارس سحر الحكاية والفن والدهاء في ترويض هذا الملك- الرجل، وتوظّف الفن ليضيء القضايا الراهنة ولكن في علاقات خارجية مع أعداء البلاد، وتنقذ شهريار من خنجر غادر حملته ابنة عدوه.

ويسوق الكاتب المصادفة ليعيد شهريار إلى غضبه وطبيعته الطاغية ويؤكّد خطأه القديم وظلمه للنساء، فهو يذهل عندما يرى شهرزاد تعانق الوزير، فيهمّ بالسيف ليقطع الرأسين والخطيئة، فتفاجئه الحقيقة بأن الوزير هو أبوها!، هنا تفتح شهرزاد الصفحة القديمة وتواجهه بجريمته، فقد قتل زوجته نور العيون تهوّرًا قبل أن يعلم أن الرجل الذي كان معها هو أخوها القادم من سفره الطويل، فيعترف هذا المستبدّ، ويندم، ويطلب المغفرة منها!!

تحمل المسرحية إدانة واضحة للرجل وطلباً لعقوبة توازي ما اقترفه في حقّ المرأة. ويركز الكاتب على شهرزاد باعتبارها شخصيّة متميزة مبادرة واسعةَ المعرفة والخبرة تقتحم الخطر، وتعرف الخطط الحربية ودسائس الملوك، وتواجه المفاوضين، ثم نجد الكاتب يطلق يد المرأة في حكم قاطع تعاقب شهريار على ما اقترفت يداه في حقّ النساء، ويقوم جدار بينها وبينه، وتبرهن على صفحة إيجابية للمرأة وإخفاق لا يصلحه الدهر للرجل- شهريار.

ويأتي إنتاج هذه المسرحية الموجهة للكبار تأكيدا من قبل مسرح الكرمة على تنويع انتاجاته وتوسيع دوائر جمهوره، بصفته أعرق المسارح العربية في البلاد. ويعتبر العرض في الجديّدة المكر هو الاول بعد العرض الاحتفالي وحيث ستنطلق بسلسلة عروض بالتعون مع مؤسسات ثقافية ومراكز جماهيرية وغيرها، وضمن ذلك عروض في بيت المسرح في حيفا سيعلن عنها لاحقا.