في القُدس مُقدساتٍ أُخرى، غير أولى القبلتين وثالث الحرمين، مقدسات يجب منع إنتهاكها، أولها حقوق الفرد بإمتلاك البيت والارض والعيش بكرامة.

في سياق تطرقها للكرامة، ورد في وثيقة الإستقلال الإسرائيلية: أن اسرائيل "ديموقراطية" تضمن المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها دون تمييز في الدين والعرق والجنس وتضمن حرية العبادة واللغة والتربية والتعليم!!

السؤال هُنا، هل تحافظ إسرائيل على حقوق مواطنيها، أم أنه بات من الواضح أن تلك الديموقراطية "مزعومة" فقط، ولا تنطبق إلا على اليهود؟!

حي سلوان والصمود رغم كل محاولات التهجير

تعتبر سلوان من أكبر القُرى الفلسطينية، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وهي الأكثر التصاقاً بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي.

بالاضافة الى المواقع التاريخية الهامة المتواجدة في سلوان، فإن فيها عين ماء مشهورة (عين سلوان) والتي اصبحت موقعا للهو المستوطنين اليهود. فقد كانت مصدراً لمياه البلدة القديمة في القدس عبر التاريخ إلى أن جاءت أيام لم يعد بإمكان أصحابها التمتع بخيراتها.

في تشرين ثاني من العام 2004، أصدر مهندس بلدية القدس " اوري شطريت" قراراً بهدم مباني حي البستان في سلوان لصالح بناء حديقة أثرية متصلة بمدينة "الملك داوود"، مع بداية عام 2005 بدأت بلدية القدس بتنفيذ هذا الأمر وارسال أوامر الهدم لمواطني القدس العرب، كما بدأت بتقديم لوائح اتهام ضدهم جراء البناء دون ترخيص!!! وبدأت بتنفيذ اوامر الهدم التي سبق وأرسلتها.

من يُلهِـــم أطفال سِـــلوان الصَبرَ والسلّــوان


يقبع في السجون الاسرائيلية أكثر من 300 طفلٍ دون السن القانونية، يعيشون تحت ظروف اعتقالية صعبة وقاسية جراء ممارسات سياسية وعنصرية تخترق كل معاير الانسانية وتدل على وحشية الجاني.
يتم احتجازهم في اكثر من منشأة اعتقالية: السجون ومراكز التحقيق والتوقيف، بالاضافة الى الارهاب النفسي الذي يتعرض له الاطفال منذ لحظة اعتقالهم والتحقيق معهم. من هذه المنشآت والسجون، سجن تلموند وسجن النقب وسجن مجدو المركزي، يعيش فيها المعتقلون الاطفال تحت مختلف أنواع التعذيب والعنف الجسدي، من أجل التأثير عليهم والتحقيق معهم بشكل منافٍ لكل الاعراف والقوانين الدولية والانسانية، ومن أجل استخدام هؤلاء الأطفال كورقة مقايضة في أي عمليات تفاوضية مستقبلية متعلقة بملف الأسرى.

محمد وأحمد قصص إنسانية تسرد الهدم في ذكريات الطفولة الحيَّة

الاسم:أحمد رجبي
العمر 12 عاماً
من سكان حي البستان في سلوان القدس
تعرض للاهانة والضرب عدة مرات من قبل الشرطة الاسرائيلية، كما تعرض للرش بالغاز المسيل للدموع.
يحدثنا أحمد عن بيته المعرض للهدم، وعن اقتحام الشرطة لبيته عدة مرات، ملاحقته وتصويره، وعن معاناته اثر قيامهم برش الغاز المسيل للدموع باتجاهه أكثر من مرة وهو في طريقه لاقتناء الحاجيات لأمه. كذلك يحدثنا عن مخيم الحي الذي ألغته الشرطة الاسرائيلية عدة مرات.
يتوجه أحمد من خلال موقع "بُــكرا"، للعالم ولاخوانه في ارجاء فلسطين من أجل الاعتصام والتضامن معه ومع أبناء حيـّه، ومساندتهم في مواجهة اوامر الهدم والوقوف حائلا دون تنفبذها، كي لا يحرموا من منازلهم ويتم تشريدهم وتهجيرهم.

محمد المريدي، سرقت منه سجون الاحتلال الطفولة وحلم الصبا


الاسم: محمد المريدي
العمر 13 عاماً
من سكان حي البستان سلوان
تاعتقلته الشرطة الإسرائيلية أربع مرات
التهمة: اللعب مع اصدقائه في اروقة الحي، اضافةً لكونه طفلا فلسطينيا من حي سلوان
يصف لنا محمد حياته في حي سلوان وبيته المعرض للهدم، مؤكداً رفضه لأن يتم تهجيره هو وأفراد عائلته من بيتهم رغماً عنهم، وأنه يفضل الموت تحت ركام المنزل ان وصلت به الحاجة على أن يتم تهجيره.
وعن تطفل الشرطة الاسرائيلية عليهم في اوقات متفرقة، وخاصةً عند منتصف الليل، بحجة التفتيش، يقول محمد إن الشرطة الإسرائيلية تقوم بترهيبهم وإقلاق راحتهم.
يقول محمد: قامت الشرطة بتصويري عدة مرات خلال تواجدي في الشارع، ورشي بالغاز المسيل للدموع.
مضيفاً أن الشرطة اعتقلته أربع مرات، وبأوقات متفاوتة، دون معرفة السبب أو التهمة الموجهة اليه. لا يذكر شيئا سوى انه كان يلهو مع اصدقائه في الحي، حيث تم ضربه والتنكيل به وترهيبه.
يقول محمد بحرقة ولوعة: أكره ان ابلغ عمر 16 عاماً، لانني عندما ابلغ هذا الجيل سيتم تقديمي للمحكمة، وربما يتم سجني كما سجنوا أبي.

كانت أمنية أحمد ومحمد، أن يحل عليهم الشهر الفضيل حاملا معه امنيات بحياة اجمل من التي يعيشونها... خالية من الشرطة الاسرائيلية والمستوطنين، ان يلعبوا كغيرهم من الاطفال، أن يقوموا بتزين حي البستان استقبالاً لرمضان. لكن خوفهم من ان يحرض المستوطنون الشرطة الاسرائيلية على نزع الزينة، كان أقرب الى واقع الحياة التي يعيشها أطفال سلوان، فمن يلهم أطفال سلوان الصبر والسلوان، ويعيد اليهم الطفولة التي سرقت منهم!؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com