في زيارتي الأخيرة لمدينة جنين المناضلة طلبت لقاءهما !وبكل ود وافقا بترحاب على لقائي في مسرح الحرية الذي أنشأ عام 2006 في مخيم جنين حيث يقومان بالعمل على مسرحية "رجال في الشمس" عن رواية غسان كنفاني والتي سيطلقانها بعد أيام قليلة في عرض اول امام الجمهور في جنين ..

  اتحدث عن الشابين المناضلين زكريا الزبيدي وربيع تركماني الذين لاحقتهما قوات الاحتلال مدة سبع سنوات ذاقا خلالها اقسى انواع التشرد والمطاردات وتعرضا خلال اشتباكات عديدة لاصابات برصاص الاحتلال الذي ادى الى أن يفقد ربيع كليته بسببها !
فقد أخبرني ربيع أنه وبينما كان يزور اهل بيته خفية في احد ايام الشتاء داهمت بيته قوات الاحتلال واطلقت النيران عليه لتصيبه في اسفل بطنه بثلاث عيارات نارية أدت احداها الى انتزاع احدى كليته و"تحليقها" خارج جسده امام عينيه !

وأضاف بلهجة يملؤها الألم : لقد بقيت ملقى على اطراف الطريق مدة ساعة ونصف ودمي يتحول الى بركة قربي ! , غير أنني احمد الله على نجاتي فلولا أن الأجواء كانت ضبابًا يومها والرؤية متعسرة لكان الجنود قد أمسكوا بي وقتلوني !

هذا وقد أضاف ربيع أن رحلته النضالية بدأت منذ كان عمره 16 عاما وتستمر حتى اليوم مؤكدا ان الملاحقات والاشتباكات لن تمنعه من الجهاد في سبيل الوطن، مؤكدا أنه من المؤسسين لمشروع "مسرح الحريه" الذي يسعى من خلال المسرحيات التي يقدمها على خشبته ان يغير الأفكار السلبية الرائجة عن الشعب الفلسطيني، وهو بصدد اطلاق مسرحية "رجال في الشمس" عن رواية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ويأمل أن تحقق نجاحا باهرا كمسرحية "شظايا فلسطين" التي عرضت العام الماضي !

وعند سؤالنا عما اذا كانت القوى السياسية في السلطة الفلسطينية قد خذلته أجابني أنها لم تخذله وحده انما خيبت أمل الشعب الفلسطيني كاملا حتى الموجود في ارض الداخل والشتات ! , لأننا توقعنا أن تحمل القيادة رسالتنا النضالية وتدعمها فمن قال مثلا أننا نقبل بحل الدولتين ؟؟! ان فلسطين لن تكون الا بأراضيها كاملة وإن كان اليهود يودون البقاء والعيش هنا تحت سيادة فلسطينية فلا مانع لدينا !

فوكس نيوز تطلب من زكريا زبيدي ان يتصور ملثما

هذا وقد أيد زكريا الزبيدي كلام ربيع مؤكدا "أننا نقبل رئيس وزراء يهودي اذا كان الشعب اختاره رئيسا لوزراء فلسطين! غير اننا نرفض ونقاتل ضد سياسات الانتهاك والاحتلال ونعمل من اجل زواله عن ارضنا !

هذا وقد حدثنا زكريا عن موقف واجهه خلال رحلته النضالية عندما طلبت منه شبكة "فوكس نيوز" العالمية أن يصور تقريرا لصالحها يتحدث عن المناضلين الشبان في الضفة غير أنه فوجئ وبعد أن أبدى موافقته بأن المنتج المنفذ للتقرير يطلب منه الظهور امام الكاميرا ملثمًا ! عندها أجاب زكريا : أنا ادافع عن حقي ولا يوجد أي داعٍ لإخفاء ملامحي ! , فطلب منه الأول أن يحمل "كلاشينكوف" ليصوره ! وصدم عندما علم أن زكريا  لا يمتلك واحدًا .

ثم علق مضيفا : ان الشعب الفلسطيني تعرض للخذلان من الشعب العربي كاملا ولا يزال يخذل، ناهيك عن قياداته السياسية التي خلقت صراعات غير منتهية في صفوفها لتزيد بلبلة القضية الفلسطينية وتشتت الشعب اكثر لتشغله في قشور الامور بدل التوحد والأهتمام بالقضايا الأساسية .

اما عن مشروع سينما جنين والذي يعد زكريا واحدا من المتطوعين فيه والداعمين له فقد صرح لنا أنه قلق قليلا من أن تكون عملية تجديد السينما التي تجري حاليا برعاية المانيه في المدينة عملية غزو ثقافي ألماني يسعى الى خلق ما يسمى "بالتوازن" بين فلسطين واسرائيل ! الا انه يجد المشروع كفكرة داعمًا وممتازًا .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com