اقيمت في مستشفى "بني تصيون" بحيفا، روضة "عوفريم"، وهي وحده تابعه لمركز حانه حوشي، تعمل على تطور الأطفال المكفوفين.

تأسست هذه الروضة عام 2004 وهي تتبع لوزارة العمل والرفاه الاجتماعي، لوزارة الصحة، أيضا لصناديق المرضى.

تختص هذه الروضة في معالجة ألأطفال المكفوفين، ذوي درجات متفاوتة من ضعف النظر، وتتراوح أعمارهم من جيل 6 أشهر حتى 3 سنوات، من منطقه شمال البلاد حتى المركز، والذين حصلوا على منحة عجز من مؤسسة التأمين الوطني.

يعمل في الروضة طاقم مكون من: طبيبه تطوريه متخصصة بتشخيص الأطفال الذين لديهم مشاكل بالرؤية، مربيات للتربية الخاصة، مختصات بمجال ضعف النظر، مساعدات، عاملات اجتماعيات، معالجات بالتشغيل، معالجات بالعلاج الطبيعي، معالجات باللغة والنطق. يشمل العلاج، معالجه بالموسيقى، معالجه بالحيوانات ومعالجه بالماء والسباحة ( هيدروترابيه)، وتتم المعالجة باللغتين العربية والعبرية.

يتواجد في الروضة اليوم: 15 طفل من بينهم 14 طفل عربي وواحد يهودي، (تعالج في السنة الماضية 20 طفل، من بينهم 18 طفل عربي و 2 يهود).

كيف يتم تحويل الأطفال

وفي حديث مع العاملة الاجتماعية إيمان زعبي، مركزة الروضة، قالت: "يتم توجيه الأطفال إلى الروضة عند فحص الطفل وتشخيص حالته عند ولادته، أو عن طريق أقسام الأطفال في المستشفيات أو أقسام الخدج، أو طبيب العائلة، أو طبيب الأطفال. اغلب الأطفال، يتم تحويلهم من مركز رعاية الأم والطفل، حيث يعبئون نماذج خاصة وتقوم طبيبة الروضة بتشخيص حالة الطفل، بعد ذلك يتم تحويله إلى المختصين والمعالجين لوضع خطة علاجية خاصة به".

وأشارت زعبي بان اغلب الأطفال الذين يتم استقبالهم في الروضة هم من الوسط العربي، ذلك نتيجة لزواج الأقارب أو بسب باقي الأمراض الوراثية.

أهداف الروضة

وفيما يتعلق بأهداف الروضة قالت إيمان زعبي: "من بين أهدافنا، تطوير القدرات والطاقات المتوفرة لدى الطفل، لإعداده لكي يكون طفل مستقل، ولتحضيره لكي يتم استيعابهم ودمجهم في اطر عادية مستقبلا. أيضا لإعدادهم لكي يدخلوا إلى المجتمع كأطفال مستقلين وعاديين، ولكي يكون باستطاعتهم مواجهة الحياة. كذلك لدعم العائلات ومرافقتهم في هذا المسار غير الطبيعي، ولتعريفهم على حقوق هؤلاء الأطفال، نركز في علاجنا على تطوير الجهة الحسية لدى الطفل، من خلال إثارة القدرة التي بداخله".

وتابعت حديثها قائلة: "بالإضافة لجميع الفعاليات، نعمل على إثراء تطور الطفل، في مواضيع مثل الأكل والطبخ، وزاوية القراءة وزاوية سماع قصة، حيث تقوم العاملة بقراءة قصة لهم، ثم نحاول أن نطور قدرتهم على الإصغاء، وعلى كيفية الإصغاء وطرح الأسئلة، أيضا إلى كيفية الفهم والسمع".

