ولاء ابنة العامين، وصلت من غزة الى رمبام وهي تعاني من ورم سرطاني عملاق في الدماغ لاجراء عملية لاستئصال الورم. فقط قبل شهر ونصف كانت حياتها بخطر، ولكن بعد نجاح العملية الجراحية المعقدة والصعبة، ها هي اليوم تتماثل للشفاء... والمستقبل يبدو ورديًا..


قبل شهر ونصف كان نصف جسدها مشلولا، وكانت حياتها بخطر.. اليوم، في رمبام، ولاء ابنة السنتين، تسير على قدميها، تضحك وتبتسم، تلعب مع الطاقم الطبي، عمليا، طفلة طبيعية لكل شيء...

صعوبات، تشويشات، معاناة.... وعملية جراحية

القصة تبدأ قبل أربعة أشهر، عندما بدأ والدا ولاء بالتنبه لصعوبات وتشويشات في حركة ولاء. في البداية بدأت تتقيأ، فأخذها والداها الى المستشفى في غزة، حيث اعتقدوا أن الحديث يدور عن اصابة بجرثومة ما (فيروس) ولكن العلاج الذي مُنح لها لم يأت بالنتائج المرجوة!!! فولاء واصلت التقيؤ، وحتى أن وضعها تدهور أكثر من ذي قبل. وبدأت تطوّر مشاكل عصبية (نويرولوجية)، بدأت تمسك بالملعقة بشكل غير طبيعي ومتعوّج، لم يعد بإمكانها تحريك اصابعها بشكل طبيعي، وحتى ان رجليها انحيتا بشكل غير طبيعي، مما دفع والديها للشك في أن الحديث يدور عن مرض أصعب من الاصابة بجرثومة....

في مسشتفيات غزة، حيث كانت تتلقى العلاج، أجري لها فحص التنظير المغناطيسي MRI ليتبيّن أنها تعاني من ورم سرطاني في الدماغ. وقرر الطبيب المعالج انه يجب اجراء عملية جراحية لها لاستئصال الورم السرطاني، الا أن والداها رفضا وفضّلا اجراء العملية الجراحية في احد المستشفيات الاسرائيلية. الا أن إصرار الطبيب الغزيّ ورفضه لهذه الفكرة وعدم منحهم التحويل المطلوب، دفع بالوالدين للموافقة.

العملية نجحت... ولكن!

ويقول والد ولاء، إياد خميس عمر: “بعد العملية الجراحية في غزة، خرج الطبيب والابتسامة ترتسم على وجهه من الطرف الأول الى الآخر... وقال لنا ان الطاقم الطبي نجح باستئصال الورم كاملا. أن العملية مرّت بنجاح باهر".

الا أن الوضع لم يتحسّن... وحالة ولاء الصغيرة تدهورت... ولاء مكثت في المستشفى طوال 15 يوما، وبعد وصول نتائج التحليلات المخبرية للعيّنة التي أخذت من الورم تقرر اجراء التنظير الاشعاعي للطفلة بهدف مواصلة عملية العلاج. الطبيب المختص بعلاج السرطان، د. عواد الهلول، من غزة، وعند تلقيه النتائج قرر أنه من المفضل أن تتلقى الطفلة العلاج في مستشفى رمبام، وقام بتحويل الطفلة ووالديها الى المركز الطبي رمبام في حيفا على الفور.

ولاء، وهي أوسط ثلاثة أبناء العائلة، دعاء (5 أعوام) وأحمد (7 أشهر)، وصلت برفقة والدها، في حين بقيت الوالدة مع شقيقي ولاء في غزة، الى مستشفى رمبام نهاية العام المنصرم، وهي تعاني من شلل بالأطراف السفلية. وأول ما أجراه الطاقم الطبي هو التصوير بالتنظير المغناطيسي MRI لتكتمل الصورة ويتضّح أن الورم السرطاني الخبيث في دماع الطفلة كان كبيرا جدا، وشكّل خطرا على حياة الطفل. هذا الورم ضغط على الجانب الأيسر من دماغها، المسؤول عن الحركة، مما تسبب في شلل أطرافها السفلية.
 

في رمبام، عادت الحياة وفرحتها إلى ولاء

في رمبام لم يرحموا الورم السرطاني، وفي عملية جراحية مستعجلة، ورغم التأخير في وصول الطفلة لرمبام، نجح الطاقم الطبي في قسم سرطان الأطفال باستئصال الورم السرطاني كاملا من دماغها... بعد العمليّة، تم تسريح الطفلة لأسبوع من النقاهة في بيتها، على أن تعود الى مستشفى رمبام للخضوع لعلاج التنظير الاشعاعي ، وهي منذ حوالي الشهر ما زالت تخضع لهذا العلاج في رمبام.

البروفيسور مريم بن هاروش، مديرة قسم سرطان الأطفال والتي تلقت طلب تحويل الطفلة من المستشفى في غزة الى رمبام، صادقت على ذلك على الفور لتبدأ عملية نقلها الى المستشفى، ومعالجة الطفلة.

من جهته يقول د. يوسيف جيلبورد، اختصاصي الجهاز العصبي للأطفال، والذي أجرى العملية الجراحية للطفلة الغزيّة: “العملية كانت معقدة جدا، ولكن الحمد لله تمت بنجاح كبير. اليوم هي تشعر بتحسّن كبير، وبدأت تتعافى، عادت لتحريك أطرافها السفلية (القدمين) واختفت كل المشاكل التي كانت تعاني منها حين وصلت الينا... اليوم نحن نرى طفلة جديدة مليئة بحب الحياة"...

الوالد، إياد عمر، قال في تعقيبه حول الطب في اسرائيل: “بالنسبة لنا الطب في اسرائيل مثل أمريكا... سمعت في السابق عن العديد من المستشفيات في اسرائيل، ورغم أني لم أسمع عن رمبام في الماضي، الا أننا نعرف أنه مع نقل مريض الى مستشفى في اسرائيل فيمكننا أن نريح أعصابنا ونطمأن. اليوم عندما أرى فرحة ولاء ومرحها، أفهم أنه في رمبام منحونا فرصة جديدة للحياة".

يذكر أنه منذ أيار 2010 وصل المركز الطبي رمبام في حيفا حوالي 200 مريض من قطاع غزة. بينهم ما لا يقل عن 25 طفلا يعانون من مرض السرطان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com