عُقد صباح اليوم الثلاثاء 14.6.2011، في القاعة المُدرجة ( الأودوتوريوم) بمستشفى الناصرة الإنجليزي، المؤتمر الثاني حول موضوع "الحمل سليم في العائلة السليمة"، الذي يتحدث عن الاكتئاب عند المرأة خلال الحمل وبعده.

افتَتَح المؤتمر مدير المستشفى د. بشارة بشارات، الذي رحب بالحضور بمشاركة د. شهاب شهاب- طبيب مكتب الصحة اللوائي في عكا، ود. عبلة دراوشة- أخصائية في طب الأطفال ومديرة عيادة كلاليت (ج) الناصرة.

وقد قال يقول د. بشارات: "يتحدث المؤتمر عن موضوع الحمل السليم في العائلة السليمة، والحياة السليمة، هو موضوع منتشر، لكننا كثيرا ما نتجاهل العوامل النفسية والاجتماعية خلال فترة الحمل".

كان المؤتمر موجها لأطباء وممرضات المستشفى، وممرضات منطقة عكا والناصرة، العاملين في مراكز رعاية الأمومة. وقد رأى الطبيب اللوائي د. شهاب أنه من المهم جدا طرح موضوع هذا المؤتمر الذي نقدم من خلاله الدعم الدراسي لكل من يعمل في هذا المجال.

وتابع د. بشارات حديثه بالقول إن قسم الولادة يرعى النساء الحوامل منذ تأسيسه قبل نحو 150 عاما، وقسم الأمراض النفسية يقوم برعاية النساء الحوامل والمرضى منذ سنوات التسعين، وهو قسم الأمراض الوحيد الموجود داخل المجتمع العربي، حيث يعمل هذان القسمان سوية من أجل راحة المرأة.

وفي حديثه مع مراسلة موقع "بكرا"، تحدث د. شهاب عن أهمية طرح موضوع الصحة النفسية عند المرأة الحامل، الذي لم يأخذ حقه بعد لدى الطاقم الطبية، ومراكز رعاية الأم والطفل (الصُحيات)، وفي داخل المستشفيات، وهذا يعود لعدة أسباب منها: الفكرة المتبعة المتواجدة في ذهن المواطنين عن الموضوع، خلال السنوات الأخيرة قمنا بتطوير طرق للاكتشاف المبكر وعلاج هذا النوع من الحالات. لقد تطور مستوى مراكز رعاية الصحة في معالجة هذه الحالات، وأصبح لدينا وعي لأهمية الاكتشاف المبكر لحالات الاكتئاب أو المرحلة التي تسبق حصوله عند المرأة".

وعن سبب اختيار مستشفى الناصرة الانجليزي قال د. شهاب: "يعود السبب لكون مستشفى الناصرة الانجليزي هو المستشفى الوحيد في المجتمع العربي الذي يشمل قسما للعلاج النفسي، ويملك مقدرة على المعالجة ويحتوي على طاقم معالج مهني".


دفيئة المرأة الحامل في مستشفى الناصرة الانجليزي..
بينما تحدثت القابلة القانونية (الداية)، إيمان ضاهر - وهي مديرة دفيئة المرأة الحامل في مستشفى الناصرة الانجليزي- عن أهمية دفيئة المرأة الحامل، وهي عبارة عن مركز رعاية للمرأة منذ بداية الحمل وحتى الولادة. وتقول إنها ضمن عملها قابلة في المستشفى تقوم بمتابعة النساء خلال حملهن. وتحدثت عن الطاقم الذي يشمل عدة قابلات يعملن في الدفيئة، ويرتكز عمل أفراده على بناء علاقة طيبة بين النساء الحوامل مع الطاقم المهني في المستشفى، مؤكدة أنهم يساهمون في تمكين المرأة ودعم ثقتها بنفسها، ونزع الخوف والتوتر منها.

وأضافت: "نحن نعمل كطاقم مكمل لقسم الصحة النفسية في المستشفى من حيث التعاون المشترك والمتبادل، حيث نقوم بتوجيه النساء اللاتي يعانين من توتر زائد وخوف خلال فترة الحمل لقسم العلاج النفسي في المستشفى. وذلك نظرا لأن هذا الوضع النفسي من الممكن أن يؤدي إلى ولادة غير طبيعية. نحن نهدف خلال المؤتمر لتقديم العناية الصحية والنفسية للمرأة الحامل، والتواصل بين الجسد والروح، مهمتنا إيصال المرأة إلى بر الأمان".

خلال عام 2009: 16% من النساء الحوامل معرضات للإصابة بالاكتئاب
وبدورها تحدثت د. ميري طنوس نائب مراقب لواء الشمال في مكتب الصحة عكا عن مشاركتها في قائلة: "منذ عام 2008، قمت من خلال مكتب وزارة الصحة في عكا، بمبادرة لمشروع فحص موضوع الاكتئاب الذي تعاني منه النساء خلال وبعد الحمل. بشكل عام، تقوم الممرضات بتوجيه النساء اللاتي يعانين من اكتئاب إلى الجهات المعنية والمهنية لتقديم العلاج المناسب لهن. الجديد بهذا الشأن، أني بادرت إلى فحص الموضوع بشكل عيني، من خلال تعبئة استمارة وهي مستخدمة بشكل عالمي، حيث تقوم النساء بملء الاستجوابات الموجهة لهن عبرها".

وأضافت: "كانت هنالك حاجة لتحضير الممرضات لإشراكهن بهذه المبادرة التي أصبحت حملة دائمة، والقيام بعمل مَسِح للعيادات النفسية في منطقة عكا وإحصائها، وهي منطقة واسعة جداً، تشمل 500 ألف مواطن من الشمال- فسوطه وصولاً إلى كفر مندا. خلال سنة، وبعد المسح وصلنا إلى معطيات مهمة، من المعطيات يتبين أنه خلال عام 2009، (ابتداء من شهر تموز وصولاً إلى شهر كانون ثاني من عام 2009، أظهرت النتائج أن 16% من النساء الحوامل حصلن على ما يُعرف لدينا بـ "تنقيط بدرجة 10"، وهن معرضات للإصابة باكتئاب ويعانين من ضائقة نفسية معينة، وعليه يجب أن نقوم بتوجيههن لمختص في العلاج النفسي، وفيما يتعلق بالمسح الخاص بالنساء ما بعد الولادة ظهر خلاله أن 20% من النساء معرضات للإصابة بالاكتئاب، وهذه النسبة خطيرة، وتفوق المعطيات العالمية".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com