نجح طاقم غرفة الطوارئ في مستشفى الكرمل في حيفا، بإنقاذ طفلة ولدت لتوّها في السيارة فور وصول والدتها لموقف السيارات في المستشفى، وبعد أن اختنقت تحت والدتها التي جلست عليها والتفاف حبل السرّة حول عنقها. وبعد بضع دقائق دراماتيكية تخللتها عمليات إنعاش وتدليكات، نجح الطاقم بإنقاذ حياة الطفلة المولودة حديثا.

وتقول الوالدة كارميت افراهام، البالغة من العمر 33 عاما من احدى قرى الشمال: "كا ما أفكر به هو ماذا كان سيحدث لو عقلنا في اشارة ضوئية أخرى على الطريق، أو لو بدأت الولادة وأنا بعيدة عن المستشفى، أو مثلا وأنا عالقة في اختناق مروري لا سمح الله. حينها ربما ما كانت هذه الطفلة الجميلة معنا اليوم".

كارميت، التي كانت في الأسبوع الـ39 للحمل، شعرت بالمخاض، ونادت زوجها مباشرة، لينقلها إلى مستشفى الكرمل، للولادة هناك بشكل منتظم. ولكن اتضح أن ما حدث هو أن عملية الولادة حدثت بسرعة كبيرة، اكبر من العادة، وخلال 45 دقيقة منذ مغادرتهما المنزل، بدأ رأس الطفلة يخرج من الرحم. وتقول كارميت: "في منتصف الطريق، رأيت أن الولادة بدأت تجري بسرعة كبيرة، ولم يكن بوسعي أن أعمل شيئا بهذا الشأن".

مباشرة بعد أن عبر الاثنان بوابة الدخول لموقف السيارات في مستشفى الكرمل، خرجت الطفلة من الرحم، ولكن بسبب جلوسها الى جانب زوجها الذي كان يقود السيارة، خرجت الطفلة مباشرة إلى المقعد من تحتها، وهي جالسة عليها، مما أدى الى اختناق الطفلة، والتي كانت لا تتنفس ولا نبض لديها. 

وفقط بعد نقل الطفلة لغرفة قريبة ووصول طاقم علاج الطوارئ للأطفال، وطاقم الطوارئ في قسم الخدّج، وبعد عشرة دقائق من التدليك للقلب وعمليات الانعاش والتنفّس نجح الطاقم بإنقاذ الطفلة التي بدأت تتنفس بقواها الذاتية. فتم نقلها وسط رقابة مشددة لغرفة الطوارئ في قسم الخدّج.

ويؤكد دكتور بن دوف أن هذه أول مرة منذ ثلاثين سنة يواجه فيها طاقم قسم الطوارئ، طفلة تصل الى المستشفى بهذه الحال الخطيرة.

بقي أن نذكر أن الطفلة في هذه الأثناء، تخضع للعاج وتمر بعملية انتعاش، وقد طرأ تحسن ملحوظ على حالتها، علما أنها ما زالت في قسم الخدّج في مستشفى الكرمل. من جهتها تقول الوالدة انها فقط الآن "تعي حجم الأعجوبة"!! وتضيف: "أشكر الله تعالى وكل الطاقم الرائع في مستشفى الكرمل الذين أعادوا الحياة لابنتي. أنا اليوم أسعد الناس على وجه البسيطة"...
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com