فجأة، تجمهر رجال الأمن الخاصين ورجال الشرطة حول سيارة فخمة.. فتجمهر الناس حول تجمهُر رجال الأمن.. ثُم تجمهر فضوليون حول التجمهُر الذي حول تجمهُر رجال الأمن، وأخرجوا هواتفهم المحمولة وبدأوا بالتصوير..! (إنه الفضول وحب الاستطلاع، والعربي "الكلاسيكي" يُحِبُ أن يدس أنفع في كُل شيء.. إلا فيما يجب أن يدس به أنفه..!)

نزلت من السيارة في الشارع الرئيسي في الناصرة، عند مدخل شارع الكازانوف، شابة تلبس كله أحمرًا بأحمر (مُحتفلة بالكريسماس)..

"العُربان".. ومعروف عنهم "إكرام الضيف" لم يعرفوا هذه الشخصية.. ومع ذلك زاد تجمهرهم حولها، وخاصة الشباب منهم، واحتشدوا "كمظاهرة" عند مدخل حلويات المحروم حيث دخلت هذه الشخصية لتتذوق الحلويات الشرقية.. فرحة لرُبما، لأنها رات أنه "حتى هُنا في الناصرة يعرفونها"..!

أنا كصحفي لفت انتباهي المشهد، فذهبت إلى المكان، ومع أن معلوماتي عن (الفنية والكروية) ضعيفة جدًا إلا أنه لفت انتباهي وجود قائد شرطة الناصرة معون بن شابو في المكان للحفاظ على الأمن، وهذا الوجه يُذكرني كثيرًا بالكوارث الكبيرة أو الأحداث المُهمة..!!!

حاولت أن اعرف، فسألت الشباب المتجمهرين والذين يتزاحمون لرؤية هذه الشخصية عن صفتها واسمها.. سألت الأول فقال لي أنه لا يعرف.. سألت الثاني فقال لي أنه لا يعرف.. والثالث والرابع والخامس والسادس والعاشر.. إلا أن أحدًا منهم لم يعرف (ولا أعرف كيف كانت ستتصرف لو عرفت أنهم لا يعرفون، فهي حتمًا تظُن من تصرهم أن اسمها سبقها للمكان وأن لديها معجبون لا تعرفهم)..!

عندما خرجت تجمهروا حول الذين (لا يعرفونها) وابتسموا لها وتصوروا معها وقبلوها "وتحسسوها"..! وفرحوا بذلك كثيرًا.. وذهبت دون أن يعرفونها.. (هل ابنة ملك.. هل هي زوجة زعيم.. هل هي ممثلة.. هل هي مغنية.. هل هي مليونيرة.. هل هي مساعدة رئيس عصابة.. الله أعلم..) – المهم أنهم فرجون !!!

لاحقًا فهمت أنها ممثلة أرجنتينية أسمها إميليا أطياس وكما قيل هي ممثلة في عالم الأطفال وبطلة برنامج "تقريبًا ملائكة" الأرجنتيني.

من المسكين.. نحن لأننا فرحنا بمن لا نعرف أم هي التي فرحت بظنها أننا نعرف.. ومُعجبون..!

اقرأ في هذا السياق :

الممثلة الأرجنتينية الشهيرة إميليا أطياس في الناصرة. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com