اكتفت الجماهير العربية ممثلة بلجنة المتابعة واللجنة الشعبية في شفاعمرو بإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد ابنائها الأربعة : دينا وهزار تركي، ميشيل بحوث ونادر حايك!! مع العلم انّ الشخصيات التي شاركت في المسيرة، هي تقريبًا ذات الشخصيات، بحضور اعلامي مكثف، وغيابٍ جماهيري واضح، والأهم ان لا وحدة بين رؤساء المجالس والبلديات بهذا الشأن ولا حتى اهتمام!!!! ومَن يقول غير ذلك، فهو لم يراقب الصور التي عُرضت بعد المسيرة مباشرةً!!!!
وبعيدًا عن هذه الأجواء، وما يحمله الملف الشفاعمري من حملٍ كبير، كون الشبان الشفاعمريين ينتظرون ما ستقرره المحكمة، فهل ستبرأ ساحتهم، ام ستعاقب الضحية وتترك القاتل ومَن وقفَ وراؤه؟!!
أما العائلات الثكالى فهي تبكي ابنائها، بحرقة، بعد مرور خمس سنوات، وأكثر ما يمكن معرفته بشأن المستقبل أنّ العائلات لم ولن تنسى ابنائها.
من أجل هذا كان هذا الحوار مع مَن مسهم هذا المصاب الأليم، عائلات الشهداء والجرحى، ومن بينهم نسرين تركي شقيقة هزار ودينا تركي، التي أكدّت انها تمنت على الله، وطلبت من رئيس اللجنة الشعبية ان يغير مسار المسيرة الشعبية التي تتكرر كل عام، خاصة ان العائلات تشعر بشبه انهيار، ولا أدل على ذلك من البكاء المر الذي ذرفته ا م عزات تركي وعائلتي بحوث وحايك، الذين ودعوا الشهداء بأكاليل الزهور... ام عزات لم تعد تقوَ على متابعة المسيرة، فاستوقفوا سيارة تقلها حتى مكان النصب التذكاري، وهناك لم يكن مكانٌ للوقوف، فظلّ المشاركون يقفون بانتظار القاء الكلمات المكررة، في كل عام... كلمات صادقة وقاسية لكنها لا تعيد شهيدًا ولا تغير وجه الملف القضائي الموجود في المحكمة!!!

بديعة شعبان، جريحة المجزرة: الجرحُ طاب لكنّ الوجع يظلُ مؤلمًا


مشهدٌ مؤثر صاحب اللقاء بين بديعة شعبان خطيب، جريحة في المجزرة، فهي لم تكف عن البكاء لحظة لقائها بعائلات الشهداء، شقيقات هزار ودينا، وشقيقات ميشيل بحوث، الاحتضان جاء طويلاً بعض الشيء، وتخللته دموعٌ، حتمًا لها علاقة بشريط الذكريات من المجزرة.
تحدثت بديعة عن مشاعرها بعد خمس سنوات قائلة: كنتُ يومًا اشعرُ بالضعف والوهن، لكنني صرتُ اكثر قوة وثباتًا، لقد أعدتُ بناء ما تهدم داخلي بفعل الجريمة التي وقعت في شفاعمرو، الآن ابدوا قوى بكثير، لم نعد نخافهم.
وأضافت بديعة: انا اؤمن اننا سنظل إما فوق الأرض كرامًا او تحت الأرض شهداء.
أما عن ذكرياتها الخاصة حول الجريمة، فقالت: كان يقف بيننا، في مثل هذا اليوم، خائفًا رغم سلاحه الفتاك، شعرتُ انه في قمة ضعفه، لقد قاومته ومنعته من مواصلة ارتكاب جريمته، وما جرى يعني اننا لا يجب ان نستسلم ونضعف امام عملٍ ارهابي كهذا، خاصةً اننا في موقف ثابت.
وتشعر بديعة بفخر، كما قالت انّ النهاية جاءت على هذا النحو، اذ قالت: ما حصل من ردة فعل كان يجب ان يحصل، وجيدًا انه انتهى كما يجب.
ووعدت بأن تُشارك في السنة القادمة هي وابنائها.
أما دموعها، فهي تمنحها الراحة النفسية اولاً وهي دموع مَن قام بإجراء عملية جراحية، وتماثل للشفاء، فالجرحُ طاب لكنّ الوجع يظلُ مؤلمًا.

شقيقة الشهيد بحوث: لم يغب عن بالي يومًا

وتتحدث جورجيت بحوث عزام شقيقة الشهيد ميشيل بحوث عن فقدان شقيقها: لا زلنا نذكره كما لو أنه لم يغب عن بالنا يومًا، وفي هذه الذكرى الخامسة لاستشهاده، أشعر وكأنها اللحظات الأولى التي وصلتنا انباء عن استشهاده.
وأضافت جورجيت: مَن عرف ميشيل، يعرف تمامًا حجم الوجع الذي نشعر بِه، والذي سيظل في القلب، لكنني نشعرُ براحةٍ نفسية كبيرة كلما زاد عدد المشاركين في إحياء ذكرى الشهداء.
وبرحيل ميشيل بنظر شقيقته هناك حزنٌ ووجعٌ لا ينتهيان.
وانهت كلامها بالقول: كيفَ لا أبكيه، وكلُ ما في البيت يذكرني فيه، صوره، عائلته، أصدقاؤه، النصب التذكاري الذي يقف وسط البلدة، حارة البرج التي شهدت هذه المجزرة التي اودت بحياته وحياة نادر وهزار ودينا، حتى وان كان الدعم كبيرًا من قبل الشفاعمريين، لكن يظل للأخ الغائب موقعٌ في القلبِ لا يملأه أحدٌ سواه.

ا م عزات: كيف أنسى هزار ودينا؟!
أما والدة الشهيدتين هزار ودينا تركي، فترفض كلمة نسيان: لن أنسى ولن أغفر. الجرح أعمق من أن يجف مكانه...
وتتابع ام عزات: لن انسى انهم حولوا الفرح في البيت الى حزنٍ مستمر، أغلقوا الباب الذي كانت تُطلُ منه الحياة الحلوة... زهرتان في البيت ذبلتا، ورغم مرور خمس سنوات الا ان الذكريات تأبى أن تفارقنا.
ورغم ما قالته الا انها تعتبر نفسها قوية، بالموجودين، بالأبناء والبنات، وبالجماهير العربية التي تُشارك العائلة في حزنها الكبير.
وتستغرب والدة الشهيدتين، استمرار ملاحقة الشبان المتهمين بمقتل زادة: "بدلنا ان يحاكموا المجرم ومَن يقف وراءه يحاكمون الضحية؟!! فأيُ مهزلةٍ ترتكبها هذه الدولة؟!!
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com