واستمرت في حديثها قائلة: "نعمل أيضا على موضوع الحركة (لان حاسة النظر وهي الحاسة المركزية والأساسية غير متوفرة لديهم)، نحاول تعويضهم عن ذلك، بحيث نعلمهم كيف ينتقلوا من مكان لآخر عن طريق الصوت أو اللمس واستعمال حواس أخرى، وهي بمثابة عملية وساطة بين الصوت والكلام، ذلك من خلال التشديد على حواس أخرى. لذلك نقوم بأخذ الأطفال إلى جولات خارج الروضة، ليطوروا قدرة الاهتداء في الشارع في الدكان أو في أي مكان آخر".

وأشارت قائلة: "لقد قمنا هذا الأسبوع بجولة إلى شاطئ البحر، حيث سمعوا صوت الموج وانكساره على الشاطئ، ولمسوا الرمل والصدف وذاقوا ملح البحر. نعمل طيلة الوقت على تطوير الحواس الأخرى لدى الطفل وإثراء الطفل قدر الإمكان، وتهيئته على الاهتداء والتمييز بما يدور حوله".

أنواع العلاج!

وتطرقت إيمان زعبي إلى أنواع العلاج قائلة: "بالإضافة لغرفة الموسيقى المتواجدة في الروضة، ستقام قريبا غرفة للاثارات الحسية واللمسية المختلفة، وسيقام مسرح خشب يشمل أجهزة صوت قوية لإحداث ارتجاجات على الخشب، حيث يكون باستطاعة الأطفال الرقص وفق الارتجاجات التي يشعرون بها، كذلك يكون بإمكانهم وضع أذانهم على خشب المسرح، لسماع الأصوات. لقد تم اقتناء أحذية خاصة من حديد، تبرع بها متبرعون من الولايات المتحدة، ذلك لكي يستطيع الطفل التحرك على الخشب وسماع خطواته، كذلك لكي يلمس ويسمع ويشعر في جسمه، ستكون هذه غرفة علاج متعددة الأهداف".

وأضافت قائلة: "تشمل هذه الروضة على أجهزة عديدة متطورة لإثارة حواس الطفل، ولمساعدته في التعرف على الأشياء – من خلال حواسه الأخرى. أيضا لمساعدة الطفل الذي لديه ضعف في النظر لرؤية الأشياء، من خلال تكبيرها بدرجات عالية والتعرف عليها".

شعور الطفل المكفوف

بخصوص ذلك قالت: "لا يشعر الطفل المكفوف بأنه يختلف عن الآخرين، لأنه يعتقد بأنه ولد على هذه الحالة كالإنسان الذي يرى. لكن يبدأ الشعور عنده بأنه مختلف، في حال أشعره الذين حوله بأنه مختلف، أيضا إذا قال له الآخرين بأنه مختلف وخلقوا عنده الإحساس بأنه مختلف، عندها يشعر بأنه مختلف. لكن الطفل المتطور ذهنيا يدرك حسب شعوره بأنه مختلف، وقد يطرح هؤلاء الأطفال أسئلة مؤلمة جدا عند استفسارهم عن حالتهم، هذا الأمر يتوقف على القاعدة العاطفية المتينة لدى الأهل، لأنهم باستطاعتهم أن يمدوا الطفل بشعور الثقة بالنفس، وان يواجه الأمور بقوة أكثر".

دعم المجتمع العربي وتطوعه!

حول ذلك قالت: لا اعلم ما هو مدى إطلاعهم ومعرفتهم، نحن نشجع على تقديم التبرعات، لكن جميع التبرعات التي تصلنا هي من أغنياء يهود من خارج البلاد، أو من جاليات يهودية من الولايات المتحدة – ذلك لأبنائنا. لكن للأسف لم يقم أي عربي غني أو أي رجل أعمال بالتبرع بأي شيء، لا نحظى بأي تبرعات من الوسط العربي، ربما لعدم معرفتهم أو لعدم سماعهم، ربما لم نقم بالتوجه إلى الأشخاص الملائمين".

وأنهت حديثها قائلة بأنه عند انتهاء فترة العلاج، يتم تحويل هؤلاء الأطفال إلى اطر عادية تعالج مثل حالاتهم وفق مكان سكناهم.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com