ليستميحنا الأخوة الأعزاء  الذين عملوا بجهدٍ كبير على تحضير المؤتمر عذرًا، فقد تميّز المؤتمر بالكثير من المعطيات والمفاهيم التي يمكن الاستفادة منها بصورة كبيرة جدًا، إلا أننا نأخذ عليهم عدم الالتفات الى اللغة العربية، لغة الأم لشريحة المواطنين العرب، الذي يعانون قبل غيرهم من وضعٍ صحي صعب، واللغة العربية هي اللغة الثانية المحكية في البلاد، والأنكى من ذلك أنه تمّ عدة مرات ترجمة الدعوة وقائمة المشاركين إلى اللغة الانجليزية أيضًا.

فللمرة الرابعة على التوالي يُعقد مؤتمر صحة سكان العرب على محور الزمن، دون اللغة العربية، إذ تمّ تجاهل اللغة وإبعادها من أجندته!

إذ شمل التهميش " الدعوة الخاصة بالمؤتمر، المرفق بها أسماء الأطباء المشاركين فيه " المحاضرات وجلسات النقاش وتلخيصه".

وجدير بالذكر أن إسم المؤتمر هو الشيء الوحيد الذي لم يُستثنَ من تذكير الحضور أنّ المؤتمر مخصص أولاً وقبل كل شيء لشريحة المواطنين العرب، التي تُعاني من أوضاعٍ صحية صعبة، وتحيا في ظل تمييزٍ وفوارق واضحة وشاسعة مقارنة بالشريحة اليهودية.

ومن المعروف أن المصطلحات الطبية المتداولة بين الأطباء هي باللغة الإنجليزية والعبرية، لكن هذا الأمر لا ينفي حضورها وتواجدها، واستخدامها خلال المؤتمر مع وجود التقنيات المتعلقة بالترجمة الفورية التي تستخدم في العديد من المؤتمرات المختلطة.

د. بشارة بشارات: السؤال في مكانه.. لكن نفضل أن تكون لغة المؤتمر لغة يفهمها الجميع!

وفي هذا السياق توجهت مراسلة موقع بكرا، لرئيس المؤتمر د. بشارة بشارات للحصول منه على تعقيب منه فقال: " من الواضح أن السؤال في مكانه، لكن بما أنه هناك العديد من الزملاء المشاركين في المؤتمر من المجتمع اليهودي وجزء منهم يعمل في المؤسسات الرئيسية في الحكومة، وهم غير متحدثين باللغة العربية ولا يفهمونها، فنضطر لإستخدام لغة معروفة للجميع، ولكن " انشاء الله، خلال المؤتمرات القادمة على أقل سوف نحاول أن يكون تلخيص المؤتمر باللغة العربية والعبرية"..

وعن سؤالنا له، هل هذا يعني أن المؤتمر الخامس سوف يرفق خلاله دعوة باللغة العربية قال: " تعقيباً على سؤالنا ممكن على الأقل الدعوات وملخص المحاضرات والجلسات يكون باللغة العربية والعبرية، ولكن نفضل دائماً أن تكون لغة المؤتمر لغة يفهمها الجميع؟! الهدف في نهاية الأمر هو تطوير الصحة، اللغة مهمة لكنها ليست الأهم في هذا المؤتمر

ويعتبر المؤتمر الرابع استمرارية للمؤتمرات التي سبقته، وكذلك الأمر المؤتمر الخامس والسادس...، لكن هل سيُعقد المؤتمر الخامس أيضاً مع تهميش اللغة العربية، صحيح أن المؤتمر في الدرجة الأولى موجه لفئة الأطباء، لكن هنالك الكثير من جمهور المواطنين، يحب الاطلاع على المستجدات والتطورات الطبية، وخاصة العاملين في وسائل الإعلام العربية والصحافة.

ويبقى السؤال: " كيف سنضع صحة المجتمع العربي على الأجندة الطبية، ونحن نُعيق إيصال آخر المعطيات والمستجدات للجمهور باللغة العبرية التي ستصله من خلال وسائل الإعلام العربية؟!


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com